هل يحتاج ذوي الاحتياجات الخاصة لمراكز متخصصة للتخلص من الخجل الاجتماعي؟؟

دينا عبد

تلعب البيئة دوراً أساسيا في نوعية الحياة النفسية والاجتماعية التي يعيشها ذو الاحتياجات الخاصة فقد يكون للبيئة دورا ايجابيا داعماً لقدراتهم الأمر الذي يمكنهم من دخول مراكز متخصصة لمساعدتهم على الاستقلال والتكيف البناء؛ وبحسب د.غنى نجاتي g.n.fod@aspu.edu.sy أخصائية الصحة النفسية فأن البيئة الاجتماعية مع الأسف قد تلعب دوراً سلبياً تجعل ذوي الاحتياجات الخاصة غير متقبلين لأنفسهم وغير واثقين منها هذا يولد في نفوسهم انعكاساً لشعورهم بعدم تقبل أسرتهم لهم وشعورهم بالخجل والنفور من واقعهم الخاص
فليس سرا أن هناك وصمة خجل اجتماعي تتسلل لداخل الأنساق الأسرية الحاضنة لأصحاب الهمم؛ وتلعب العادات والتقاليد دوراً سلبياً في نقل مفاهيم ومعتقدات خاطئة من جيل إلى جيل وهي تطلق أحكاما شخصية فردية وغير علمية ليتم اعتمادها وتعميمها على جميع فئات أصحاب الهمم .
ولعل أبرز معتقد خاطىء واجهته خلال تعاملي مع أسر أصحاب الهمم هي أن بعض فئات مجتمعنا المحلي تنظر للمولود من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة على أنه عقوبة سماوية للأهل وأن إختلاف مولودهم عن باقي أقرانه هو وسيلة للانتقام من أسرتهم وإحراج تاريخهم العائلي وبالرغم من أن هذه المفاهيم القاسية تصدم من يقرأ هذا المقال الا انها منتشرة بنسبة كبيرة وبشكل صامت… ومن المعقدات المغلوطة التي يرددها بعض أفراد المجتمع أن جميع فئات أصحاب الهمم هي حتما قد أتت عن طريق الوراثة فقط وأن زواج وارتباط أي قريب منهم سيؤدي حتما لانتاج المزيد من فئات ذوي الاحتياجات الخاصة في المستقبل .
وطبعا تكون فئة المراهقين من ذوي الاحتياجات الخاصة هي الأكثر احتمالاً للتعرض لاضطرابات تكيفية نفسية ومعاناتهم في التعبير عن أنفسهم في المجتمع .
فتجد المراهق منهم يحلم باستقلاليته التامة ونجاحه الأكاديمي وبناء أسرة هادئة ليأتي الواقع الحالي ويصدمه بعدم توافر جميع الوسائل التقنية اللازمة أحيانا وبقلة المصادر الاقتصادية أيضا؛ هذا كله عدا عن بعض صغار العقول اللذين قد يصادفون أحدا من ذوي الاحتياجات الخاصة ويجده فرصة مناسبة للتنمر والنقد الجارح له ولأسرته.
ويأتي العلاج الأهم برأي الشخصي هو بتحرير عقولنا من جميع الأفكار النمطية الخاطئة التي تبرأ منها الطب والعلم وأن نتعلم جميعا سياسة تقبل الاخر وأن نربي أولادنا على مبدأ أن الاختلاف هو شيء طبيعي في الحياة وهذا الاختلاف له أوجه متعددة ويأتي معه شروط وظروف وامتيازات لكل إنسان….
وفي الختام أحب ان أسمي فئة ذوي الاحتياجات الخاصة بأصحاب الهمم لأنهم بالفعل رمز للطاقة الهائلة والهمة المتجددة وانا أفتخر بوجود العديد من أصدقائي من أصحاب الهمم وأعتبر وجودهم في حياتي نعمة وهدية من الله لأنهم مبدعين بدراستهم ومحترفين بعملهم ومجتمعنا بأمس الحاجة لوجودهم في سوق العمل لاستثمار طاقتهم الصافية والتعلم منهم الأمل والتسامح والإنسانية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا خلال اليوم الثانى من ورشة العمل.. سياسة الحكومة تجاه المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والرؤية المستقبلية مؤتمر "كوب 29" يعكس عدم التوازن في الأولويات العالمية.. 300 مليار دولار.. تعهدات بمواجهة تغير المناخ تقل عن مشتريات مستحضرات التجميل ميدان حاكم سيلزم «إسرائيل» بالتفاوض على قاعدة «لبنان هنا ليبقى».. بوريل في ‏بيروت بمهمة أوروبية أم إسرائيلية؟ إنجاز طبي مذهل.. عملية زرع رئتين بتقنية الروبوت مركز المصالحة الروسي يُقدم مساعدات طبيّة وصحيّة لمصلحة المركز الصحي في حطلة القوات الروسية تحسن تموضعها على عدة محاور.. وبيسكوف: المواجهة الحالية يثيرها الغرب