زراعة الخضراوات في اللاذقية.. المزارع والمستهلك أمام تحدي ارتفاع تكاليف الإنتاج
تشرين-باسمة اسماعيل:
رغم اتساع رقعة المساحات المزروعة بالخضار الصيفية في محافظة اللاذقية ووفرة الإنتاج، إلا أن ارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج أرخى بثقله على المزارع والمستهلك على حد سواء، حيث ضيّق هامش الربح على الأول، واستنسب الصنف الأكثر ضرورة للثاني بما يتناسب مع أصحاب الدخل المحدود.
وبيّن عدد من المزارعين ل ” تشرين” أن الموسم كان جيداً بكافة أصناف الخضار، لكن غلاء تكاليف الإنتاج من أسمدة وبذار ومحروقات وغلاء اليد العاملة، لم يترك هامش ربح جيد للمزارع يساعده على التوسع في الزراعة الخريفية، مؤكدين أن أسعار الخضار في الأسواق تعود بالفائدة على التاجر أو الوسيط الذي يربح أكثر من المزارع، مدللين بأن تكلفة زراعة 2 دونم بشتول الباذنجان، تقدّر بمليون ومئتي ألف ليرة، وهي زراعة مكلفة، مستدركين: في فترات من الموسم كنا نبيع الخضار في سوق الهال بسعر أقل من تكلفتها، ونحن مستمرون بالزراعة رغم كل الصعوبات والمعوقات لأنها مصدر رزقنا الوحيد.
إلى ذلك، قال مواطنون: كل أنواع الخضار متوافرة في الأسواق، لكن الأسعار لا تتناسب مع الوضع الاقتصادي، مؤكدين أنهم والمزارعين الحلقة الأضعف، ويأملون من الجهات المعنية التدخل بشكل أكبر من ذلك، فعندما يكون المزارع بخير ومدعوم بكل مستلزمات الإنتاج سيعود بالفائدة عليه وعلى المواطن وعلى الدولة.
من جهته، قال رئيس شعبة الخضراوات في مديرية زراعة اللاذقية المهندس فادي كزعور ل”تشرين”: بلغت المساحة المزروعة بالخضار الصيفية للموسم الحالي حوالي /1604/ هكتاراً، بينما كان المخطط له /1565/ هكتاراً، بنسبة تنفيذ حوالي /102/ بالمئة، مشيراً إلى أن عملية حصاد معظم الخضراوات لا تزال مستمرة خاصة الباذنجان والفليفلة والبطاطا الحلوة.
وبيّن كزعور أن محصول الباذنجان يحتل المرتبة الأولى بين الخضراوات في المساحة المزروعة والإنتاج، حيث بلغت مساحة زراعته حوالي /512/ هكتاراً بإنتاج قدره حوالي /12700/ طن، وذلك للطلب المتزايد عليه هذه الفترة للتحضير للمكدوس، كما أقبل المزارعون على زراعة الفليفلة خاصة الحمراء، تم زراعة /199/ هكتاراً بتقديرات إنتاج حوالي /3982/ طناً.
وأشار كزعور إلى أن بعض المزارعين حالياً يقومون بتجهيز الأرض لزراعة العروة الخريفية، وقد بلغت المساحة المخطط لزراعتها /732/ هكتاراً، وتتضمن ( البندورة – فاصولياء – كوسا- خيار – فجل – ملفوف- بصل أخضر- خس- قرنبيط – سبانخ).
وأكد كزعور أن مزارعي الخضراوات يعانون من ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج من بذار ، أسمدة ، مبيدات، وارتفاع أسعار حراثة الأرض وتجهيزها للزراعة، لافتاً إلى أن مديرية زراعة اللاذقية من خلال دائرة الإنتاج النباتي والوحدات الإرشادية المنتشرة في قرى المحافظة، تشجع المزارعين على التوسع بزراعة الخضراوات وتقديم كافة أساليب الدعم الفني والإرشادي لهذه المحاصيل، كما تقوم بمنح المزارعين التنظيم الزراعي الذي بموجبه يمكن للمزارع أن يؤمن مستلزمات الإنتاج خاصة الأسمدة من فروع المصرف الزراعي بالمحافظة، بالإضافة لتشجيع الزراعة الأسرية عن طريق الندوات والدورات التدريبية، لما لها من دور في تأمين احتياجات الأسرة من هذه الخضراوات على مدار العام.