التشاركيّة الرياضيّة الفعّالة
تاريخ الاستفراد والسيطرة الذكورية التامة على تحكيم لعبة كرة القدم اللعبة، الشعبية الأولى في العالم قد انتهى بعدما تمكنت القبضات الناعمة من دخول عالم التحكيم الكروي وإنجاز هذه المهمة بحرفية واقتدار اعتماداً على القوانين والأنظمة التحكمية الدولية ، وبدأ التاريخ الرياضي بتسجيل أسماء الحكمات المميزات بجوار أسماء الحكام الرجال الند للند ، فللمرة الأولى في تاريخ الدوري الفرنسي قاد طاقم تحكيمي نسائي بالكامل مباراة من الدرجة الأولى للرجال بكرة القدم قبل يومين من الشهر الحالي مؤلف من ستيفاني فرابار، إحدى ثلاث حكمات شاركن في نهائيات مونديال 2022 في قطر وعاونتها كل من مانويلا نيكولوزي و إيلودي كوبولا ، وهذه السابقة تعدّ تحولاً جديداً في تطور نظام تحكيم هذه اللعبة و ضرورة الاستفادة من أي خبرة أو إمكانية فنية متوافرة على المستوى المطلوب من دون التمييز بين الرجال والنساء، فالظاهرة المستحدثة هذه لها مدلولاتها المنطقية والعملية والرياضية باعتبار أن العلم والمعرفة والخبرات الرياضية ليست حكراً على الرجال فقط دون غيرهم ، بل يوجد هناك من السيدات من يتمتعن بهذه الخبرات و يستطعن المنافسة فيها ، ووجود الحكمة الفرنسية (ستيفاني فرابار) ضمن الطاقم التحكيمي لهذه المباراة و بصفة حكمة أساسية مع زميلاتها هو ترجمة حقيقية وواقعية لهذا التحول الجديد ، و طبعاً هذا الموقع التحكيمي المهم الذي وصلت إليه (فرابار) ليس بمحض المصادفة أو من دون مقومات رياضية و علمية عالية تملكها و تؤهلها لبلوغه، وإنما هو طريق طويل شقته باجتهادها ومثابرتها وثقتها بنفسها من خلال المتابعة والاهتمام بمنافسة الحكام الرجال في هذا المجال ، فهذا الواقع التحكيمي الأنثوي قادم عنوانه المشاركة الرياضية الفعالة للحكام الرجال في قيادة المباريات والدوريات و البطولات.
نتمنى أن تكون حياة هذه الحكمة ومسيرتها الناجحة هي ومثيلاتها من الحكمات مثالاً يحتذى به لحكماتنا وحافزاً إضافياً لبذل الكثير من الجهود والدراسة والتأهيل للوصول إلى منصات وبوابات الدخول إلى دائرة الاهتمام الرياضي العالمي وتحقيق الطموح المطلوب بتطوير رياضتنا بألعابها وإدارييها وفنييها وحكامها وصولاً إلى رياضة مشرقة.