استضافة ولكن
قبل أيام اختتمت منافسات بطولة غرب آسيا بكرة السلة للشباب، والتي استضافتها صالة الفيحاء الرياضية وفيها تأهل منتخبنا الوطني إلى نهائيات كأس آسيا التي ستقام في العاصمة الإيرانية طهران خلال شهر آب الجاري، وبصراحة جاء تأهل منتخبنا بصعوبة بالغة ولكن ما أريد التحدث عنه هو إعلان استضافتنا لهذه البطولة جاء عبر منصات إعلامية محدودة، وكأن هناك خجلاً كبيراً في الاستضافة أو تمريرها بالسر وغاب الخطاب تماماً عن المؤسسات الإعلامية من أجل التغطية، وكذلك لم يعقد قبل البطولة أي مؤتمر صحفي وكان الترويج غائباً عنها وهي تقام على أرضنا وبين جمهورنا.
وبات واضحاً أن الإعلام الوطني يعاني شيئين؛ الأول خارجي يتعلق بنظام التغطية ونقل المباريات، والثاني داخلي يتعلق بتجاهل ممنهج للعديد من الاتحادات الرياضية في التعاطي مع الإعلام الوطني ورغم ذلك البعض يصّر على طرح السؤال التالي: أين الإعلام الوطني ودوره في تغطية هذه البطولات؟
وفي كل الأحوال انتهت البطولة، ولكن الحديث عنها والملاحظات عليها لم تنتهِ ورغم ذلك مشكورة كل الجهود الإيجابية والفاعلة أثمرت عن استضافتنا للبطولة في خطوة مهمة وجديدة للعبة كرة السلة السورية على أرضها بعدما نجحت بكسر الحصار عام ٢٠١٩ ومن خلال استضافتنا آنذاك لبطولة غرب آسيا للناشئات في صالة الفيحاء، ولكن الاستضافة المناسبة لم تأتِ في التوقيت المناسب وفي ظل وضع صالاتنا في فصل الصيف وافتقادها للتكييف، فقد كان الأجدر اختيار إحدى بطولات غرب آسيا المقررة بعيداً عن شهري تموز وآب “اللهاب” كما فعلت الأردن باستضافتها بطولة غرب آسيا للناشئين في الجو المعتدل فيما نحن استضفناها في ذروة الحرارة الخانقة في صالاتنا التي كانت تتحول إلى حمام “ساونا” خلال المباريات وكان الجمهور يضطر لمغادرة الصالة أثناء أي مباراة من شدة الحرارة للتنفس خارج الصالة ومن ثم العودة لمتابعة المباراة.
تعودنا على صالاتنا التي تتحول إلى حمام ساونا رغم المحاولات بالمكيفات التي وضعت في أرض صالة الفيحاء لترطيب حكام الطاولة ومراقبي المباريات فيما كان البعض ينتظر بفارغ الصبر فترة التوقف أو بين الشوطين للخروج منها والتقاط الأنفاس وتنشيف العرق.
والسؤال المطروح الآن كيف صرفت مئات الملايين على إعادة صيانة صالة الفيحاء وفق المعايير الدولية ولم يتوفر فيها أدنى مقومات الخدمات؟