ابتكار علمي يعزز إصلاح الأنسجة التالفة في الدماغ

تشرين:
يتواصل سباق العلماء لتجديد الأنسجة التالفة نتيجة لإصابة الدماغ بمرض مثل السكتة الدماغية، غير أن هناك حاجة للتغلب على أحد العوائق العديدة، التي تحول دون نجاح التكنولوجيا الحيوية للخلايا الجذعية، والتي تتمثل في القدرة على الحفاظ على الخلايا حية لفترة كافية حتى تعمل.
وعادة كانت تكمن المشكلة في أن ضعف الإمداد بالأوكسجين ونقص شبكة الأوعية الدموية حول أنسجة المخ المصابة يؤديان إلى ارتفاع معدل موت الخلايا، من بين أمور أخرى.
إلّا أن فريقاً من العلماء من معهد “غرايم كلارك” للهندسة الطبية الحيوية في جامعة ملبورن في أستراليا، نجح في ابتكار “هيدروجيل” هجين يساعد على توصيل الخلايا اللازمة لإصلاح الأنسجة، ويوفر إمدادات الأوكسجين اللازمة لمنحها أفضل فرصة للنمو بشكل موضعي، وفق ما نقل موقع”New Atlas” العلمي.
ويحتوي الجل الهجين ذو الأساس المائي على بروتين صناعي يعتمد على “الميوغلوبين”، وهو بروتين طبيعي في الأنسجة العضلية يقوم بتخزين ونشر الأوكسجين عبر الخلايا، والذي يوفر إطلاقاً مستداماً للأوكسجين اللازم للخلايا الجذعية المصاحبة للبقاء على قيد الحياة، والتطور إلى خلاياها المتخصصة.
واستلهم العلماء نظريتهم من خلال دراسة مدى انتشار “الميوغلوبين” الكبير في الثدييات التي تغوص في الأعماق والتي تتطلب فسيولوجيتها وسلوكها إطلاقاً مستداماً للأوكسجين.
وتم تطوير “الهيدروجيل” الهجين على مدى 5 سنوات من فريق الباحثين، بقيادة ديفيد نيسبت والأستاذ الجامعي الأسترالي كولين جاكسون.
وقال العلماء: الدراسة تسلط الضوء على قيود تقنيات زرع الخلايا، مثل معدل بقاء الخلايا الضعيفة وتدهورها وانتشارها بعيداً عن الموقع البؤري، بينما يعتقد الباحثون أن “الهيدروجيل” الهجين سيوفر مجالاً كبيراً لتطوير علاجات فعالة.
وأضاف العلماء: لقد لاحظنا أنه يمكن تحفيز الأنسجة الجديدة بطريقة مماثلة لأنسجة المخ السليمة، ما يوفر أول دليل على فوائد تضمين توصيل الأوكسجين داخل “الهيدروجيل” لتحقيق البقاء على المدى الطويل، وتكامل عمليات زرع الخلايا الجذعية”.
من جهته، قال ديفيد نيسبت الأستاذ ومدير معهد”غرايم كلارك” للهندسة الطبية: بعد إصابة الشخص بمرض مثل السكتة الدماغية، تكون هناك منطقة ميتة في الدماغ، بما يشمل نظام الدم، لذلك تكون هناك حاجة إلى إمدادات دم مؤقتة لدعم الخلايا، حتى يتم إصلاح نظام الدم، أي الأوعية والشعيرات الدموية.