أكدت أن الحرب على سورية هدفها القضاء على هويتها التاريخية والثقافية والمجتمعية.. شعبان: انتصار سورية على الإرهاب كان مفصلاً تاريخياً في التغيير العالمي والإقليمي
دمشق- هبا علي أحمد:
أكدت المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان، أن انتصار سورية على الإرهاب كان مفصلاً تاريخياً في التغيير العالمي وليس فقط في التغيير الإقليمي، لافتة في الوقت عينه إلى أن أحد النتائج المهمة لانتصار سورية هي تشكيل محور المقاومة بما يشكل من تهديد خطر على الكيان الصهيوني وبإقرار الكثير من الدراسات الإسرائيلية.
وفي ندوة سياسية بعنوان” دور سورية في الوضع الإقليمي والدولي الجديد”، نظمتها الفرقة الحزبية في جامعة الشام الخاصة، أشارت شعبان إلى الاستهداف الدائم لسورية والضغوط الكبيرة التي تعرضت لها منذ عقود إلى اليوم، لأنها تتخذ من القضية الفلسطينية قضيتها الأساس وتقاوم الكيان الصهيوني بكل الوسائل الممكنة، إلى جانب قرارها المستقل ووقوفها حاجز صد في وجه كل المشاريع التي من شأنها إضعاف الحلف المقاوم للصهيونية.
ولفتت شعبان إلى أن الغرب وضع سورية على “قائمة الإرهاب” منذ سبعينيات القرن الماضي وإلى اليوم، لدعمها لحركات المقاومة ورفضها السير في الركب الغربي سواء في عهد القائد المؤسس حافظ الأسد وراهناً في عهد الرئيس بشار الأسد من هنا كانت سورية أمام مؤامرة مستمرة، وبفضل الدعم السوري انتصرت المقاومة في جنوب لبنان.
وأوضحت الدكتورة شعبان أن هدف الحرب الإرهابية التي شنت على سورية ليس تغيير النظام بل القضاء على هوية سورية التاريخية والثقافية والمجتمعية، و تفتيت النسيج الجميل الاجتماعي الذي نعتز به وهو أصل هوية سورية، إلى جانب استهداف مقوماتها الاقتصادية فاستهدفوا خطوط النفط والغاز والكثير من المنشآت الاقتصادية.. ولذلك وبعد الانتصار على الإرهاب تدخل التركي والأمريكي بصورة مباشرة للبدء بالمشروع التقسيمي التفتيتي، مشيرة إلى أنه لولا الحدود الطويلة مع تركيا لما تمكن كل هؤلاء الإرهابيون من الدخول إلى سورية، كما أن المخيمات وضعها الأتراك على الحدود السورية قبل أن يخرج لاجئ واحد من سورية وكان يتم الدفع للناس في إدلب لينزحوا إلى تركيا والخروج من سورية.
وبيّنت شعبان إلى أنه بعد انتصارنا على الإرهاب لجأ الأعداء إلى “قانون قيصر” وهو ضد كل قانون أممي وإنساني وشرعي وضد أي قانون أن تستهدف شعباً بعقوبات جماعية فبدأت الحرب الاقتصادية، منوّهة إلى أننا مازلنا في خضم حرب لأن الشمال الغربي والشمال الشرقي من سورية والجنوب والجولان محتلون من قبل أعداء سورية.
وأوضحت شعبان أن الواقع الإقليمي اختلف بعد انتصار سورية وسيذكر التاريخ أن استهداف سورية في النتيجة والحقيقة هو استهداف للعرب جميعاً، وإضعافها هو إضعاف للعرب جميعاً وحتى للذين استهدفوا سورية من العرب، وهذه حقيقة تاريخية لايمكن إنكارها، مشيرة إلى أنه لولا انتصار سورية لماشاهدنا كل هؤلاء العرب في مونديال كأس العالم يحولون المونديال إلى عرس فلسطيني لصالح القضية الفلسطينية و ضد العدو الصهيوني، لأنه لو انكسرت سورية لما بقيت للعرب باقية، لأن سورية قلب العروبة النابض، وانتصارها ليس فقط هاماً لسورية وإنما هو هام إقليمياً للعرب جميعاً، ولكل القوى التي تناضل من أجل قرار مستقل ومن أجل السلام في العالم، وسوف يتحرر العالم العربي من قبضة التطبيع بفضل الشعب العربي وبفضل سورية وصمودها.
وتابعت شعبان: بعد انتصارنا على الإرهاب لدى الرئيس الأسد ولدى سورية مشروع عربي وإقليمي مستقبلي لنكون جزءاً من تحالف وتكاتف وكتلة إقليمية وشرقية تحاول أن ترسم خط المستقبل للعالم برمته، من هنا فإن تحالفاتنا مع إيران وروسيا والصين وبيلاروسيا وعمان والجزائر هي تحالفات هامة جداً وذات رؤية مستقبلية يضعها الرئيس لنا جميعاً.
وتخللت الندوة مداخلات، حول الاعتداءات التركية في الشمال السوري، والرؤية الاستراتيجية السورية في التعاطي مع ملفي الشمال السوري وشرق الفرات، وأكدت الدكتورة شعبان أن تركيا تتخذ ذرائع للعدوان على سورية فهي لاتعتدي على الأكراد فقط بل على الشعب السوري كله فالأكراد أحد مكونات هذا الشعب، وأي عدوان على جزء من سورية هو عدوان على سورية كلها، لافتة إلى أن العلاقات بين الدول لا تبنى من خلال تصريحات إعلامية بل من خلال مقاربات جادة ودبلوماسية وحقيقية فرئيس النظام التركي رجب أردوغان يقول مايريد لخدمة مصالحه والبقاء في الحكم، في إشارة إلى التصريحات المتداولة حول عودة العلاقات السورية- التركية.
كما لفتت شعبان إلى أن المقاومة الشعبية هو مايعول عليه في مواجهة الاحتلاليين التركي والأمريكي، بل الثلاثة احتلالات أي إلى جانبهم الاحتلال الإسرائيلي للجولان السوري المحتل.
وعلى هامش الندوة، قال الدكتور بديع مستو نائب عميد كلية الحقوق في جامعة الشام الخاصة –أمين الفرقة الحزبية في الجامعة، في تصريح ل”تشرين”: بعد الحرب المحقة لروسيا في أوكرانيا لابد من إقامة هذه ندوات من أجل الإضاءة على النقاط السياسية المهمة حول دور سورية في الوضع الإقليمي والدولي الجديد، لافتاً إلى أهمية التوعية السياسية للشباب الذين عايشوا الحرب الكونية علينا ووضعهم في ضوء التطورات الدولية والإقليمية الراهنة.
حضر الندوة عدد من الفعاليات السياسية والحزبية وأساتذة جامعيين إضافة إلى طلبة جامعيين من مختلف الاختصاصات.
تصوير: وائل خليفة