المفاضلة الجامعية

بعيداً عن سياسة الاستيعاب الجامعي التي تختلف وجهات النظر تجاهها، ما بين مؤيد ومعارض لها، ولكل مسوغاته التي يسوقها تجاه ذلك، فإن ما يشغل بال الطلبة والأهالي هذه الأيام المفاضلة الجامعية، التي تحدد مستقبل الطلبة. والتساؤل المكرر هل سترتفع معدلات القبول، أم تبقى على حالها مع ارتفاعات بسيطة، وهذا المرجح غالباً، خاصة مع تأكيد الوزارة، بعد انعقاد مجلسي التعليم العالي والتقاني، زيادة أعداد الطلاب في الكليات والمعاهد التي يحتاجها سوق العمل، وتأمين مقعد تعليم عام لكل طالب نجح في الثانوية.

أجزاء صغيرة من العلامة قد تنقل الطالب من فرع إلى آخر، وبالأخص في السنة التحضيرية للكليات الطبية، التي تتحكم بمصيرها حتى الآن علامة الثانوية العامة، من دون أي مراعاة أو وزن لما يقوم به الطالب من جهد وتعب خلال العام الدراسي من جهة، أو تعرضه لظرف صحي واجتماعي خلال تلك السنة من جهة ثانية، وعندها عليه الرضوخ للواقع الذي فرض عليه، لأنه كان خارجاً عن إرادته، أو يعيد السنة الدراسية لتحسين علاماته واختياره للاختصاص الذي يريده.

المفاضلة الجامعية هي مقياس في المحصلة، وفي هذا العام وافق مجلس التعليم العالي على اعتماد إجراء مفاضلة مركزية للقبول في الجامعات الخاصة للكليات الطبية للعام الدراسي 2022 / 2023 على أن يتم إعلانها بعد صدور نتائج مفاضلات القبول الجامعي في الجامعات الحكومية /عام وموازي ومنح جامعات خاصة / التي ستجرى معاً بموعد واحد، كما سيتم التسجيل في باقي الكليات وفق مفاضلة لاحقة، يحدد موعدها بعد المفاضلة المركزية، تجريها كل جامعة خاصة بإشراف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.

وهذا ما يستوجب العمل على تهيئة الظروف كلها في مراكز المفاضلات في جميع الكليات بالجامعات، وتأمين الكوادر الفنية والإدارية لمتابعتها،

والمستلزمات المطلوبة، لمنع الازدحام وتسيير المفاضلات وفق برنامج زمني مخطط لها، والاستعانة بكوادر الاتحاد الوطني لطلبة سورية لتحقيق ذلك بأيسر الطرق وأسهلها، التي تجعل الطالب يشعر بالراحة.

ويبقى الهاجس الدائم للطلبة هو تأمين فرص العمل للخريجين في القطاعين العام والخاص، وهو ما يتطلب التشبيك مع تلك الجهات لمعرفة احتياجاتها من سوق العمل، خاصة في ضوء وجود العديد من الخريجين الذين لم يجدوا فرصة منذ عدة سنوات للعمل، وعملوا في اختصاصات غير تلك التي درسوها في الجامعات.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار