وداعاً إندومي.. حملة تسويقية جديدة واستعطاف للذوق العام.. خبير اقتصادي: هل أصبحت بديلاً للخبز؟
تشرين- بارعة جمعة:
لم تتعدَ الساعات ولم يكن هنالك المزيد من الوقت لمناقشة الأمر، بل أخذت على عاتقها العمل لإظهار محبة الجمهور لها، كيف وهي “وجبة البلد”، المأكول اليومي والمحبب لكافة طبقات المجتمع الغني منها والفقير، فغدت الأكثر اهتماماً والحل الوحيد للأزمات الغذائية العالمية، كما هي البديل للعازب فيما احتار أو عجز عن الإتيان بطبخة اليوم، والمصدر الأساسي لكشف ذائقة الجمهور واتجاهاته الشرائية.
خبر صادم
واليوم ومع إعلان مدير عام شركة إندومي “أيمن برنجكجي” خبر توقف المعمل، انهالت التعليقات وردود الأفعال من كافة متابعي وسائل التواصل الاجتماعي، التي باتت المسرح الوحيد لتجاذب أطراف الحديث ومناقشة القرارات، لتبدو القصة كالفاجعة لدى البعض ممن اعتادوا شراءها يومياً، فيما كان المنقذ لكثير من الأمهات اللاتي عجزن عن منع أولادهن عنها، فمن الأقوى اليوم الإندومي أم الظروف الاقتصادية الصعبة؟ التي كانت المبرر الأكثر تداولاً على لسان برنجكجي، وبين نفاذ المواد الأولية وصعوبة تأمينها وضغوط العقوبات وشح التمويل التي ترتبط مباشرة بالعقوبات كانت هي المسبب الرئيسي على حد تعبيره.
عودة قريبة
إلا أن ما لم يكن بالحسبان التحرك السريع لدى التجارة الداخلية لتدارك الأمر وعرض الحلول الممكنة، ومن ثم المطالبة باستمرار العمل كنوع من تحريك السوق والحد من الركود والتضخم، وذلك بتقديم وعود لتأمين مستلزمات الانتاج للمعمل، وضمان استمرار انتاجيته بوتيرة عالية، والوصول لصيغة نهائية أثلجت قلوب المستهلكين لها.
وأمام ما تعيشه الأسرة السورية من تناقض في الاحتياجات التي باتت أغلبها بصفة الكمالية والترفيهية، يتساءل الخبير الاقتصادي “عامر شهدا” حول الجدوى من رهن القطع الأجنبي لاستيراد مواد تصنيع الإندومي، والتي تعد وجبة منزلية ومن الممكن تحضيرها بسهولة لتوافر مكوناتها التي لا تتعدى المنكهات والماجي والمعكرونة والزيت النباتي، مضيفاً: هل باتت الإندومي أحد ركائز الاقتصاد والأمن الغذائي الوطني؟! أم باتت بديلاً للخبز أيضاً؟!
شروط مسبقة
فالتحرك الحكومي تجاه هذه القضية وفي وقت تعاني فيه البلاد اختناقات في الموارد وعلى وجه الخصوص القطع الأجنبي والذي جاء ضمن إعلان وزارة الاقتصاد بتراجع التصدير والتحويل الخارجي والذي بدوره ساق لانخفاض الموارد لن يجدي برأيه، بل سيضع الجميع تحت شروط خاصة بالمنتج نفسه ابتداءً برفع سعر المنتج الذي سيقود لزيادة التضخم، وأمام اعتبار شهدا الإندومي من المكملات وأحد أنواع الترفيه الذي لن يشكل غيابه ضرراً، طالب الحكومة بالتوجه لاستيراد القمح والمواد الأساسية بدلاً منها.