الدعم لمستحقيه وقاعدة البيانات؟
بين حين وآخر، يتم استهداف شريحة معينة من أصحاب المهن العلمية ، أو الفعاليات الاقتصادية وغيرها، تحت عنوان رفع الدعم من مستحقات بنزين ومازوت ومواد تموينية عن هذه الفئة أو تلك، ويتم الاعتراض، سواء عبر المنصة الإلكترونيه لشركة تكامل، أو عبر رفع كتب من النقابات والاتحادات المعنية لكل فئة، وللعلم هناك عدم إنصاف حقيقي للعديد من الأسر عبر بيانات غير صحيحة، أو ممن لديه سجل تجاري غير مفعّل منذ أكثر من ١٥ سنة، أو ممن يمتلك سيارة وغيرهم.
لاحظوا أن هذا الأمر دخل بتفاصيل حياة كل أسرة سورية، عبر (قاعدة بيانات) وضعت كل أسرة تحت دائرة الضوء، والمتضرر يذهب لمراجعة الجهات المعنية لرفع الظلم عنه، ويكلفه ذلك وقتاً وجهداً ومصاريف يتكبدها من جيبه، كأجور مواصلات واستخراج أوراق لتصحيح الخطأ البشري في بيانات البعض، ومع ذلك قد لا يستفيد من ذلك.
ما نود قوله: معظم الشرائح تم رفع الدعم عنها، وكل الأسر السورية أصبحت لها ملفات بمعطيات متعددة من الأسماء، والوضع الاجتماعي والاقتصادي، باتت كلها لدى الجهات المعنية، لذا فالخطط التنموية للمجتمع يفترض أن تكون مبنية على هذه المعطيات، وبالتالي تأمين المواد التي تكفي للمستحقين وألّا ينتظر رسائل استلام مخصصاته كالغاز على سبيل المثال الذي زادت فترة انتظار رسالة استلامه أكثر من ثلاثة أشهر بينما قبل رفع الدعم عن معظم الشرائح كان الانتظار أقل بكثير.
قد يقول قائل: الأمر يتعلق بالتوريدات وظروف الشحن، وهنا أقول والجميع يعلم أن السوق السوداء متخمة بهذه المادة، أو غيرها، وبأسعار طبعاً تفوق طاقة الجميع ، والسؤال: من أين يحصل تجار السوق السوداء على هذه المواد؟
هناك حلقة مفقودة بالتأكيد، وللعلم تباع جرة الغاز في هذه الأسواق بـ١٢٥ ألف ليرة سورية ضمن تجارة رابحة.
الأمر ذاته مع البنزين، أما المواد التموينية فالتجار يتكفلون بتوفير السكر والأرز والزيت، وتحت عنوان”تعبئة شركة كذا”، وبأسعار عالية طبعاً .
بالنهاية أسواقنا يتوفر فيها ما تريد وبأسعار التجار طبعاً، وهذه المواد ذاتها عندما تندرج تحت بند الدعم لمستحقيه، وبعد تقليص عدد الشرائح المستحقة بدلاً من توفيرها، وتقليص مدة الاستلام بسبب الوفرة أصبحت شبه نادرة وينتظر المواطن شهوراً .
إذاً ما الفائدة من حرمان شرائح إذا كان الأمر سيزداد سوءاً، وتطول فترة الانتظار! ننتظر جواب الجهات المعنية عبر الإنجاز الفعلي، وليس عبر رفع الدعم لهذه الشريحة، أو تلك التي تتحول إلى مجرد أرقام وبيانات، وإعلان ومدة الاستلام تطول وتطول.
وفّروا كافة المواد بأسعار مناسبة، وحاربوا الفساد وتجار السوق السوداء، هذا هو الدعم الحقيقي، ويكفي تقسيم المجتمع لشرائح بترتيب معدل الفقر، والدخل المتوسط وغيره .. سورية بلد الخير، شغّلوا معامل السكر، زيدوا طاقات إنتاج الغاز، راقبوا وقدِّموا الدعم لمعمل تعبئة الغاز.. يكفي.