‏بلينكن و «التكامل الإقليمي»!!

‏منذ بدأت «إسرائيل» حربها الابادية على غزة، بدأ وزير الخارجية الأمريكية زياراته إلى المنطقة، والتي بلغت ثماني زيارات مع زيارته الحالية، وتحت غطاء «السعي الأمريكي لوقف إطلاق النار» بينما يبحث بلينكن حقيقة في ترتيب المنطقة لما بعد الحرب على غزة ‏للوصول إلى «هندسة إقليمية»، توفر الأمن والسلامة لـ«إسرائيل»، أما البحث في طرق الوصول إلى هدن وتبادل الرهائن فالمكلف بها هو ويليام بيرنز أي المخابرات المركزية الأمريكية،. فما هي ملامح الهندسة الإقليمية التي يسعى بلينكن لإنجازها؟؟؟ وما هي الأسس التي اعتمدها؟؟.

‏شكل إعلان بايدن لمقترح «إسرائيل»، والذي شرحه في خطابه الاحتفالي التبشيري، الذي أطلقه من غرفة الطعام في البيت الأبيض، والذي اعتمده مجلس الأمن الدولي بالأمس، ‏شكل أساساً لما يمكن أن تكون عليه الهندسة الإقليمية التي تطمح أمريكا لتنفيذها في المنطقة العربية، وكان واضحاً في هذا الخطاب الأمريكي والمقترح من «إسرائيل»، أنه تجاوز وأغفل وبلع من غرفة الطعام «حل الدولتين»، ‏ما جعل الهندسة الإقليمية الأمريكية تسعى لتضييع حق الشعب الفلسطيني في دولة كاملة السيادة ضمن حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية، هذا التجاوز من غرفة الطعام إلى قرار مجلس الأمن، الذي ‏قرر إدخال الفلسطينيين في مسار تفاوض لا يوصل لشيء، طالما أن أمريكا تعلن وتمارس انحيازها لـ«إسرائيل» وحربها الإبادية المستمرة منذ بدأ الاحتلال العام 1948.
‏المندوب الروسي في مجلس الأمن في تعليق على قرار تبني مقترح بايدن من قبل مجلس الأمن، بيّن أن القرار لم يوضح الحل المطروح، وأنه ترك كل التفاصيل للتفاوض والوسطاء، وقال مندوب روسيا إن مشروع القرار يثير الأسئلة أكثر مما يقدم حلاً، ‏خاصة أنه لم يبلغنا أحد موافقة «إسرائيل» عليه، رغم أن الرئيس بايدن قال إنه اقتراح إسرائيلي، ولم تتأخر مندوبة «إسرائيل» في مجلس الأمن في تعقيبها على القرار، بالقول، «إن إسرائيل ستستمر بالحرب حتى تحقيق جميع أهدافها»، وهذا لا يعني أن «إسرائيل» لا تؤيد القرار فقط، ‏بل يعني أيضاً أنها مصرة على عدم قبولها بالقرار إلى أن كان يحقق أهدافها، فهل جاءت صيغة القرار لتحقيق هذه الأهداف الإسرائيلية، ربما هذا جعل أحد قادة الفلسطينيين يعتبر أن ما تقوم به أمريكا ما هو الا خدعة لتضييع الحق الفلسطيني بإقامة دولة فلسطينية.
‏مازالت واشنطن تتجاهل حقيقة أنه لا حل، ولا استقرار، ولا أمن, ولا سلام في المنطقة دون إعطاء الشعب العربي الفلسطيني حقوقه الوطنية الكاملة، وفي أساسها دولة كاملة السيادة متصلة الأرض، وعاصمتها القدس الشرقية، وأي هندسة إقليمية لن تنجح ولو سماها بلينكن «التكامل الإقليمي»، والذي لا يعني إلا تعويم «إسرائيل»، والتطبيع معها على حساب الحقوق الوطنية الفلسطينية، ويفرض على المنطقة ‏العربية خدمتها، وهذا ما لا يمكن أن يمر، وهو ما لا يمكن أن تقبل به الشعوب العربية هو ما يديم المقاومة، وهو بالتأكيد ما لا يمكن أن يحقق أي أمن ‏لـ«إسرائيل».
‏ ليس «التكامل الإقليمي»، أو التطبيع مع «إسرائيل» والخضوع للسياسات الأمريكية هو الحل، الحل الحقيقي لا يكون إلا في ‏الاعتراف بالحقوق الوطنية الكاملة للشعب الفلسطيني، وبالاعتراف والإقرار بسيادة وحقوق الدول العربية في منطقتهم.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار