ليست الأولى ولن تكون الأخيرة.. تهريب الدقيق التمويني يستنزف المال العام
تشرين – محمد فرحة:
من يمعن جيداً في ضبط السيارة المحملة ٣٠ كيساً من الدقيق التمويني من قبل عناصر الجمارك أمس في حماة ، يدرك جيداً أن الأمور سائبة بدليل لم يتم أخذ الاحترازات التي طالبت بها اللجنة التي زارت حماة وكشفت العديد من التلاعبات بمادة يشكل تهريبها والتلاعب بها تهديداً للقمة العيش اليومية.
وفي التفاصيل؛ فقد ذكر مصدر مطلع: إذا كان يتم يومياً تهريب ٣٠ أو ٣٦ كيساً من الدقيق تكلفة كلٍّ منها ١٠٠ ألف ليرة فهذا يشكل استنزافاً لخزينة الدولة وهدراً للمليارات، في الوقت الذي نشتري فيه القمح بالقطع الأجنبي .
وأكد المصدر أن عملية التلاعب بالدقيق لا تقتصر فقط على تهريبه من المطاحن ، وإنما أيضاً التلاعب بفروقات الرطوبة أثناء التحاليل، فزيادة درجة واحدة منها تؤدي إلى هدر المليارات ، فأين الخطوات الاحترازية التي طالب وأكدت عليها اللجنة التفتيشية التي زارت حماة للحدّ من تهريب الدقيق ؟
غير أن مدير فرع السورية للحبوب في حماة وليد جاكيش قال: إن السيارة كانت محملة ١٠٠ كيس من الدقيق لخمسة مخابز، تم تزويد السائق بخمس مذكرات؛ واحدة لكل مخبز، وتم تسليم ثلاثة مخابز مخصصاتها، والمخبزان الباقيان لم يتم تسليمهما مخصصاتهما، موضحاً أن عملية التلاعب قد تكون حصلت بأن السائق لم يسلم المخصصات كاملة للمخابز المستهدفة، وبشكل أوضح مثلاً: المخبز الذي له ٣٠ كيساً يكون قد أعطاه ٢٠ كيساً وهكذا ، وهذا ما تم ضبطه.
بالمختصر المفيد؛ إن ضبط سيارة محملة بـ٣٠ كيساً من الدقيق مجهولة الجهة يطرح ألف سؤال وسؤال، يأتي في مقدمتها: من يوقف استنزاف وهدر المال العام، ولماذا زادت عملية التلاعب بالدقيق حدةً في الآونة الأخيرة ، فسعر كيس الدقيق يصل إلى ٣٦ ألف ليرة؟
أسئلة برسم من يعنيهم الأمر.. وشكراً لمن ضبط السيارة المحملة بالدقيق يوم أمس في ظل غياب مساءلة المقصرين ..!