أوكرانيا تواجه أزمتها منفردة.. وشتاء جليدي بانتظارها

تشرين- أمين الدريوسي:
ينتظر أوكرانيا شتاء جليدي قاسٍ، وانهيار في الاقتصاد وتضخم مفرط، هذا هو ملخص الوضع الحالي لهذا البلد بعد ستة أشهر من بدء العملية العسكرية الروسية، حيث بدأت تتتالى الأزمات الاقتصادية والمالية عليها منذ أن قررت التموضع في الخندق الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لتتصدر واجهة الصراع الأمريكي مع روسيا، إذ بدأت تعاني جملة من التحديات والمشكلات، التي يبدو أنها لن تنتهي قريباً.
الاقتصاد والطاقة والأمن الاجتماعي هي أحد أهم الهواجس التي تقف في وجه الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، على بُعد فترة وجيزة من بدء فصل الشتاء، إذ إن علامات الاستفهام العملاقة التي باتت ترتسم حول مسألة التدفئة أصبحت في تزايد مستمر، لتجعل الفترة الممتدة من شهر تشرين الأول القادم إلى نيسان 2023 الأشد صعوبة في تاريخ أوكرانيا.
وعلى خلفية هذه الهواجس دعت كييف الأوكرانيين إلى التأقلم مع درجات الحرارة الجديدة، وهنا نقتبس ما قاله رئيس مؤسسة «الخيارات» أوليكسي كوشيل: إن «الخريف قد يكون فترة حاسمة في الحرب، وقصف المنشآت المعنية بتأمين التدفئة والماء الساخن سيكون له الأثر الكبير».
إضافة لذلك فإن مخاطر أخرى تحيط بإمدادات الطاقة الكهربائية التي تمثل تحدياً أيضاً، بعد أن خسرت محطة «سلافيانسك» في دونيتسك، وباتت خسارة منشآت أخرى أمراً وارداً أيضاً، وقد يدفع هذا الأمر الأوكرانيين إلى الانتقال لاستخدام الكهرباء للتدفئة ما يعني أن البلاد ستكون أمام عجز حتمي.
وبالنسبة لإمدادات الغاز، يقول رئيس مركز الاستراتيجية الاقتصادية، هليب فيشلينسكي: «قبل الحرب كنا نستهلك نحو 30 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً، منها 20 ملياراً من مصادر محلية، والعشرة المتبقية مستوردة»، مضيفاً: إن الحكومة تريد رفع الاحتياطيات المخزنة قبل الشتاء إلى 19 مليار متر مكعب، لكن هذا صعب نظراً لارتفاع الأسعار أمام العجز المالي، فأوكرانيا تحتاج 3 مليارات دولار لشراء مليار متر مكعب، لذلك سيكون هناك نقص، والبلاد لن تستطيع تخزين أكثر من 15 مليار متر مكعب»، ما يعني أن هناك مجموعة أخرى من التحديات الجمة التي تواجهها أوكرانيا، والتي لم تلقَ الدعم اللازم إلى الآن من مختلف الدول الأوروبية والولايات المتحدة، حيث يعدّ الغاز شريان حياة رئيساً للأوكرانيين في مجال الصناعة المتعثرة بسبب العملية العسكرية والتدفئة، ووسائل النقل، إضافة إلى الاستخدام المنزلي، والحديث عن الإمدادات بالغاز وغيره من أنواع الوقود يقود إلى مخاوف من تجدد القصف على جبهات البنى التحتية وغيرها من اللوجستيات الخاصة بهذا القطاع، من محطات وخزانات وطرق ووسائل إمداد.
من ناحية أخرى، تعيش أوكرانيا أزمة سداد ديونها الخارجية، حيث يجب عليها تسديد مبلغ 1.4 مليار دولار يشمل الفوائد، بينما تدرس كييف إمكانية إعادة هيكلة الدين السيادي، لأن خيارات التمويل تقترب من النفاد، حيث بلغ الدين الخارجي للبلد 56.83 مليار دولار، ويجب تسديد 3.4 مليارات دولار منها بحلول نهاية العام الجاري.
كييف أصبحت تعاني مشكلات اقتصادية تنذر بأزمة لن تنجح بتجاوزها لسنوات حتى لو تم الاتفاق على وقف إطلاق النار في القريب، وعلى الرغم من تعويل زيلينكسي على المعسكر الغربي إلّا أن ما أكده غير مرة أن الدعم لم يرقَ إلى المستوى المطلوب، إذ أعرب عن شعوره بالصدمة من جراء العزوف عن تقديم الدعم العسكري الذي طالب به، وهو الأمر الذي عدّه تصرفاً مخادعاً.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار