التصحيح يلازمنا في كل وقت.. محافظ حلب يكشف ل”تشرين” عن ملامح انتعاش متسارع ونقلة تنموية حقيقية
تشرين- محمد النعسان:
المتابع لما آلت إليه محافظة حلب اليوم من تطور وحضارة ونماء، ومن نشاط وازدهار تجاري وصناعي وحتى إنساني ، يعي تماماً أن (الأمل بالعمل) هو ما كان ينمو في داخل محيط أهلها وما يرغبون في تحقيقه من إعادة هيكلة عامة لمدينتهم وترميم بنى تحتية وإعادة إعمار وبناء ما خلفه الارهاب، وذلك بالتشاركية مع الحكومة.
وبمناسبة الذكرى الثانية والخمسين لقيام الحركة التصحيحية المجيدة، التي أرسى دعائمها القائد المؤسس حافظ الأسد، التقت “تشرين” العميد حسين دياب محافظ حلب، الذي حدثنا عن أهم الإنجازات التي حظيت بها المحافظة خلال العام المنصرم، حيث أكد في حديثه أن حلب نهضت نهضة الأبطال الشجعان وبدعم كبير من السيد الرئيس بشار الأسد، الذي كانت زيارته لها مؤخراً أكبر تعبير عن هذه المكانة وذلك الحب.
وأضاف قائلاً: إننا في حلب نعيش مراحل التصحيح المجيد في كل لحظة من خلال التفاني بالعمل و الإنجاز من دون تقصير.
وأضاف: لقد شكلت زيارة سيد الوطن إلى حلب محطة تاريخية في حياة هذه المدينة التي عانت الحصار والدمار.. وقد استقبله أهلها بقلوب مليئة بالحب والامل والعمل.. وكانت زيارة تحمل في طياتها رسائل كثيرة عن صمود أهل حلب.. واهمية هذه المدينة التي تعد حجر الزاوية في معادلات الحرب والسلام.
وخلال زيارة السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد إلى حلب.. قام بتدشين المجموعة الخامسة في المحطة الحرارية التي تنتج /200/ ميغا، ووجه باستكمال الأعمال في المجموعة الأولى التي ستنتج أيضاً /200/ ميغا ، وقد بلغت نسبة الإنجاز فيها حتى الآن أكثر من 55 % ، كما وجه أيضاً بالعمل على إجراءات التعاقد للمجموعات المتبقية (2-3-4).
وفي السياق نفسه.. وجه السيد الرئيس بتحسين الواقع الكهربائي في المدينة والريف.. وتأهيل المراكز التحويلية التي تم تدميرها بفعل الإرهاب، حيث خصصت الحكومة حلب بـ/150/ مركزاً تحويلياً منها / 100/ للمدينة و/50/ للريف ، حيث تم تركيب 75 مركزاً تحويلياً حتى الآن وسيتم استكمال التركيب حتى نهاية العام الحالي.
وعن مشروع إرواء سهول حلب الجنوبية، قال السيد المحافظ: مشاريع استصلاح الأراضي من المشاريع الاستراتيجية المامة في المحافظة والتي تساهم في تأمين السلة الغذائية للمواطنين وتدعم الاقتصاد الوطني.
وقد وجه السيد الرئيس بشار الأسد خلال زيارته إلى حلب بدعم هذه المشاريع وتنفيذها بالسرعة اللازمة.. خصوصاً مشروع تأهيل / 4400 / هكتار في سهول حلب الجنوبية.. بعد إنجاز مشروع آرواء /3000/ هكتار منها.. حيث يتم التعاقد حالياً مع مؤسسة تنفيذ الإنشاءات العسكرية على تنفيذ مشروع استصلاح /2500/ هكتار وذلك من خلال ضخ مياه نهر الفرات إلى مجرى نهر قويق عبر المسقط الشلالي في شمال حلب بواقع /3/ أمتار مكعبة في الثانية والتي تساهم في إرواء مساحات كبيرة في ريف حلب الجنوبي، إضافة إلى تزويد المدينة الصناعية بمتر مكعب في الثانية.
وعن واقع مياه الشرب في المحافظة وما آلت إليه قال دياب: في الحقيقة وضع مياه الشرب في مدينة حلب مستقر إلى حدّ جيد.. لكن في ريف المحافظة يتم تنفيذ العديد من المشاريع لإرواء القرى العطشى.. ولدينا الآن مشروعان مهمان في ريف المحافظة.. وبتوجيه من السيد الرئيس بشار الأسد للحكومة برصد المبالغ اللازمة لاستكمال الأعمال في المشروع الأول.. وهو تزويد بلدة خناصر وما حولها بمياه الشرب، حيث بلغت نسبة الإنجاز فيه أكثر من /90/% لتأمين مياه الشرب لحوالي /15/ ألف نسمة.
والمشروع الثاني هو مشروع جب غبشة السين.. ويهدف إلى إرواء حوالي /50/ تجمعا سكنيا يضم حوالي /50/ ألف نسمة في ريف حلب الشرقي.. وقد بلغت نسبة الإنجاز فيه /95/ % حتى الآن.
وعن تطوير البلدة والنهوض بها من خلال أسواقها، بين المحافظ أن مركز المدينة بما فيها سوق البشائر وهو الموقع الذي كان يشغله سوق الهال القديم، يعد مشروعا لتجميل مركز مدينة حلب وأحد أهم المشاريع الحيوية والاستراتيجية التي ستساهم في عودة تنشيط عجلة الاقتصاد.. نظراً لما يحتضنه هذا المشروع من رؤى استثمارية مهمة، تتركز فيها مجموعة كبيرة من الأنشطة التجارية والسياحية.
ويهدف المشروع إلى تحسين مركز المدينة والنهوض الاقتصادي.. مع الحفاظ على القيمة الحضارية للمنطقة المحاذية لسور المدينة القديمة.
في (سوق البشائر) تتواصل أعمال مشروع تحسين وتنظيم هذا السوق في قلب مدينة حلب، الذي يحتضن بدوره/180/ محلاً تجارياً وصالات للتسوق ومولاً تجارياً ومقاهي سياحية ومرائب للسيارات، ليشكل مع محيطه أول بقعة تجارية استثمارية، ستتوسع لتشمل مشاريع أخرى تسهم في إحياء هذه المنطقة المهمة..وتعيدها إلى صخبها برؤية أفضل وأجمل.
ويقوم بتنفيذ مشروع سوق البشائر مؤسسة الإسكان العسكرية بحلب… ويجري العمل على استكمال تنفيذ البنى التحتية والموقع العام وخاصة بعد زيارة السيد الرئيس بشار الأسد وتخصيص المبالغ اللازمة.. حيث يجري التعاقد مع مؤسسات القطاع العام لاستكمال الأعمال.
ومن أبرز ما يتم تنفيذه هو /6/أبنية جديدة كمنشآت سياحية (6 كافتيريات) مع الواجهات الحجرية للمحال التجارية بما يتناسب مع النسيج العمراني القديم للمنطقة وروح المدينة القديمة وتركيب الأبواب الخشبية لها.
وتعوّل على هذا السوق آمال كبيرة ومنها على سبيل المثال، تشغيل المئات من الأيادي العاملة وربط المدينة القديمة بمركز المدينة بشكل مباشر وتحريك المنطقة سياحياً وتحسين المنطقة القريبة منه ، خاصة إذا كان السوق يتضمن مرآباً مؤلفاً من طابق تحت الأرض وطابق أرضي وطابقين فوق الأرض ويتسع لحوالي مئتي سيارة ، ومن المعلوم أنه مخصص للصناعات الحرفية اليدوية والتقليدية وبيع الألبسة الشرقية والتوابل والمصوغات الفضية والذهبية والمصنوعات الخشبية والنحاسية وغيرها.
وفي سؤال عن واقع الصناعة في حلب وما المحفزات التي يستفيد الصناعيون منها قال: لا شك بأن المنشآت الصناعية بحلب تعرضت إلى الكثير من الدمار والتخريب.. وتم استهداف البنى التحتية فيها.. خصوصاً في المدينة الصناعية في الشيخ نجار والمناطق الصناعية في الليرمون والعرقوب والراموسة والشقيف والقاطرجي.. وغيرها..
وتعمل محافظة حلب من خلال الدعم الحكومي وبالتنسيق مع الفعاليات الاقتصادية في حلب على تأمين الخدمات لهذه المناطق للمساهمة في عودة عجلة الإنتاج فيها.. خصوصاً فيما يتعلق بالتغذية الكهربائية، حيث تحظى المدينة الصناعية في الشيخ نجار بتغذية كهربائية كاملة طوال أيام الأسبوع من دون عطلة وذلك بعد تأهيل المجموعة الخامسة في المحطة الحرارية.. ووضعها في الخدمة.
كما تحظى المناطق الصناعية ضمن المدينة بتغذية كهربائية نحو /12/ساعة يومياً.. وقد وصل عدد المنشآت الصناعية والحرفية في المحافظة لحوالي 20 ألف منشأة.. منها /830/ منشأة صناعية في المدينة الصناعية في الشيخ نجار.
يجدر الذكر أن الحكومة قررت مؤخراً اعتبار منطقة الليرمون /الصناعية/، التي تعرضت إلى الكثير من الدمار، (منطقة تنموية) تنطبق عليها جميع الميزات والإعفاءات التي يمنحها قانون الاستثمار رقم /18/ لعام 2021.. وهو ما سيساهم في إعادة تأهيل المنشآت المتضررة واستيراد الآلات اللازمة للإنتاج.
وعن المشاريع التي حظيت بها المدينة القديمه أكد المحافظ أنها تعرضت إلى الكثير من الخراب والدمار الممنهج الذي استهدف جميع مكوناتها من أسواق وخانات ومنشآت سياحية وبنى تحتية.. ومنذ فجر التحرير.. بدأ العمل فيها لآعادتها إلى الحياة مجدداً خصوصاً أنها تشكل قلب حلب التجاري والتاريخي.
وقد بدأ فيها الجيش الخدمي بإزالة الأنقاض وفتح الطرقات والمحاور الأساسية لتبدأ بعدها مشاريع إعادة التأهيل والإعمار.. من خلال الاهتمام المباشر والمتواصل والمتابعة الدقيقة واليومية من السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة الأولى.. وذلك من خلال الأمانة السورية للتنمية.. وقد توّج هذا الاهتمام بتأهيل عدد من الأسواق هي:
سوق السقطية – سوق الحبال – سوق الأحمدية – سوق خان الحرير – ساحة الفستق، إضافة إلى سوق الحبال بمرحلتيه الأولى والثانية، والذي تم إنجازه وإنهاء الأعمال فيه مؤخراً.
ولاحقاً لزيارة السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة الأولى أسماء الأسد لأسواق المدينة القديمة وبناءً على التعاون الاستراتيجي بين الأمانة السورية للتنمية ونقابة المهندسين – فرع حلب، تقوم نقابة المهندسين بتأمين الدراسات الفنية لعدد من الأسواق (سوق العبي – سوق العطارين – إضافة لبعض الأسواق الأخرى)
– الأسواق الجاري العمل بها:
– سوق السقطية /2/: في طور الانتهاء من توقيع الاتفاقية مع مؤسسة الآغا خان وسيتم الانتهاء من دراسات وتأهيل السوق في النصف الأول من عام 2023
– سوق الزرب: في طور الانتهاء من الاتفاقية مع الجهات الشريكة للمضي قدماً في إعداد الدراسات
– سوق العبي: سيتم تأهيل السوق بموجب اتفاقية بين الأمانة السورية للتنمية ومؤسسة وسام الخير
– سوق الحدادين: تقوم منظمة ريسكاته الإسبانية وبالتنسيق مع الأمانة السورية للتنمية بتنفيذ مشروع إعادة تأهيل سوق الحدادين في المدينة القديمة بأعمال تركيب أبواب ومظلات خشبية لـ 7 محال وسيقوم أصحاب المحال بتأهيل الواجهات الخارجية.
وعن أهمية المرسوم 13 قال : في سياق الاهتمام بالمدن القديمة أصدر السيد الرئيس بشار الأسد المرسوم 13 لعام 2022 .. الذي يعد تتويجاً لاهتمام سيادته.. واهتمام الأمانة السورية للتنمية بمدينة حلب التي أولاها سيادته كل الرعاية والاهتمام لإعادة النشاط والحياة إليها وإلى أسواقها.
طبعا للمرسوم أهمية استثنائية للمدن القديمة بشكل عام .. وحلب بشكل خاص.. وذلك لما تضمنه من حزمة واسعة من التسهيلات والإعفاءات الضريبية لتوفير بيئة داعمة للفعاليات الاقتصادية ضمن المدن القديمة، بما فيها الأسواق القديمة والتراثية، حيث شملت التسهيلات غير المسبوقة جميع المنشآت والمحال التجارية والورش والمنازل السكنية الواقعة ضمن الحدود الإدارية للمدينة القديمة.
وبعد صدور التعليمات التنفيذية للمرسوم التشريعي المذكور كان من الضروري استمرار الإضاءة حول أهمية هذا المرسوم، وذلك من خلال التنسيق بين الجهات الحكومية المعنية والفعاليات الاقتصادية والأهلية للاستفادة من مزايا المرسوم لإعادة قلب مدينة حلب نابضاً بالحياة.
ومن هذا المنطلق فقد تم عقد عدد من اللقاءات الموسعة مع جميع الجهات المعنية بالمحافظة، بما فيها الأمانة السورية للتنمية وغرف التجارة والصناعة والسياحة ومجلس المدينة ونقابة المهندسين واتحاد الحرفيين ومديريات المالية والآثار والأوقاف وسواها، إضافة إلى أصحاب الفعاليات الاقتصادية والأهلية بالمدينة القديمة من أجل تحقيق الفائدة القصوى من التسهيلات التي أقرها المرسوم، والتي سيكون لها الأثر البالغ بإعادة الألق إلى المدينة القديمة وفق الأسس والمعايير المعتمدة للحفاظ على التراث والنهوض بالواقع الخدمي وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة.
وختم محافظ حلب حديثه شاكراً صحيفة “تشرين” ، الغالية على كل قلب، لاهتمامها الدائم بهذه المحافظة ونشاطاتها بشكل مستمر، مؤكداً أن الجهود ستبقى قائمة مادام جيشنا البطل وشعبنا المثل وقائدنا السيد الرئيس بشار الأسد القدوة والأمل.