متى نرفع التلوث عن نهر العاصي.. وإيجاد الحل للنفايات الصلبة..؟!
تشرين – محمد فرحة:
تستسلم لمحبة نهر العاصي حين تسير على ضفتيه، بل تظن بعد تعارف قصير بينك وبينه أنه يمد يديه ليعانقك حين يلتف هنا أو ينثني هناك، وأنه يفسح لك السهول التي زرعها حقول محبة وبساتين ورد.
كل هذا كان ماضياً، أما حاضراً فلم يعد نهر العاصي عاصياً، حيث لم تعد تجري فيه المياه إلّا في مواسم الزراعة لري المحاصيل، فها هي مياهه الراكدة والمنصرفات الصحية بكل أشكالها وأنواعها تصب فيه بدءاً من ريف الرستن الشرقي وصولاً إلى سد العشارنة في منطقة الغاب شمالاً.
اجتماعات كثيرة عقدت هنا في حماة تتعلق بالواقع البيئي وتنظيف مجرى نهر العاصي ورفع التلوث عنه، ومحاضر كل ذلك تملأ أرشيف المعنيين، كان آخرها يوم أول أمس الثلاثاء وفقاً لحديث مدير بيئة حماة المهندس سامر الماغوط، الذي قال: تركز الحديث على إيجاد مخرج للنفايات الصلبة والتخلص منها، حيث تم طرح فكرة تشغيل مطمر طويل في بلدة حنجور ليحل مشكلة التلوث لكل من مصياف ومحردة والسقيلبية.
وزاد الماغوط: أما فيما يتعلق بتلوث نهر العاصي، فالمعني بتنظيفه دائماً هو الموارد المائية ومجلس مدينة حماة، بالتعاون مع الخدمات الفنية، وقد سبق وطرحنا منذ سنوات إقامة ١٤ محطة تجمع للصرف الصحي للتجمعات السكانية الواقعة على طول مجرى نهر العاصي القريبة من مدينة حماة، ومن ثم يصار إلى رمي وتصريف هذه الملوثات بعيداً عن مجرى النهر، لكن لم يتم تنفيذ أي شيء من ذلك.
واستطرد مدير بيئة حماة: أما فيما يتعلق بتلوث النهر بعد حدود مدينة حماة، فقد تم أمس، في الاجتماع الخاص بالنفايات برئاسة المحافظ، اقتراح رفع صبيب مجاري بلدة سلحب وجوارها عن مجرى النهر من خلال إقامة محطة معالجة للتجمعات السكانية هناك، وخاصة أن صبيب هذه الملوثات غالباً ما تروى بها مزروعات من سهل الغاب.
بالمختصر المفيد؛ لايزال نهر العاصي وسط مدينة حماة يشكو التلوث والملوثات، مادامت كل مجاري الصرف الصحي غير الرسمية تصب فيه، زد على ذلك بعض المنشآت الصناعية، وقد يكون منها الطبية، وهنا تكمن الخطورة أكثر وأكثر، وتبقى الاجتماعات هي الاجتماعات، ويبقى تلوث نهر العاصي ملوثاً.