ترقب في أمريكا لانتخابات التجديد النصفي.. استفتاء على أداء بايدن وزلاته
تقرير اخباري – وكالات
لم تحمل الانتخابات النصفية أنباء إيجابية للحزب السياسي الذي يسكن زعيمه البيت الأبيض إلا مرتين، في انتخابات 1998 و2002، إذ يتطلع الأمريكيون ومعهم العالم إلى انتخابات التجديد النصفي، التي ستجرى الثلاثاء.
هذه الانتخابات تُجرى بعد سنتين من انتخاب الرئيس، وتسمح بتجديد جميع مقاعد مجلس النواب، بالإضافة إلى ثلث مقاعد مجلس الشيوخ، وقد تؤثر نتائجها بشكل مباشر على برنامج عمل ساكن البيت الأبيض في بقية عهدته الرئاسية.
في منتصف ولاية الرئيس الأمريكي المقدرة بـ4 سنوات يعود الناخبون الأمريكيون إلى صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم وبعض أعضاء مجلس الشيوخ وتقويم سياسة الرئيس المنتخب، فيما يشبه «استفتاء جديد»، ويتم تجديد مجلس النواب بالكامل مرة كل سنتين، كما يتم تجديد مجلس الشيوخ بمقدار الثلث.
تُجرى انتخابات التجديد النصفي على غرار جميع الانتخابات الفيدرالية الأمريكية يوم الثلاثاء الذي يلي أول يوم إثنين من تشرين الثاني.
حيث يصوّت الناخبون في الانتخابات النصفية على 35 مقعداً من أصل 100 مقعد داخل مجلس الشيوخ وعلى كل مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 435 مقعداً، كما يصوّتون على اختيار حكام 36 ولاية من أصل 50، ويعود السبب في عدم الاقتراع على كافة المقاعد مرة واحدة إلى اختلاف نظام الانتخابات في المجلسين، ففي مجلس الشيوخ يُنتخب الأعضاء المئة لولاية مدتها 6 سنوات، ويقسّمون إلى 3 مجموعات، مجموعتان بتعداد 33 سيناتوراً لكل مجموعة، وثالثة تضم 34.
ولهذا يترقب الأمريكيون هذه الانتخابات النصفية، حيث تشتد المنافسة بين الحزب الديمقراطي برئاسة جو بايدن ومنافسه اللدود الحزب الجمهوري، في ظل أزمات داخلية وخارجية لها تداعيات وانعكاسات على الداخل الأميركي.
وللعلم يسيطر الديمقراطيون حالياً على الكونغرس بشقيه؛ مجلس النواب ومجلس الشيوخ، إلا أن المعادلة قد تتغير وخاصة أن الجمهوريين لا يحتاجون سوى الفوز بـ5 مقاعد في مجلس النواب ومقعد واحد في الشيوخ.
وتعد نتائج هذه الانتخابات نوعاً من الاحتجاج على سياسات الرئيس، فهي بمثابة استفتاء على سياسات الرئيس وتوجهاته. ومن المتوقع أن يكون هناك تأثير كبير لانتخابات التجديد النصفي على الرئيس بايدن، حيث إن سيطرة الجمهوريين على الكونغرس ستحد من قدرته على تنفيذ أجندته للفترة المتبقية، وبالعموم ستكون هذه الانتخابات بروفة لانتخابات الرئاسة في عام 2024.
وإذا كانت معدلات شعبية الرئيس هي أهم ما يلزم في تحديد نتائج الانتخابات، فإن نظرة بايدن ستكون سيئة مع تراجع شعبيته بشكل كبير في استطلاعات الرأي.
الأوضاع الحالية تمنح حظوظاً أكبر للجمهوريين، حيث ارتفاع مستوى التضخم ووصوله لمعدلات قياسية لم يصلها منذ 40 عاماً وكذلك تزايد أعداد الهجرة غير الشرعية بشكل غير مسبوق والأوضاع العالمية غير المستقرة.
مزاج الناخب الأميركي متقلب، والانتخابات النصفية فرصة لاستعراض تقلب أطوارهم، حيث إنه بعد انتخابهم الرئيس، يذهبون لمعاقبته بعد مرور 24 شهراً فقط، من واقع النتائج السابقة، فإن الناخبين ليست لديهم الرغبة في السماح لحزب واحد بالسيطرة على السلطتين التشريعية والتنفيذية في آن واحد، وهو أمر ناجح في بعض الأحيان، حيث يجبر الساسة على التوصل لحلول وسط وتبني قوانين تحظى بقبول واسع.
هناك حالة ضعف عام في الحزب الجمهوري وحالة انقسامات ما قد يمنح أفضلية للديمقراطيين.
بجميع الحالات فإن الأمريكيون سيقولون كلمتهم وفي الذاكرة العديد من المشكلات التي تؤرق حياتهم.
خلاصة الحديث منذ سنة 1945 إلى سنة 2022 أجريت 19 انتخاباً نصفياً في الولايات المتحدة خسر الحزب الحاكم فيها 17 مرة، فيما حقق أرقاماً جيدة في مرتين فقط، فغالباً ما يخسر حزب الرئيس في انتخابات التجديد النصفي، خصوصاً في انتخابات مقاعد مجلس الشيوخ مقارنة بمجلس النواب.