المؤتمر السادس والعشرون للجودة يؤكد أنها دعامة التطور الصناعي.. صباغ: “الصناعة” عملت خلال الفترة الماضية على توسيع مبادئ الجودة
تشرين – محمد زكريا
باتت الجودة مدخلاً أساسياً لتطوير اقتصاديات الدول بجميع مكوناتها، وهذا ما يتطلب وضع أسس واضحة للعمل عليها من خلال تحديد المواصفات والمقاييس، والتأكد منها عن طريق الاختبارات والتحاليل الصناعية والمخبرية، وتعميم ثقافة الجودة في المجتمع.
كل هذه الأمور تم التأكيد عليها خلال جلسات المؤتمر السادس والعشرين للجودة، الذي افتتح اليوم في شيراتون دمشق.
وزير الصناعة زياد صبحي صباغ أوضح أن التطور الصناعي في الوقت الحالي يولي الاهتمام بكل الدعائم التي تتركز على الجودة وهي: المواصفة والمقاييس والاختبارات والتحاليل الصناعية والمخبرية ، مبيناً أن الوزارة عملت خلال الفترة الماضية على توسيع مبادئ الجودة عبر هيئة المواصفات والمقاييس التي تمتلك رصيداً كبيراً من الخبرات والإمكانات ولديها القدرة في صنع المواصفة وإعداد دليل إجراءات لاختيار مستشارين لنظام الجودة، كما بيّن صباغ أهمية دور مركز تطوير الإدارة والإنتاجية في هذا الجانب حيث عمل المركز على إقامة العديد من الدورات المتخصصة في مجال التدريب والتأهيل ولاسيما في مجال الجودة الشاملة.
مشيراً إلى أن نظام الجودة هو نظام قائم في ذاته، ويجب على المؤسسات الحكومية الاستفادة من برامج الجودة والسعي إلى الاستثمار الفعلي في هذا الجانب.
نائب رئيس الجمعية العلمية للجودة مازن الحريري أشار إلى أهمية نشر ثقافة الجودة، وهذا ما عملت عليه الجمعية خلال الفترة الماضية حيث أقامت أكثر من 1400 ورشة عمل ضمن عنوان نشر ثقافة الجودة، كماعملت الجمعية على ترجمة أكثر من 71 مفهوماً ومعياراً ومواصفة إقليمية و دولية، وأوضح الحريري أهمية وجود بيت يربط المعارف العلمية بالتطبيق العملي والمجتمع بالمؤسسات، حيث ينشر ثقافة الجودة ويعزز قيمتها في مختلف القطاعات ويقوم بتقديم أحدث المعايير والمواصفات، وفي الحالات التنافسية فهو يحقق القيمة السعرية العليا، موضحاً أن المواصفات القياسية الدولية والمعايير الدولية نماذج أعمال جديدة وذلك عبر إصدار أكثر من 1340 مواصفة في مجال الأغذية العضوية، حيث يبلغ متوسط قيمتها السعرية من 3 إلى 7 أضعاف مثيلاتها من الأغذية المنتجة بالطرق التقليدية منوها بأن منظمة ISO اعتمدت أكثر من 1200 مواصفة لقضايا المناخ والبيئة والاستدامة والتوازن بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية من أجل بناء اقتصاد أخضر يعنى بمنح قيمة سعرية أعلى للبضائع والخدمات التي تلتزم بهذا الاتجاه.
بدوره أكد فراس بارود مدير عام شركة تالا لتنظيم المؤتمرات أن صناعة المؤتمرات والمعارض تلعب دوراً مهماً في التنمية الاقتصادية، فلم تعد رفاهية بل هي صناعة مهمة، توفر فرصة للقاء العارضين والمهتمين وأصحاب القرار والفاعلين الاقتصاديين في مكان واحد، بهدف تبادل وجهات النظر والتحاور وطرح الأفكار الجديدة بهدف التطوير في أي من الموضوعات التي يتناولها المؤتمر.
وأضاف بارود: إن إحداث التنمية وبناء اقتصاد قوي ومتطور في أي بلد من العالم أصبح يعتمد على تطوير الأنشطة المتعلقة بالمقايسة والمعايرة والمواصفات والاختبارات والتحاليل والجودة من جهة، وعلى تطبيق أنظمة إدارة الجودة الحديثة المعمول بها اليوم في العالم من جهة أخرى، فالتطور الاقتصادي الشامل، يتطلب في الوقت الحاضر الاهتمام بكل الدعائم التي ترتكز عليها الجودة.
وتضمنت فعاليات المؤتمر ثلاث جلسات تناولت محاور مهمة: “إدارة الجودة في الصناعات وآفاق تطويرها، إدارة الجودة في القطاع المصرفي والمالي والاستثمار، إدارة الجودة في قطاع التعليم والمعرفة والتنمية المجتمعية”.
المؤتمر حمل العديد من المحاضرات في جوانب القطاع الصناعي ومنها الآليات المقترحة لضمان الجودة في القطاع الصناعي وواقع البنية التحتية للجودة وضرورتها لهذا القطاع إضافة إلى دور إدارة الجودة الشاملة في تحسين أداء المؤسسة، كما أن المؤتمر حمل عنواناً يتعلق في إدارة الجودة في المؤسسات التعليمية ضمن أفكار تتعلق في احتياجات سوق العمل من مخرجات التعليم العالي كمّاً ونوعاً وعلاقة مخرجات التعليم بالتنمية وأنظمة إدارة الجودة في المؤسسات التعليمية كما طرح المؤتمر إدارة الجودة .