ارتفاع تكاليف إنتاج البيوت المحمية يدفع المزارعين للتوقف عن الإنتاج أو استخدام الهرمونات لتسريع تلوّن الثمار

تشرين – يوسف علي:
يعاني مزارعو البيوت المحمية في محافظة اللاذقية من ارتفاع تكاليف الإنتاج، الأمر الذي يجعل المزارعين بين خيارين؛ إما التوقف عن الإنتاج تلافياً للخسارات، وإما التحايل على المحاصيل بإسراع نضجها من خلال استخدام مواد هرمونية غير مرخصة لتسريع تلوّن الثمار للاستفادة من الارتفاع المؤقت في أسعار المحصول.
بحسبة سريعة، يشرح المزارع محمود بعلبكي من بلدة القطيلبية لـ«تشرين» تكلفة البيت البلاستيكي الواحد التي تصل إلى أكثر من مليوني ليرة، موزعة بين شرائح البلاستيك التي تكفي البيت البلاستيكي عامين فقط في حال استمرت الظروف الجوية طبيعية، الحراثة، السماد العضوي، تعقيم التربة، تورب، خيوط، سماد ذواب، ناهيك بتكاليف التسويق والنقل والعبوات والعمولة في سوق الهال.
كما أشار بعلبكي إلى أن هناك مشكلة أخرى، وهي أنه من غير المضمون الحصول على ثمن الإنتاج المسوق لدى الوسيط (السمسار)، مبيناً أن لديه ديوناً من العام الماضي وحتى تاريخه لم يسترد حقه.
وحسب مزارعين آخرين، فإن المحصول الرئيسي الذي يتم التركيز على زراعته هو البندورة، حيث تصل إنتاجية البيت البلاستيكي الواحد لنحو 2.5 طن، وبرأي المزارعين أنه لتجنب الخسائر يجب أن يستوفي المزارع ثمن الكيلو بأكثر من ألف ليرة، سعر التكلفة، لكيلا يقع في الخسارة وبالتالي التوقف عن العمل والإنتاج.
وأكد المزارعون أنهم يتعرضون للخسارة عندما يزيد العرض في السوق، ما يؤدي إلى تراجع الطلب وانخفاض أسعار البندورة وغيرها إلى أقل من سعر التكلفة.
بدوره، بيّن المهندس ماهر علي معاون مدير زراعة اللاذقية أن بعض المزارعين يقومون باستخدام مواد هرمونية غير مرخصة لتسريع تلون ثمار البندورة للاستفادة من ارتفاع مؤقت في أسعار المحصول، وهذه المواد يسبب رشها على النبات إحداث خلل في تطور نضج الثمار يشمل تحولات في الأصبغة الموجودة في الثمرة (انخفاض نسبة الكلوروفيل الأخضر وارتفاع في نسب كل من الكاروتين والأنثوسيانين ذوات اللون البرتقالي والأحمر)، ما يسرع في تلون الثمار قبل وصولها إلى مرحلة النضج الفيزيولوجي.
وحسب علي، لهذه المواد أضرار أخرى لكون الخلل الذي تسببه في الثمرة قد يكون قابلاً للاستمرار حتى وصول الثمار للمستهلك، ما يجعل خطرها أكبر، مستدركاً: لكن لا توجد دراسات واضحة عن هذه النقطة على مستوى العالم، وبالمجمل هذه المواد مهربة وغير مسموح تداولها أو بيعها في أسواق المحافظة.
وأكد علي أنه تم تنظيم 8 ضبوط منذ بداية العام لحيازة مبيدات منتهية الصلاحية أو مهربة بالصيدليات الزراعية ومنها ضمن مستودعات ولكن أغلبية الإنتاج من البندورة أو الخيار أو الفليفلة وفق المواصفات والجودة المحددة، موضحاً أنه يوجد في اللاذقية 15084 بيتاً بلاستيكياً، المرخص منها نحو 60%، وقد تم هذا العام منح 96 تنظيماً زراعياً لترخيص بيوت محمية في المحافظة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
تعزيز ثقافة الشكوى وإلغاء عقوبة السجن ورفع الغرامات المالية.. أبرز مداخلات الجلسة الثانية من جلسات الحوار حول تعديل قانون حماية المستهلك في حماة شكلت لجنة لاقتراح إطار تمويلي مناسب... ورشة تمويل المشروعات متناهية الصغر ‏والصغيرة تصدر توصياتها السفير آلا: سورية تؤكد دعمها للعراق الشقيق ورفضها مزاعم كيان الاحتلال الإسرائيلي لشنّ عدوان عليه سورية تؤكد أن النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الجميع مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا خلال اليوم الثانى من ورشة العمل.. سياسة الحكومة تجاه المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والرؤية المستقبلية مؤتمر "كوب 29" يعكس عدم التوازن في الأولويات العالمية.. 300 مليار دولار.. تعهدات بمواجهة تغير المناخ تقل عن مشتريات مستحضرات التجميل