سوريات يقتحمن عالم “البزنس”من بواباته الصغيرة جدا..”جنة الجولان” تجارب ضد الفقر
تشرين -يسرى ديب:
تجدهم في الكثير من المعارض.. شابات لم ينتظرن فرصة عمل، بل يعملن بمشاريع صغيرة متنوعة تطورت حتى وصلت إلى ورش ومعامل صغيرة.
“جنة الجولان” مشروع للأربعينية ريما مبارك من محافظة القنيطرة.
تضع ريما منتجات تعدها بنفسها في مساحة مخصصة لمنتجاتها في معرض”الخير خيرك” على أرض معرض دمشق الدولي القديم.
بدأت مبارك بمفردها ثم تطور عملها حتى وصل إلى معمل، وأصبح لديها 20 عاملاً وعاملة من الأرامل والأيتام وذوي الشهداء .
افتتحت مركز بيع في محافظتها وأطلقت على منتجاتها اسم ” جنة الجولان” من المواد الخاصة بمونة كل بيت مثل دبس الرمان والبندورة، وتستقطب مواد أخرى من المنتجين كالعسل والجوز واللوز والبرغل.
تقول مبارك ل”تشرين” إنها خسرت ابنها في الحرب ووصلت إلى الصفر، ولكنها عادت لتقف مجدداً وخضعت لدورات تغذية، محاسبة، إدارة تسويق، بإشراف ودعم من بعض الجهات كوزارة الزراعة والسياحة.
وتضيف إنه عرض عليها التصدير لكن هناك صعوبات حالت دون ذلك.
وكغيرها من أصحاب المهن تعاني مبارك من مشاكل نقص المحروقات بكل أنواعها من الغاز والكهرباء والمازوت، ومن آليات التصنيع.
وعما تريده مبارك من الجهات المختصة قالت إنها تشرف على مشروع ناجح مئة بالمئة، ولكنها لم تتلقَ أي مساعدة من أي جهة، وإنها تحتاج إلى مساعدتها في التمويل لتوسيع مشروعها وزيادة إنتاجها.
الإكسسوار بيديها
وضمن المعرض ذاته تضع الشابة أسمهان محسن منتجاتها من الإكسسوار التي تصنعها بيديها بعدما عملت لسنوات في معمل لتصنيع الإكسسوار بعد أن توقف المعمل عن العمل خلال الحرب وكغيره الكثير من أصحاب المعامل.
تشارك الآن أسمهان في الكثير من المعارض التي تعود لجهات متعددة كوزارة السياحة والصناعة والمكتب الإقليمي للاتحاد العربي للأسر المنتجة.
تقول محسن إن عوائد عملها تتفاوت بين معرض وآخر، ولكنها في المحصلة شقت طريقها بعمل تحبه يحقق لها تكاليف العيش اليومية.
وإن عملها في تطور مستمر، وأصبحت تصنع إكسسواراً تبعاً للتواصي من المعجبين بالإكسسوار وبعملها.
وعن الصعوبات التي تعانيها في عملها قالت أسمهان هنالك صعوبات في تأمين المواد الأولية اللازمة لهذه الحرفة. وأن النقص في هذه المواد يجعلها تعتمد على بدائل لا تحقق المطلوب بدقة من تصميم الاكسسوار.
وتأمل أسمهان في رعاية حكومية أكبر لمن يعملون في هذا النوع من المشاريع محدودة رأس المال، وذلك كتخصيصهم بأماكن للعمل بتكاليف محدودة تمكنهم من العمل خارج منازلهم، وكذلك التعامل معهم ليس كصناعيين وكبار المنتجين عند الاشتراك في المعارض فحجز طاولة لأربعة أيام في “البازارات” مثلاً يكلف ما لا يقل عن 100 ألف ليرة. ووصفت هذا المبلغ بالكبير لمن يعمل برأس مال صغير مثلهم.
منذ الصغر
تتقاسم الثلاثينية نور طرابيشي المكان ذاته مع أسمهان وتعرض مصنوعاتها من الأكسسوار والكروشيه.
تقول إنها بدأت منذ عمر 10 سنوات تتدرب على هذين الصنفين، تراقب من يعملون بهذه الحرف، ثم بدأت تجرب العمل.
وتضيف إن عملها تطور بسرعة وأصبحت تضيف للإكسسوار، وأصبح لديها خيال واسع لإضافة جديد للقطعة.
شاركت طرابيشي بمعارض عدة، ولمست تمييز الناس لمنتجها من خلال التواصل معهم أكثر من مرة، وأن هذا التواصل مكنها من تطوير عملها بشكل دائم. وأنها تتابع الموضة لتصنيع المطلوب.
وأشارت طرابيشي إلى أن الصعوبات في عملها تتعلق بنقص المواد، ونقص الجودة في نوعية المواد الأولية.
مطبخ المكياجات
إلى جانب اسمهان تفترش رولى ظواهرة منتجاتها من مواد تجميلية تصنعها بخبرة تراكمت حتى تمكنت من تصنيع منتج له الكثير من الزبائن حسب قولها.
تضيف ظواهرة ل”تشرين” إن سنوات الحرب فرضت على النساء السوريات إبداع وسائل عيش كثيرة للتغلب على صعوبات الحياة..
وكانت رولى كغيرها من السيدات، حيث بدأت البحث عن عمل إضافي لعملها كمهندسة كهرباء. وكانت البداية من خلال دورة في مركز المأمون لتصنيع المكياجات، وقالت إنها اختارت هذا المنتج، لأن النساء لا يستغنين عن مواد التجميل مهما اشتدت قسوة الظروف الاقتصادية.
وتضيف ظواهرة إنها تمكنت من تطوير منتجها بالبحث الدائم وباختراع إضافات جديدة جعلت ما تنتجه يتميز عن غيره ويجد له الكثير من الزبائن.
وتشير ظواهرة إلى أن مطبخها تحول من مطبخ لإعداد الطعام إلى مطبخ تحتل صناعة المكياجات الركن الأهم فيه وبأدواته.
وأشارت إلى أنها تعتمد على المواد الأولية الموجودة في سورية، وتستبدل المواد المستوردة بما هو متاح منها في البلد كالاعتماد على ” لبان الدكر” كمرمم للبشرة بدلاً من مرمم كان يأتي من ألمانيا.