في مؤتمرها الثاني.. جمعية حماية المستهلك تعمل على تجاوز “المونولوج الداخلي”
تشرين- يسرى ديب – حسام قره باش :
كما يحصل في كل الفعاليات يقلّ العدد كثيراً بعد مغادرة الوفد الحكومي عقب الافتتاح.
هو المؤتمر الثاني لجمعية حماية المستهلك، وكما لم نلمس فروقات في ميدان الأسعار والأسواق بعد المؤتمر الأول كذلك سيكون الحال بعد هذا المؤتمر، إذ إن المشاكل التي يعانيها الإنتاج والتسويق أكبر من قدرات الوزارة المختصة فكيف الحال بجمعية لا سلطة لها ولا سيف تضرب به.
النصيب الأكبر
بعد كلمة مختصرة لوزير الشؤون الاجتماعية والعمل محمد سيف الدين، استحوذ وزير التجارة الداخلية عمرو سالم على الحصة الأكبر من الوقت.
وقد يكون هذا طبيعياً حيث إن الرجل انسحب من خلف المنبر وما زالت الأيدي المرفوعة للمداخلات ، حيث كان الحديث أكثر من الوقت الذي أتيح لأصحابه الفرصة له.
وقد يكون هذا مبرراً فالحديث إلى أعلى سلطة في الوزارة خير من أن يظل أشبه بمناجاة بين حضور وجمعية يعرفون الواقع حق المعرفة ويعرفون الإمكانات أيضاً.
سندعم .. ونقدر
علا التصفيق عندما قال الوزير سالم إنه يجب دعم الجمعية ليكون دورها أكبر.
ولكن في الحقيقة قد يعرف معظم أعضاء جمعية حماية المستهلك القدامى منهم قبل القائمين على رأس عملهم أن هذه الوعود تموت بعد لحظة إطلاقها منذ تأسيس الجمعية والذي مضى عليه عدة عقود.
من اليوميات
حَفل برنامج المؤتمر الثاني لجمعية حماية المستهلك بالعديد من العناوين المهمة، ويمكن وصف المحاضرات بالقيمة، حيث تضمن جدول الأعمال 14 محاضرة حملت عناوين لافتة تدخل في صلب الحياة:
كعنوان ” جودة وسلامة الأمن الغذائي عند الطهي للدكتورة نور حاج مسعود من الهيئة العامة للتقانة الحيوية حيث تحدثت عن الطرق المثلى للتعامل مع ثلاثة أنواع من الطعام عند الطهي وهي غلي الحليب والبيض والقمح.
في حين تحدثت الدكتور هالة خالد من كلية الزراعة عن ” تأثير أواني الطهي في صحة الغذاء” لتستعرض كل نوع من أدوات المطبخ المستخدمة في الطبخ وأضرارها والشكل الأمثل للتعامل معها، حيث بينت أن الطناجر من نوع الألمنيوم هي الأسوأ للطبخ وكذلك النحاس إذا كان متعرضاً لأي نوع من الخدوش.
سلامة الطهي
أما الدكتورة جميلة الصمادي من أكاديمية تيشام فقد تحدثت عن الأغذية الوظيفية، وأهمية اعتماد بعض الأنواع من الطعام لأنها بمثابة العلاج وتوفر اقتصادياً على الصحة كالشوفان مثلاً الذي يتمتع بقيم غذائية عالية.
نقص الإنتاج
استعرض الدكتور أدهم شقير عضو في جمعية حماية المستهلك واقع الأمن الغذائي وأشار إلى أن انخفاض الإنتاج يشكل تحدياً كبيراً خلال المرحلة المقبلة، وبين أن حصة الفرد من البيض لا تكفي لأكثر من 107 أيام خلال العام، وأن هنالك 258 يوماً بلا حصة من البيض وقد سبقه تدنٍ في حصة اللحوم الحمراء ومن ثم البيضاء، وثم الحليب فالألبان والأجبان ولكل هذا أعراض خطيرة على الصحة مستقبلاً.
حضور قوي
حضرت وزارة الزراعة بأكثر من ممثل عنها حيث شارك مدير وقاية النبات في الوزارة الدكتور إياد محمد بمحاضرة أخذ عنوانها الكثير من الجدل خلال هذا المؤتمر وهو: “الأثر المتبقي للمبيدات”.
وبين محمد أنهم راسلوا دولة مصر من أجل شحنة التفاح التي تمت إعادتها وكان السبب هو الأثر المتبقي للمبيدات.
وأشار محمد إلى مشاكل الوزارة مع أنواع المبيدات المهربة، وبين أنهم سجلوا الشهر الماضي 20 ضبطاً بمبيدات مهربة. وأن وزارة الزراعة منعت 10 أنواع من المبيدات من الدخول منذ عشر سنوات.
وتحدث محمد عن مشكلة أخرى وهي طريقة التعامل مع المبيدات وضرورة الالتزام بزمن القطاف المحدد بعد الرش.
في حين تحدث مدير السياسات الزراعية في الوزارة رائد حمزة عن الأمن الغذائي واستعراض مشاكل الإنتاج بعد الحرب وتراجع الإنتاج، وأن التقديرات تشير إلى وجود 12 مليون شخص غير آمن غذائياً في سورية.
عناوين متنوعة
وفي الجلسة الثانية من المؤتمر تحدث مدير الدائرة الغذائية في هيئة المواصفات والمقاييس السورية نضال عدرا عن بطاقات البيان التغذوية وضرورة الالتزام بالتعريف بمحتويات كل مادة ومتابعة ما ينشر على العبوات.
ومن العناوين التي تمت مناقشتها أيضاً موضوع “سلامة الأغذية المشعة” من قبل رئيس قسم الإشعاع في هيئة الطاقة الذرية الدكتور محفوظ البشير، والأغذية المعدلة وراثياً للدكتورة شهيناز عباس رئيسة قسم التقانات الحيوية في الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية.
وغش منتجات الألبان للدكتور محمد الشهابي رئيس قسم تكنولوجيا الأغذية في الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية.
وتحدث أمين سر جمعية حماية المستهلك عبد الرزاق حبزة عن جودة الخبز، وطرح موضوع الرقابة على الأغذية للدكتور جهاد التل مسؤول شعبتي السموم والإضافات في وزارة التجارة الداخلية.