الاجتماع المشترك للهيئتين التنسيقيتين السورية والروسية… سورية: مستمرون بالعمل لعودة المهجرين… روسيا: العقوبات الغربية سبب عرقلة العودة
بشرى سمير – هبا علي أحمد:
عُقد اليوم في قصر المؤتمرات بدمشق، الاجتماع المشترك للهيئتين التنسيقيتين السورية والروسية ضمن أعمال الاجتماع الخامس لمتابعة المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين والمهجرين السوريين، وأكد المشاركون استمرار العمل على تشجيع اللاجئين والمهجرين على العودة.
وخلال الاجتماع، قال رئيس الهيئة التنسيقية الوزارية السورية، وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس حسين مخلوف: تستمر الدولة السورية بكل مكوناتها ومؤسساتها بالعمل على بذل كل جهد ممكن لتحسين ظروف العيش لأبنائها في الداخل ولتشجيع المهجرين على العودة من الخارج من خلال تأمين كل متطلبات العودة الآمنة والطوعية لهم من إعادة إعمار وإعادة تأهيل البنى التحتية والخدمات الأساسية ولا سيما الصحية والتعليمية وإعادة الإنتاج في الزراعة والصناعة والفرص والمشاريع في كل بقعة يحررها الجيش العربي السوري ببطولاته وتضحياته من الإرهاب، مشيراً إلى أن كل ذلك يتم بالرغم من تصاعد التآمر على بلدنا من خلال الإجراءات القسرية أحادية الجانب التي وسعها الغرب المنافق لتشمل قطاع الطاقة.. هذا الغرب هو ذاته الذي يسرق ثرواتنا الباطنية النفطية كما يسرق منتجاتنا الزراعية عبر الاحتلال الأمريكي المباشر ويدعم المجموعات الإرهابية والانفصالية دون أدنى اعتبار للشرائع الدولية والقيم الإنسانية.
ولفت مخلوف إلى أن الاحتلال التركي دأب على قطع مياه الشرب عن المواطنين في محافظة الحسكة، كما خفض غزارة نهر الفرات ما نجم عنه من أضرار مباشرة على الأمن الغذائي والبيئة وحياة المواطنين الاجتماعية والاقتصادية والمعيشية.
وأضاف مخلوف: بعد تحرير الجزء الأكبر من بلادنا من دنس الإرهاب عاد أكثر من خمسة ملايين مواطن إلى منازلهم منذ العام ٢٠١٨ حتى تاريخه، متابعاً: العمل ينصب اليوم على إعادة الإعمار والخدمات والتعافي المبكر وزيادة الإنتاج وكل ما من شأنه تحسين حياة السوريين ومعيشتهم وتجلى ذلك من خلال زيارة السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة أسماء الأسد إلى حلب وإطلاقه تشغيل المرحلة الأولى من محطة توليد حلب الكهربائية باستطاعة ٢٠٠ ميغا واط وإطلاق تشغيل محطة ضخ تل حاصل وبعدها إطلاق تشغيل المرحلة الأولى من مشروع توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية الذي تبلغ استطاعته الكلية ١٠٠ ميغا واط في عدرا الصناعية.
وأضاف: كذلك من خلال إصدار الرئيس المرسوم التشريعي رقم١٣ لعام ٢٠٢٢ الذي حمل حزمة واسعة من التسهيلات والإعفاءات التي توفر بيئة داعمة لأصحاب الفعاليات الاقتصادية بكافة أشكالها داخل المدينة القديمة في محافظات حلب وحمص ودير الزور وأعفى المرسوم المنشآت والمكلفين وأصحاب الفعاليات الاقتصادية من كافة الضرائب والرسوم المالية والمحلية وإلغاء الضرائب والرسوم المالية المترتبة على الأرباح الناجمة عن ممارسة المهن والحرف الصناعية والتجارية وغير التجارية داخل المدينة القديمة إضافة إلى الإعفاء من ضريبة الدخل، كما طوى المرسوم كافة المطالبات المالية والرسوم وبدلات الخدمات ومتمماتها المترتبة على المنشآت والمكلفين وأصحاب الفعاليات الاقتصادية داخل المدينة القديمة قبل نفاذه وغيرها من التسهيلات.
وفي مجال الإنتاج والاستثمار، بيّن مخلوف أن إجمالي عدد المشاريع الحاصلة على إجازة استثمار بموجب قانون الاستثمار الجديد منذ صدوره 44 مشروعاً بكلفة استثمارية تقديرية تقارب 1500 مليار ليرة سورية وتؤمن 4000 فرصة عمل.
وفي مجال الخدمات وإعادة التأهيل، تم منذ بداية العام الجاري، بناء وصيانة وتأهيل حوالي 1600 مدرسة و10 مراكز ثقافية وحوالي 70 مركزاً صحياً، في حين بلغ عدد مراكز خدمة المواطن المفتتحة وقيد التجهيز والبناء والتأهيل 19 مركزاً، كما تم إنشاء وتأهيل 780 كم من الطرق المحلية ومايزيد على 100 كم من خطوط الصرف الصحي، وتأهيل 36 مخبزاً، وغيرها من الخدمات، إلى جانب تركيز العمل اليوم على إعادة التأهيل في معرة النعمان بشكل متزايد.
بدوره، رئيس الهيئة التنسيقية الوزارية الروسية رئيس مركز إدارة الدفاع الوطني العقيد أوليغ غورشينين، أشار إلى أن روسيا ستواصل تقديم المساعدة الإنسانية إلى سورية لتجاوز الأزمة الحالية وضمان تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، مؤكداً أن سورية تقدم للعائدين كل الدعم الاجتماعي اللازم والرعاية الطبية والمساعدات الإنسانية الأخرى على الرغم من الصعوبات التي فرضتها الحرب والسياسة الهدامة للولايات المتحدة.
وقال غورشينين: ندين الوجود العسكري الأجنبي غير الشرعي على الأراضي السورية ونهب ثرواتها ومواردها الطبيعية، فالولايات المتحدة تنهب 66 ألف برميل من النفط السوري يومياً وهو ما يمثل 80 بالمئة من حجم الإنتاج.
من جهته، أكد وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد أن أبواب سورية مفتوحة أمام عودة كل اللاجئين والمهجرين، حيث تعمل كل الجهات المعنية وبكل طاقتها لتحقيق ذلك وضمان عودتهم إلى منازلهم التي هجرهم الإرهاب منها، لافتاً إلى أن الغرب ينتهك قواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ما تسبب في الكثير من الاضطرابات وعدم الاستقرار في العالم وخلف آثاراً كارثية على كل الدول كان من بينها ازدياد أعداد اللاجئين والنازحين في مناطق مختلفة من العالم.
وأضاف: لا تزال الجهود التي تبذلها سورية والدول الصديقة في الشأن الإنساني بشكل عام وفي موضوع عودة اللاجئين بشكل خاص تصطدم باستمرار بعض الدول والجهات بتوظيف هذا الملف الإنساني لتحقيق مآرب سياسية لا تمت لمصالح الشعب السوري بصلة.
وشدّد المقداد على أن الحرص على مساعدة الشعب السوري بشكل حقيقي يتطلب وقف دعم الإرهاب وإنهاء الاحتلال الأجنبي ورفع الإجراءات القسرية الأحادية ووقف نهب ثروات سورية بما في ذلك النفط والقمح من قبل الولايات المتحدة ومرتزقتها، داعياً الدول الحريصة على الشأن الإنساني ووكالات الأمم المتحدة بذل المزيد من الجهود في إطار تهيئة الظروف المساعدة لعودة اللاجئين والنازحين ودعم جهود سورية في هذا الإطار.
معاون وزير الخارجية والمغتربين- رئيس اللجنة التحضيرية الدكتور أيمن سوسان أكد أن الولايات المتحدة الأمريكية تزرع الحروب وتؤجج الفتن للإبقاء على هيمنتها على القرار الدولي والتفرد بإدارة شؤون العالم وهي اليوم تدعم النازيين في أوكرانيا، كما دعمت الإرهابيين في سورية والعديد من دول العالم.
وقال سوسان: عودة المهجرين واللاجئين السوريين إلى بلدهم ضرورة أساسية لإعادة إعمار ما دمره الغرب وسورية مستمرة بكل طاقتها لتهيئة الظروف اللازمة لهذه العودة، مشيراً إلى أن الغرب يعرقل الجهود لإعادة الإعمار وعودة المهجرين لاستغلال معاناتهم لخدمة أجنداته.
المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية الكسندر لافرنتييف أكد أن روسيا تقدر عالياً جهود سورية لتخفيف معاناة مواطنيها الذين ما زالوا يواجهون صعوبات كبيرة في طريق استعادة الاستقرار وتحقيق التنمية المستدامة، وروسيا مستمرة بدعم سورية للتغلب على العقبات القائمة، قائلاً: على المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات فعالة لتحسين الوضع الإنساني في سورية والمساعدة في تنفيذ مشاريع الإنعاش المبكر، فهذه هي الطريقة الوحيدة لحل مشاكل اللاجئين السوريين في أسرع وقت ممكن.
كما أكد نائب وزير الدفاع الروسي العماد أول ميخائيل ميزينتسيف إن العقوبات الغربية غير الشرعية المفروضة على سورية هي السبب في معاناة مواطنيها وعرقلة عودة المهجرين واللاجئين، قائلاً: بعد هزيمة الإرهاب في سورية بدعم من روسيا كانت المهام ذات الأولوية المشتركة هي إعادة الإعمار وتقديم المساعدة للاجئين والمهجرين للعودة إلى منازلهم وتحسين الخدمات في مختلف القطاعات.
بدوره، أكد معاون وزير الشؤون الاجتماعية والعمل، ياسر الأحمد أن التعاون بين سورية وروسيا يسهم في تأمين عودة المهجرين إلى وطنهم والجهات الحكومية والمنظمات غير الحكومية ذات الصلة تبذل جهوداً استثنائية لتحقيق هذا الهدف في ضوء الموارد المتاحة.
وأشار الأحمد إلى أن التدابير والإجراءات القسرية الغربية أحادية الجانب أثرت على كل الخدمات المقدمة للمواطنين السوريين وقوضت الجهود المبذولة لتسهيل عودة المهجرين واللاجئين.
الأمين العام لمنظمة الهلال الأحمر العربي السوري، خالد عرقسوسي، أكد أن الدول الغربية تدعم نظرياً مشاريع التعافي المبكر دون الالتزام بالقرار الأممي 2642 وعليها عدم تسييس العمل الإنساني في سورية، موضحاً أن ملايين السوريين بحاجة ماسة لأساسيات الحياة وما زالت الاستجابة الإنسانية غير كافية لتلبية الاحتياجات المتزايدة والتعافي المستدام للمجتمع السوري غير محقق نتيجة الوضع الاقتصادي المتدهور بسبب العقوبات.
من جهتها، بيّنت مفوضة الرئيس الروسي لحقوق الأطفال ماريا لفوفا بيلوفا أن لسورية تجربة مهمة في إنقاذ الأطفال أوقات الأزمات، وروسيا حريصة على استمرار التعاون معها والاستفادة من خبراتها في هذا المجال.
وأشار ممثل مجلس الدوما في الجمعية الاتحادية لروسيا فلاديمير غوتينيف إلى أن دعم روسيا لسورية في مكافحة الإرهاب ساعد في استقرار الوضع، والبلدان يقفان معاً في مواجهة الخطط الأمريكية للهيمنة على العالم، فيما أوضح النائب الأول لرئيس لجنة مجلس الدوما التابعة للجمعية الاتحادية في روسيا كازبيك تايساييف أن علاقات روسيا وسورية تاريخية ووثيقة، وسورية شريك ذو أولوية لبلدنا ونشكرها على دعمها عمليتنا العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
وقال نائب وزير التربية والتعليم الروسي دينيس غريبوف: نقدر عالياً تعاوننا مع سورية في مجال التعليم والذي يتطور بسرعة وديناميكية، موضحاً أن بلاده تعمل على تنفيذ عدد من المشاريع الإنسانية المهمة التي تهدف إلى تطوير نظام التعليم في سورية.
نائب محافظ مقاطعة نيجني نوففورود الروسية، بيتر بانيكوف، أشار إلى أن الزيارة إلى سورية كانت غنية جداً وتم توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التعاون مع الاستعداد لمواصلة تطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات.