شام الفخر والمجد
لم يكن تتويج البطلة السورية شام البكور بطلة العرب لمسابقة تحدي القراءة العربي للعام ٢٠٢٢ للنسخة السادسة الأكبر من نوعها في تاريخ العرب، حدثاً سورياً عادياً، لأن شام قررت بفوزها وتألقها وإبداعها أن تجمع أبناء سورية على المحبة والتفاؤل والأمل بالغد المشرق.
أبهرت وأبدعت، ولفتت الأنظار بذكائها وذاكرتها الوقادة، وبصوتها الرخيم، ومقدرتها العالية على إقناع لجنة الحكم، بالحجة والإقناع وبما وصلت إليه خلال سنة واحدة، من المثابرة والمتابعة في القراءة، وبلغة فصيحة قلما نجد نظيرها في سنها، فابنة السابعة من عمرها قالت بعد التتويج باللقب رداً على شعورها بالفوز” أنا كثير فرحانة لأن اللقب طلع من نصيب سورية”.
فسورية حاضرة في كل وجدان عربي، في قلوب الصغار والكبار على حد سواء، وهي التي جمعت أبناء الوطن، وتغنى بها الجميع، وبارك لها الجميع على هذه الإنجاز التاريخي الذي يسجل لشام وللوطن، متفوقة على المشاركين من 44 دولة يمثلهم 22 مليون طالب من 92 ألف مدرسة من أنحاء العالم قاطبة.
لقد أدخلت شام بفوزها البهجة والسرور إلى قلوب السوريين، في الوقت طال فيه الانتظار للفرح، ونحن الذين نكابد من صعوبة الحياة المعيشية، نتيجة الحصار الجائر من جهة، الذي يتعرض له الوطن من قوى البغي والعدوان، إلى جانب الفساد في جوانب أخرى في حياتنا يساهم في زيادة المعاناة، ففوز شام كان فوزاً لكل أبناء سورية.
وزارة التربية والجهات المعنية كلها مدعوة اليوم ليس لتكريم شام فقط، بل رعايتها في جميع مراحلها الدراسية، فالنوابغ قلة ممن يستطيعون رفع علم الوطن خفاقاً في ساحات المنافسة، ليكونوا قدوة لغيرهم من الطلبة، وعلى قلتهم لا يخلو الوطن منهم، فقط بحاجة للرعاية والاهتمام، وبهذه المناسبة نتوجه بالتحية لوالدة شام التي كانت خير معين لها ومساعد في الوصول إلى التفوق والتحدي.
إن هذا التفوق لشام يجب ألا ينسي وزارة التربية أن رعاية المتفوقين مسألة مهمة، وكذلك تأمين مستلزمات التفوق في المدارس، خصوصاً أن بعضها، وقد شارفنا على الانتهاء من الفصل الأول لا يزال بعضها يعاني من عدم وجود مدرسين لبعض المواد، عدا عن جوانب أخرى تخص العملية التربوية، فهل يستدرك المعنيون ذلك قبل انتهاء الفصل الأول من العام الدراسي؟.