أمريكا تقتل الظواهري .. ترحيب واستنكار وتشكيك
تشرين
قوبل إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري بردود فعل تباينت بين الترحيب وأخرى منتقدة ومستنكرة، كما شكك كثيرون بالرواية الأميركية برمتها.
واعتبر محللون أن العملية تأتي ضمن مزاعم محاربة الإرهاب، وانتقدها آخرون مشيرين إلى أنها تأتي في ظل تراجع شعبية الرئيس ومن أجل إنقاذ موقف حزبه الديمقراطي قبل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، كما انتقد آخرون هذه البلطجة.
لكن كيف اعلنت القصة ؟
في خطاب تلفزيوني بثته القنوات الأمريكية مساء الإثنين، أعلن الرئيس بايدن مقتل الظواهري في غارة أمريكية بأفغانستان.
على الرغم من المكافأة الأمريكية البالغة 25 مليون دولار على رأسه، يبدو أن زعيم “القاعدة” أيمن الظواهري شعر بالراحة الكافية مع سيطرة طالبان على أفغانستان للانتقال إلى منزل في العاصمة الأفغانية كابول، حيث كان يظهر بانتظام في العراء على شرفته.
في حين أن الحكومة الأمريكية لم تتخلَ عن ملاحقتها لأحد مخططي هجمات 11 أيلول 2001 ووريث أسامة بن لادن.
وحسب الرئيس الأمريكي “بعد سنوات من تعقبه، أطلقت القوات المسلحة الأمريكية صاروخين من طراز “هيلفاير” من طائرة مسيرة تحلق فوق العاصمة الأفغانية، وضربت منزل الظواهري وقتلته”، حيث وصف المسؤولون الأمريكيون العملية بأنها مخططة بدقة مثل تلك التي قتلت بن لادن في مخبئه في باكستان في عام 2011.
ووفق وكالات ، لم يكن وجود زعيم الجماعة الإرهابية أمراً مفاجئاً، فمنذ استعادة حركة “طالبان” السيطرة على أفغانستان ، شعرت “القاعدة” بمزيد من الراحة ، كما يقول المحللون، لكن العثور على الظواهري كان لايزال صعباً.
وصرح مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية للصحفيين بأنه “منذ عدة سنوات، كانت الحكومة الأمريكية على علم بوجود شبكة – قيمنا- أنها تدعم الظواهري”، لكن في هذا العام فقط علمت المخابرات الأمريكية أن أسرته وزوجته وابنته وأطفالها قد انتقلوا إلى العاصمة الأفغانية.
وأضاف المسؤول: “تعرفنا على الظواهري في مناسبات متعددة ولفترات طويلة على الشرفة”، حيث تم تطوير خطة هجوم خلال شهري أيار وحزيران، إذ راقبت الولايات المتحدة باستمرار الإقامة متعددة الطوابق لفهم نمط حياة الأسرة.
وقاموا بدراسة بناء المنزل بهدف ضرب الظواهري كما وضع مسؤولو الدفاع والاستخبارات اللمسات الأخيرة على الخطة في حزيران، وتم تقديمها إلى بايدن في البيت الأبيض في الأول من تموز باستخدام نموذج مفصل للسكن، كما كان يحدث قبل غارة بن لادن.
وأردف المسؤول: “إن الظواهري قتل على الشرفة”، في حين يبدو أن الصواريخ لم تكن من طراز “هيلفاير” العادية، والتي كان من الممكن أن تدمر متفجراتها الشديدة المنزل.