نشاط السوق السوداء لـ”المحروقات والحطب” يدفع المواطنين لاسترجاع وسائل التدفئة القديمة في السويداء
تشرين- ضياء الصفدي :
خلال السنوات الماضية اعتمد المواطن في محافظة السويداء خاصة أنها تعد من المحافظات الباردة على طرق عديدة للتدفئة في ظل ارتفاع أسعار المازوت في السوق السوداء وعدم كفاية المخصصات بالسعر المدعوم خاصة أن كثيراً من الأسر لم تأخذ سوى ٥٠ لتراً خلال الشتاء الماضي.
ولجأت العديد من الأسر الشتاء الماضي للتدفئة على الحطب وتفل الزيتون، ولكن مع تحليق أسعارهما هذا العام خاصة بعد أن وصل طن الحطب اليابس للأنواع الجيدة إلى مليون ليرة، وطن تفل الزيتون يبدأ من ٩٠٠ ألف حتى مليون وثلاثة مئة ألف علماً أن الطن الواحد يكفي شهراً واحداً للتدفئة.
وظهرت هذا الشتاء طرق وأساليب جديدة- قديمة للتدفئة، فانتشرت ظاهرة التدفئة على روث الحيوانات خاصة في الأرياف، بحيث يتم كبسها في قوالب ووصل سعر الطن إلى ٦٠٠ ألف، كما انتشرت ظاهرة مدافئ الكحول أو ما يعرف “السبيرتو” ووصل سعر اللتر منه إلى ٧ آلاف ليرة، ولم تنقطع ظاهرة التحطيب وتجارة الحطب خاصة بعد انقطاع الأمل بتأمين ما يكفي من المازوت خاصة للمناطق والقرى الباردة في المحافظة ولاسيما القرى الشرقية.
ولفت عدد من المواطنين إلى أن هدف البعض لم يعد تدفئة أسرهم بل بات لتجارة الحطب ما انعكس على تقطيع الأشجار وخسارة الثروة الحراجية، فتجار الحطب يبحثون عن معادلة الأرباح المالية السريعة، خاصة بعد أن باتت لها أسواقها السوداء الرائجة، ووصول أسعارها من ٨٠٠ ألف ليرة للطن الواحد حتى مليون ليرة.
مدير زراعة السويداء أيهم حامد أكد أنه رغم المضايقات التي تتعرض لها الضابطة الحراجية من تجار الحطب، خاصة من خلال إطلاق النار عليها، إلّا أنها استطاعت تنظيم عدد من الضبوط، بحق المعتدين على الثروة الحراجية.
لافتاً إلى أنه بهدف الحدّ من هذه الظاهرة تقوم عناصر الدائرة بتكثيف الدوريات على المواقع الحراجية، وتالياً تعيين حراس في جميع المناطق الحراجية مع إغلاق بعض المداخل غير الشرعية إضافة الى التنسيق مع المجتمع المحلي لمؤازرة الدائرة بعملها في حماية الثروة الحراجية خاصة في المواقع الحراجية الواقعة في الكفر والرحى وقنوات