تزايد عدد الإصابات بالتلاسيميا في اللاذقية.. ومطالبات صحية بإخضاع طلاب “الثانوية” لتحليل رحلان الخضاب
تشرين- لوريس عمران
في ظل تزايد عدد حالات الإصابة بمرض التلاسيميا في اللاذقية، شددت رئيس شعبة التلاسيميا في مشفى التوليد والأطفال في اللاذقية الدكتورة منى اسكندر في حديث ل”تشرين” على زيادة الوعي لعدم الزواج من الأقارب، وضرورة إخضاع جميع طلاب شهادة الثانوية إلى تحليل رحلان الخضاب الذي يؤكد عدم الإصابة بالمرض وذلك لأن تحليل ماقبل الزواج أحياناً غير مجدٍ ولاسيما أن المقبلين على الزواج يكونان غير مكترثين بخطورة مورثات الزواج.
وبيّنت اسكندر أنه يتراوح عدد المرضى الذين يقصدون العلاج داخل المشفى حوالي ٤٣٦ مريضاً ( تلاسيميا- فقر دم منجلي)، مشيرة إلى أن المرضى المصابين بفقر الدم المنجلي يخضعون لعلاج نقل الدم كل ٣ أسابيع مرة واحدة أو كل شهر مرة حسب نسبة الخضاب.
وأوضحت اسكندر أن مرض التلاسيميا هو اضطراب دم وراثي قابل للعلاج ويمكن إدارته من خلال عمليات نقل الدم المنتظمة بالإضافة لمراقبة وعلاج تكدس الدم( استقلاب الحديد)، وتقسم التلاسيميا إلى ثلاثة أنواع ( كبرى وسطى وصغرى)، الصغرى منها لا يحتاج المريض إلى نقل دم وإنما للمراقبة فقط، فيما يحتاج المريض بالحالتين الوسطى والكبرى إلى نقل دم كل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع مع أهمية توفير المكملات الغذائية واللقاحات والدعم النفسي للمرضى.
وأوضحت اسكندر أن عدد المرضى قد زاد هذا العام عن الأعوام الماضية بسبب عدم الوعي إلى خطورة زواج الأقارب وتحليل ما قبل الزواج، مشددة على أهمية الكشف المبكر عن الحالات، حيث يقوم المشفى بالكشف عن الأطفال الذين لديهم أي شوب مع إصفرار الوجه بشكل دائم وذلك من خلال إجراء تحليل رحلان الخضاب للمريض، وعند التأكد من وجود التلاسيميا مع تحديد نوعها تتم عملية نقل الدم للمريض بعد التأكد من زمرة دمه.
وأشارت اسكندر إلى تعاون بنك الدم مع الأطفال المصابين بالتلاسيميا والمنجلي، مدللة بقيام العاملين بتأمين احتياجات المرضى منذ ساعات الصباح مع إعطاء الأولوية لأطفال التلاسيميا، إضافة إلى أنه في معظم الأحيان يكون المرضى الذين يحملون زمرة دم نادرة (o-)(A-) ، بحاجة إلى متبرعين .
وشددت اسكندر على الوقاية من مرض التلاسيميا من خلال التوجه إلى مخابر تحاليل ماقبل الزواج التي تمنح وثيقة تظهر فيها إذا كان أحد الزوجين يحملان موروثة التلاسيميا أو أي مرض آخر، مشيرة إلى ضرورة نشر ثقافة التحليل المبكر( لرحلان الخضاب) وإلزام جميع طلاب الثانوية بإبراز نتيجة التحليل كوثيقة رسمية للحصول على شهادة الثانوية العامة .
وكشفت اسكندر أن هناك العديد من الأزواج الحاملين للمرض تم الكشف عنهم أثناء خضوعهم لتحليل ماقبل الزواج إلا أن معظمهم لايتقيدون بالنتيجة غير آبهين بأنهم نتيجة حاملين للمرض وأن النتيجة ستكون ٢٥ % من الأولاد أصحاء و٢٥% مصابون و٥٠% حاملون للمرض.
كما التقت “تشرين” بعدد من مرضى التلاسيميا الموجودين بشعبة التلاسيميا في مشفى التوليد والأطفال، الذين أشاروا إلى معاناتهم مع المرض من عمر عامين، وقالوا: رغم أن عمليات نقل الدم تعدّ علاجاً منقذاً للحياة للكثير من المصابين بمرض التلاسيميا إلى أن هناك آثار جانبية لنقل الدم المكررة منها تكديس الحديد في الدم ( زيادة في الحديد) لافتين إلى خطورته والتي تؤدي إلى أمراض القلب والكبد والغدد الصماء .
فيما أشار مرضى إلى صعوبات تواجههم أحياناً تتمثل بتأمين الدم خاصة لأصحاب الزمر السلبية فغالباً هم بحاجة لمتبرعين وفي بعض الأحيان لايستطيعون تأمين الأدوية المخصصة لهذا المرض لكي يستطيعوا ممارسة حياتهم الطبيعية وأن توفرت فهي باهظة الثمن.