تساؤلات ملحّة قبل بدء عمل معاصر الزيتون.. «جفت وبيرين» ومحروقات وتفاصيل قد تفسد التفاؤل بالموسم؟
تشرين – محمد فرحة:
يحمل موسم الزيتون الكثير من التساؤلات المعلّقة والمحرجة، التي تتكرر ذاتها سنوياً دونما إجابات.. وهي تساؤلات ثقيلة ربما أكثر وزناً من كل الغلّة التي ينتظرها الجميع بشغف، بما أن الموسم مبشّر هذا العام.
أول التساؤلات التي يترقب الفلاحون وأصحاب المعاصر الإجابة الشافية عنها هو.. كيف سيتم تخصيص المعاصر بالمحروقات في ظل غياب الطاقة الكهربائية وقلة المتوفر من المحروقات ما قد يدفع أصحاب المعاصر لشراء المادة من السوق السوداء وبالتالي رفع سعر تكلفة عصر الطن؟
والتساؤل الثاني هو.. لماذا تتجاهل الجهات المعنية أثر مخلفات المعاصر التي ترمى في الطبيعة حيناً أو تلك التي تجمع في برك ومن ثم يتم ترحيلها إلى غامض علم الله..؟
والتساؤل الثالث يتعلّق مادة البيرين التي يجب أن تؤخذ في الحسبان، إذ يجب أن تحسب من سعر تكلفة عصير الزيتون لمصلحة المزارع لكون أصحاب المعاصر يبيعونها بأسعار عالية للتدفئة؟.
وقائع عصر الزيتون ونتائجه من مخلفات لم يطرأ عليها أي جديد منذ عشرين عاماً ، فما زالت مياه غسيل الزيتون والبيرين الناتجة والمخلفات الأخرى تطرح في الأراضي حيناً وبعض أصحاب المعاصر يجمعونها في برك ومن ثم ينقلونها ليلقوا بها في أماكن لا يعرفها غيرهم، ما يلحق مزيداً من تلوث التربة لجهة تلك التي تلقى بالأراضي، فضلاً عن تلوث مجاري الأنهار ومياه الينابيع والمياه الجوفية، هذه الفصول درجت منذ سنوات تعيشها المعاصر ولا تزال وقائعها قائمة وهي بالوقت نفسه شكل من أحوال كل مواسمنا القادمة.
في سياق موازٍ.. وبلغة الأرقام بيّنت المهندسة سوسن قيسي رئيسة دائرة الأشجار المثمرة بزراعة حماة، أن كمية الإنتاج المتوقع من الزيتون لهذا العام هي ٧٠ ألف طن أي بزيادة عن الموسم الماضي بقليل، لافتة إلى أنه تم تحديد الخامس عشر من تشرين الأول القادم موعداً لقطاف الزينون، على أن تفتح المعاصر قبل ذلك بأسبوع وتحت طائلة المسؤولية إن فتحت أي المعاصر مبكراً.
واستطردت قيسي قائلة إنه في العام الماضي كان سعر تكلفة عصر الكيلو ١٦٠ ليرة ثم صار هناك تنافس بين أصحاب المعاصر لجهة شد المزارعين فانخفض سعر عصير الكيلو ، ونأمل أن يكون هذا العام كما العام الماضي ، منوهة بأنه ستتم دعوة المعنيين لاجتماع غداً لمناقشة آلية عمل المعاصر والإجراءات التي ستتخذ لإنجاح موسم القطاف وعصر الزيتون.