ذكرى التصحيح في ندوة: الحركة التصحيحية فعل نضال قومي ومسيرة مستمرة
تشرين – هبا علي أحمد:
بمناسبة الذكرى 52 للحركة التصحيحية المجيدة التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد، نظّمت اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني، بالتعاون مع مؤسسة القدس الدولية- سورية وتحالف القوى الفلسطينية، ندوة بعنوان “التصحيح مسيرة نضال مستمر”، وذلك في دار البعث اليوم.
وخلال الندوة، قدم الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة، الدكتور طلال ناجي، عرضاً تاريخياً سياسياً للإرث القومي النضالي للقائد المؤسس حافظ الأسد قائد التصحيح ، قائلاً: هو مناضل من أسرة مناضلة، آمن منذ نشأته بأهمية الدفاع عن سورية وتحريرها وطرد المستعمر الأجنبي منها، كما آمن بالانتماء القومي لعموم الأمة العربية، وكان لفلسطين مكانة خاصة وكان نصب عينيه سورية وفلسطين والأمة العربية، وهو من أوائل من انضم لحزب البعث العربي الاشتراكي منذ التأسيس 1946، الذي رفع لواء الأمة العربية ولواء تحرير فلسطين حيث شارك عام 1948 في الدفاع عن فلسطين.
وأضاف ناجي: كما آمن القائد الكبير حافظ الأسد دائماً بأن فلسطين الجزء الجنوبي من سورية ومن بلاد الشام وسورية الطبيعية وسورية الكبرى، ويجب على كل أبناء هذا الشعب وأبناء الوطن العربي الدفاع عن فلسطين والعمل والنضال والمقاومة لتحريرها وطرد الغازي الصهيوني من كامل التراب الفلسطيني.
وقدم ناجي عرضاً تاريخياً للمراحل التي سبقت الحركة التصحيحية والمعطيات الظرفية في حينها التي دفعت القائد المؤسس للقيام بالحركة التصحيحية كحركة مسالمة تمت دون إراقة الدماء، كما تحدث عن مآثرها ودلالاتها ومعانيها.
وأشار ناجي إلى الدور الكبير الذي يقوم به السيد الرئيس بشار الأسد في دعم المقاومة الفلسطينية والسير على نهج القائد المؤسس، مبيناً أن ماتتعرض له سورية من مؤامرات وضغوط وحرب إرهابية سببه رفضها التخلي عن دعم المقاومة الفلسطينية وإغلاق مكاتب الفصائل الفلسطينية وطرد القيادات وقطع العلاقة مع المقاومة اللبنانية والعراقية ومع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ودعمها ومناداتها بأهمية التضامن العربي، مؤكداً في الوقت نفسه أن سورية انتصرت على المؤامرة بفضل عزيمة وثوابت قائدها الرئيس بشار الأسد وصمود جيشها الباسل وشعبها الأبي.
بدوره، أشار مدير مؤسسة القدس الدولية الدكتور خلف المفتاح، أن الحركة التصحيحية صححت في مجالات عدة، في تصحيح العلاقة مع الحزب، والعلاقة داخل الحزب، وفي تصحيح العلاقة مع الوطن بتحويله من دولة حزب إلى دولة وطن، إلى جانب تصحيح العلاقة مع الدول العربية ومع دول العالم، وبالتالي هو تصحيح مركب لم يكن داخلياً فقط ولاحزبياً ووطنياً وقومياً، بل كان أيضاً تصحيحاً على مستوى العالم، لافتاً إلى أن القائد المؤسس حافظ الأسد جمع بين البراغماتية -أي التجربة الواقعية والمفيدة -والثورية واستطاع أن يجعل البراغماتي في خدمة الثوري في تحقيق الأهداف وفي إطار فلسفة الحكم، وهذا إرث انتقل إلى الرئيس بشار الأسد ونعيش فيه اليوم.
من جهته، قال مدير عام دار البعث الدكتور عبد اللطيف عمران: الاحتفاء بذكرى التصحيح ينطلق من التساؤل الذي لابد منه، ألا وهو ماذا تعرف الأجيال الناشئة عن وقائع التصحيح وخاصة أن هذه الأجيال هي خليط التكنولوجيا الرقمية التي لم نعد نستطيع توجيهها كما يجب، وهي عرضة للتأثر بمعطيات التكنولوجيا وعرضة لمواقف متباينة أمام سرديات مغذية من إعلام البترو دولار، داعياً إلى مخاطبة هذه الأجيال بما تستطيع فهمه ومايحلو لها في الوقت نفسه، وإلا ستلجأ إلى النأي بنفسها عن القضايا الوطنية وهذا محك كبير للهوة بين الأجيال في الساحة العربية.
وأشار عمران إلى أن التصحيح هو مرحلتين، الأولى 30 عاماً خلال عهد القائد المؤسس حافظ الأسد، والثانية خلال22 عاماً في عهد الرئيس بشار الأسد، فالثوابت والقيم والمبادئ لاتتبدل.
وخلال الندوة، أكد محفوظ عزيز من موريتانيا، أمين عام الحزب الوحدوي الاشتراكي، أن القائد الأسد ترك الضوء في الليل العربي المظلم، هذا الضوء الذي مازلنا نسير عليه، لافتاً إلى أن الحركة التصحيحية فعل نضال قومي وليس سورياً فقط.
كما أكد رضوان الحيمي وزير مفوض في السفارة اليمنية في دمشق، أنه بفضل التصحيح تحولت اليمن من حالة شعبية تناصر فلسطيين إلى حالة رسمية تقف مع فلسطين ولاتخشى أحد وتقف مع القضايا العربية والقومية ولا يمكن أن نتخذ خيار التطبيع مع أعداء الأمة.
حضر الندوة الدكتور صابر فلحوط رئيس اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني، وعدد من الفعاليات السياسية والثقافية والشعبية وعدد من المعنيين.
تصوير: صالح علوان