الموسيقي رامي درويش بـ”تقنيات الصوت الطبيعي في الفضاءات المعمارية السورية” يفوز بدعم وزارة التعليم
نضال بشارة:
فاز الموسيقي رامي درويش عضو الهيئة التعليمية في جامعة البعث (المشرف على الأعمال في كلية التربية الموسيقية) ببحثه “تقنيات الصوت الطبيعي في الفضاءات المعمارية التراثية السورية” بدعم (صندوق دعم البحث العلمي والتطوير التقاني) في وزارة التعليم العالي للعام 2021، وهو بحث من أصل ستة أبحاث فائزة بالدعم والتمويل على مستوى الجامعات السورية والوحيد من جامعة البعث.
وتجدر الإشارة إلى أن الدكتور بسام إبراهيم وزير التعليم العالي والبحث العلمي قد وقّع مع الباحثين السوريين الفائزين عقود المشاريع البحثية التي تم قبولها وفق الإعلان الثالث لصندوق دعم البحث العلمي والتطوير التقاني للباحثين لعام 2021 في إطار الخطة الوطنية للبحث العلمي المستندة إلى السياسة الوطنية للعلوم والتقانة والابتكار التي وضعتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
ترميم صوتي
الباحث رامي درويش عضو نقابة الفنانين وله مشاركات عدة في مؤتمرات موسيقية في أكثر من دولة عربية، وله أيضاً مقالات عدة نشرت في المجلات كالحياة الموسيقية ومجلة العربي الصغير وأسامة، وأكثر من كتاب مخطوط بانتظار الطباعة، أشار إلى أن البحث يهدف إلى تسليط الضوء وتوفير المعلومات النظرية المـُعَمَّقة حول تقنيات انتقال وتضخيم الصّوت الطبيعي في المنشآت المعمارية التراثية السورية القديمة (المسارح, قاعات الأوديون, المعابد القديمة, الجوامع والكنائس.. إلخ), وبيان مدى الأهمية الفاعلة التي أولاها المعماري السّوري لعنصر الصَّوت في تصميم وإنشاء تلك الفضاءات المعمارية التي تزخر سورية بالكثير منها ضمن مصادر تراثها الثقافي بشقيها الديني والدنيوي, إذ يقدم البحث إفادة علمية جديدة للمعماريين والموسيقيين الأكاديميين والباحثين والمهتمين بالتاريخ السوري والإنساني (أشخاصاً ومؤسسات) بخصوص إحدى التقنيات المعمارية الفريدة التي يندر التطرُّق لها في الدراسات والأبحاث (تقنية انتقال الصَّوت الطبيعي), وهو ما يُعطي هذا البحث أهمية مضافة نظراً لفرادة موضوعه الذي لم يتم التطرّق له من قبل, والاعتماد على نتائجه في وضع تصاميم الأبنية الحديثة في سورية التي تُصَنَّف وظيفياً كقاعات صوتية كالمسارح وقاعات الاجتماعات والقاعات الدرسية والجوامع والكنائس وصالات الخدمة العامّة.. إلخ, بهدف تحسين الحالة الصوتية والسمعية الطبيعية في هذه الفضاءات, إضافة إلى تقديم ما هو جديد في مجال إجراءات الترميم والصَّون للأبنية التراثية السورية القديمة.
أما ما الأسباب التي حفزت الباحث درويش لخوض مثل هذا البحث، وأسماء المواقع التي دُرِست، عنها فيقول لـ”تشرين”: إن أسباب إجراء الأبحاث عادة ما تنبع لدى الباحث من إحساسه بوجود إشكالية معرفية أو سؤال علمي ما, سواء بالوقت الراهن أو عبر التاريخ, وهو ما يُحَفّز الباحث لإجراء بحث علمي لحل هذه الإشكالية أو هذا السؤال, وهو ما حصل معي تماماً بما يخص بحثي, فنحن كموسيقين أكاديميين دائماً ما كنا نبحث عن سرّ التقنية الصوتية التي اتبعها الإغريق والرومان والشعوب الأخرى في العمارة التراثية القديمة كما في المسارح القديمة على سبيل المثال, خاصّة أن لدينا في سورية الكثير من هذه المسارح كمسرح بصرى ومسرح تدمر, وانطلاقاً من اهتمامي بالتراث عموماً, فقد تولدت لدي فكرة إجراء هذا البحث واختيار عنوانه.
ضوضاء أقلّ
وعن فوائد هذا البحث يوضّح درويش: لهذا البحث فوائد عملية مباشرة في وقتنا الراهن (وهو شرط أساسي في اختيار الأبحاث الفائزة بدعم صندوق دعم البحث العلمي والتطوير التقاني في وزارة التعليم العالي) إذ يتوَقَّع من النتائج تقديم معلومات وأفكار تساعد المختصين حالياً في وضع تصاميم حديثة أكثر جودة صوتية (كالمسارح وقاعات الاجتماعات والقاعات الدرسية والجوامع والكنائس وصالات الخدمة العامّة وكُل ما له علاقة بالصوت) وعلى سبيل المثال من خلال تقليل الضوضاء والصدى الحاصل في الصالات الكبيرة, وهو ما نلاحظه كثيراً في بعض القاعات التدريسية وغيرها.
كما يوضح درويش أن هذه التقنية التي درسها تعتمد في مضمونها على نقل الصوت بشدّة وجودة عالية من شخص واحد على المنصة إلى عدد من الأشخاص على المدرجات يُقَدَّر بالآلاف كما في مسرح بصرى الذي يتسع لأكثر من 15000 متفرج, وهي تقنية معمارية دقيقة جداً تتشابه كثيراً مع تقنية الصوت المستخدمة في تصميم الآلات الموسيقية الطبيعية (الخشبية) كالكمان والعود والقانون والبيانو.
ويبقى أن نرصد صدى الفوز لدى الباحث درويش فيقول: لقد شـَكَّلَ لي فوز بحثي بدعم صندوق دعم البحث العلمي 2021 فرصة كبيرة أسعدتني وزادتني تصميماً على متابعة هذا الطريق الطويل والصعب خاصة ضمن إشكالات الوقت الراهن.