رغم تفاوت جودة الرغيف “السورية للمخابز”: خمسة ملايين ربطة خبز ننتجها يومياً
ميليا اسبر:
أكثر من 4600 طن من مادة الدقيق تنتجها يومياً المخابز التموينية العامة والخاصة، تنتج منها مخابز المؤسسة السورية للمخابز حوالي 2.7 مليون ربطة خبز، بعدد مخابز وصل إلى 213 مخبزاً، بواقع 279 خط إنتاج، حيث يشكل إنتاجها 57 % من كتلة الإنتاج الإجمالية بواقع 2600 طن دقيق يومياً، في حين تؤمن مخابز القطاع الخاص حوالي مليوني ربطة خبز يومياً، وبلغ عدد مخابزها 1460 مخبزاً، ويشكل إنتاجها حوالي 43% من كتلة الإنتاج الإجمالية بواقع 2000 طن دقيق يومياً حسبما صرّح به مدير عام المؤسسة مؤيد الرفاعي لـ”تشرين”.
5500 عامل في المخابز
وأشار الرفاعي إلى أن عدد العاملين في المؤسسة 5500 عامل منهم 4600 عامل إنتاج وقد أدت ساعات العمل الطويلة والظروف الصعبة في المخابز التي تصل أحياناً إلى 12 ساعة للواردية الواحدة إلى إحجام المتقدمين للمسابقات عن العمل في المخابز ووجود تسربات كبيرة في أعداد عمال الإنتاج وهذا ما استدعى من إدارة المؤسسة ترميم النقص من خلال اللجوء لإبرام عقود سنوية وفق اختبارات تجريها حسب القوانين والأنظمة النافذة، أو تشغيل عمال مياومين بموجب مذكرات تشغيل، لافتاً إلى أنه تم رفد المؤسسة وفروعها بالمحافظات بـ540 عاملاً بموجب عقود سنوية من خلال المسابقة المركزية.
نوعية الخبز
وعن أسباب تفاوت نوعية الخبز بين مخبز وآخر بيّن الرفاعي أنّ رغيف الخبز المنتج بالمخابز التابعة للمؤسسة أغلبه ذو جودة جيدة ويعدّ أفضل بكثير من الخبز المنتج بالمخابز التموينية الخاصة مع وجود بعض العوامل تؤدي إلى تفاوت بسيط بالنوعية والتي تتمثل بمساحة صالة الإنتاج بالمخبز، حيث إن كبر مساحة الإنتاج تؤدي إلى حصر الحرارة ضمن صالة الإنتاج ولاسيما خلال فصل الشتاء وهذا له تأثير مباشر على سرعة نضوج وتخمر العجين، إضافة إلى العمر الزمني لخطوط الإنتاج، إذ إنّ ساعات العمل الطويلة والمستمرة تؤثر بشكل مباشر على الآلة مع مرور الزمن، ما يتطلب تحديث خطوط الإنتاج بشكل دائم حرصاً على استقرارية نوعية الإنتاج، وكذلك اختلاف نوعية الدقيق المنتجة بالمطاحن / التحبب – نسبة النخالة / تبعاً لعمر المطحنة، موضحاً أنّ المخابز تلجأ في هذه الحالة لعملية المزج بين أكثر من نوع دقيق للوصول إلى منتج جيد ، ناهيك بالعامل البشري الذي يلعب دوراً في ذلك، حيث إنّ أغلب مشرفي المخابز (الاحتياطية) أبناء حرفة صناعة الخبز والتي تم توارثها من الأب للابن، أما بمخابز الإدارة ( الآلية ) فقد تسرب عدد كبير من أصحاب الاختصاص وخاصة العجانين والفنيين، الأمر الذي اضطر إلى رفع مستوى الكفاءة لدى عمال المخابز الآلية من خلال الاستعانة ببعض خبرات مشرفي المخابز الاحتياطية بالتوازي مع تحديث خطوط الإنتاج، وهذا ما انعكس على جودة رغيف الخبز في كثير من مخابز الإدارة التي أصبحت تضاهي مخابز الإشراف النوعية كمخبز المزة بدمشق ويبرود والنبك في ريف دمشق، والضاحية في حمص والجولان في طرطوس، وآذار في حماة والأميري في حلب وجبلة والقرداحة في اللاذقية وغيرها من المخابز.
البيع أمام الأفران
ولدى السؤال عن أتمتة توزيع مادة الخبز التمويني بموجب البطاقة الإلكترونية وعدم كفاية مخصصات الأفراد بحسب نظام الشرائح المعتمد الأمر الذي أدى إلى تنامي ظاهرة بائعي الخبز المتواجدين أمام الأفران أجاب الرفاعي بأنّ نظام الشرائح المعتمد حالياً والذي تم بموجبه تحديد المخصصات الأسبوعية لكل أسرة بحسب عدد أفرادها تم وضعه استناداً لدراسات عملية لحاجة الفرد اليومية من مادة الخبز، كما تمّ السماح لكافة المخابز التابعة للمؤسسة بالبيع خارج البطاقة الإلكترونية بسعر التكلفة أي بـ1250 ليرة للحالات الخاصة ( العازبين – الأرامل ) وبعض الحالات الأخرى وذلك ضمن نسبة 3% من إجمالي مبيعات المخبز، مشيراً إلى أنه تم افتتاح كشك بمدينة دمشق لبيع ربطات الخبز التمويني بسعر التكلفة خارج البطاقة الإلكترونية، ويتم حالياً التوسط لدى الجهات المعنية لافتتاح 6 أكشاك جديدة للبيع داخل وخارج البطاقة الإلكترونية في المناطق التي تشهد تجمعات سكانية كبيرة بمدينة دمشق، وتالياً يمكن للشرائح المستثناة من الدعم وللأسر التي ترغب في الحصول على حصة أكبر من مخصصاتها الأسبوعية شراء احتياجاتها منها بسعر التكلفة من دون أي عناء، لافتاً إلى أنه يتم العمل حالياً على توسيع نطاق هذا المشروع ليشمل المحافظات الأخرى وذلك بالتنسيق مع المحافظين، مؤكداً أنّ الإجراءات وعند استكمال تعميم المشروع سوف تسهم إلى حدٍّ كبير في تخفيف الازدحام على المخابز، والحد من ظاهرة البائعين أمام الأفران، علماً أنه يتم وبشكل دوري التنسيق مع مديريات التجارة الداخلية وحماية المستهلك وعناصر الضابطة العدلية لضبط حالات الاتجار بمادة الخبز التمويني من البائعين أمام الأفران .
خطة تطوير
وكشف الرفاعي بأن لدى المؤسسة خطة تهدف إلى تحديث خطوط الإنتاج والسعي لتطويرها وفق الاعتمادات المتوافرة بما يسهم في تحسن جودة الرغيف من خلال القيام ببعض الإجراءات الفنية والتقنية على خطوط الإنتاج، إضافة لتعديل تصاميم بعض أجزاء الخط الإنتاجي وفصل خطوط الإنتاج عن صالات البيع بقواطع بيتونية أو معدنية لحصر الحرارة وكل ما من شأنه مواكبة التطور الفني والتقني المتعلق بتحسين جودة المنتج، وكذلك تخفيض تكاليف الإنتاج، مشيراً إلى أنّ المؤسسة تعمل أيضاً على إعادة تأهيل المخابز التي دمرت بفعل الإر*ه*اب، بالإضافة إلى تحديث خطوط الإنتاج بغية تحسين مواصفة الخبز المنتج، وحسب إحصاءات المؤسسة فإنه منذ عام 2017 وحتى تاريخه بلغ عدد المخابز المدمرة التي تمت إعادة تأهيلها ووضعها بالخدمة 26 مخبزاً، كما تم تحديث أكثر من 75 خط إنتاج في مختلف محافظات القطر، منوهاً بأنّ تكلفة خط الإنتاج الواحد أكثر من 400 مليون ليرة.
صعوبات العمل
مدير عام السورية للمخابز ذكر بأن المؤسسة تعاني صعوبات أهمها ارتفاع تكاليف قطع تبديل وأجور صيانة وزيوت وشحوم وغيرها بالإضافة إلى نقص العمالة خاصة في القطاع الإنتاجي والفني تحديداً، وتركز العمل في أغلب المخابز على مجموعات التوليد الكهربائية نتيجة ساعات التقنين المطبقة وهذا ما ينجم عنه أعطال متكررة في مجموعات التوليد في ضوء تشغيلها لساعات عمل طويلة يومياً واستهلاك إضافي من مادة المازوت .