باحثون يفسرون سبب رغبتنا في المزيد من الأشياء المادية

تشرين:

السعي وراء المال والسعادة والسلطة هو أمر متجذر في النفس البشرية، لكن ما الذي يدفعنا لطلب المزيد ؟!..

للإجابة عن هذه التساؤلات قام باحثون في قسم علم النفس بجامعة “برينستون” في نيوجيرسي الأمريكية بدراسة جديدة نشرت في مجلة “PLoS Computational Biology” استخدموا فيها نماذج الكمبيوتر لمحاولة شرح سبب رغبتنا المستمرة في المزيد والمزيد من الأشياء المادية.

وفي تجاربهم، ابتكر الباحثون عوامل محاكاة حاسوبية لتمثيل “أدمغة” بشرية حقيقية وكيف يفكر البشر، وعلموهم “التعلم المعزز”.

وقال معد الدراسة الرئيسي راشيت دوبي : استلهمت ورقتنا البحثية من النتائج المتعلقة بالسعادة البشرية، وخاصة ميلنا إلى الاستمرار في الرغبة في المزيد، وأردنا تقديم تفسير لهذا السلوك.

وقال دوبي: تركز طرق التعلم المعززة على تدريب وكيل (على سبيل المثال، روبوت) بحيث يتعلم الوكيل كيفية تعيين المواقف إلى الإجراءات (مثل تعلم كيفية لعب الشطرنج)، والمبدأ التوجيهي لهذه الأساليب هو أنها تدرب الوكلاء باستخدام المكافآت، حيث منحت بعض العقول مكافأة بسيطة، بينما حصل البعض الآخر على مكافأة إضافية عندما اتخذوا قرارات بناء على توقعات سابقة ومقارنة مكافآتهم مع الآخرين.

ووجد الباحثون أن المجموعة الأخيرة كانت أقل سعادة، لكنها تعلمت بشكل أسرع من المجموعة الأولى وتفوقت عليها في جميع الاختبارات التي أجروها، موضحين أن هذا يشير إلى أننا سنكون أقل سعادة كلما زادت مكافأتنا عند مقارنة أنفسنا بمعايير مختلفة.

 

وأضاف دوبي: تشير عمليات المحاكاة المعتمدة على الكمبيوتر إلى أن لها مزايا – إذا لم نكن راضين أبداً، فإننا مدفوعون باستمرار لإيجاد نتائج أفضل، ومع ذلك، فإن هذا أيضاً له عيوب – نحن باستمرار نقلل من قيمة ما لدينا بالفعل، والذي في الحالات القصوى، يمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب والإفراط في الاستهلاك.

واعترف دوبي أيضاً بمسألة مدى موثوقية أساليب الكمبيوتر هذه في رسم خريطة للسلوك البشري، مؤكداً أن نتائجنا تساعد في تفسير سبب تعرضنا للوقوع في شرك دائرة من الرغبات التي لا تنتهي، وقد تلقي الضوء على الأمراض النفسية مثل الاكتئاب والمادية والاستهلاك المفرط.

ووفقاً للخبراء، هناك ظاهرتان نفسيتان تعنيان أن أدمغتنا تسعى بلا هوادة إلى سلع مادية أولاً : “المقارنات النسبية”. وتعني الاهتمام بالفرق بين ما لدينا والمستوى المطلوب الذي نرغب في تحقيقه.

ثانياً: يعتمد ما يتطلبه الشعور بالسعادة على توقعاتنا السابقة، والتي تتغير بمرور الوقت، وعلى سبيل المثال، إذا تلقينا تجربة ممتعة بشكل خاص، فسنحكم على سعادتنا مقابل توقع الحصول على تجربة مماثلة مرة أخرى.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار