عروض ذهبية وأفكار رائدة ضمن “فرصة” ملتقى الاستثمار الريادي الأول في سورية
بارعة جمعة:
فتح مجال لقراءة كافة الكتب للمكفوفين، وخلق جيل مفكر يواكب التطور العلمي بعيداً عن شاشات الأجهزة الذكية، حل إشكالية عدم توفر الطاقة الكهربائية بالأرياف، خفض كلف النقل، عناوينٌ عريضة تناولها ملتقى الاستثمار الريادي الأول في سورية، ضمن خطة التشبيك بين جهود الاتحاد الوطني لطلبة سورية وجمعية رواد الأعمال الشباب “سيا”، في مقر المعرض بقاعة “رضا سعيد” في جامعة دمشق.
نهضة فكرية
لمسألة تكاليف النقل أثرها الكبير على واقع الاقتصاد وتحديد الأسعار، من هنا انطلق رائدا الأعمال “مصطفى الياسين” و “نورس الإبراهيم” في التفكير باختراع تطبيق “زاجل” الذي حمل معه حلولاً سريعة تضمنت تتبع مسار الشحنة عن طريق التطبيق الذي استهدف الأفراد والشركات بآنٍ معاً.
ولأن عصر التكنولوجيا بات المنفذ الوحيد لعلاج كافة مشكلات الفرد، اتجه الريادي “جميل الحلاق” لإحداث مشروع لتحويل نشاطات المزارعين إلى العالم الرقمي، عن طريق إدخال بيانات محددة مع المشكلة لتقوم الخوارزمية تلقائياً باقتراح الحلول.
في حين يبقى لأزمة الكهرباء أثرها الأكبر في حياة الفرد لاعتماد غالبية الأنشطة عليها، ما دفع الريادي “أحمد البلدي” للتفكير بعربة متنقلة تولد الطاقة الشمسية، والتي بدورها ستعمل على توليد الطاقة بأحمال تناسب احتياجات المزارعين من جهة، وعلاج الانقطاعات الطويلة للكهرباء في الأرياف بصورة خاصة من جهة أخرى.
خطوة ريادية
ظاهرة حاولت خلق بيئة قادرة على رسم طريق النجاح لهذه الأفكار، وما نعيشه اليوم هو نتيجة النضوج لفكرة الملتقى الذي أخذ على عاتقه تحقيق ونشر ثقافة العمل الريادي، كما حرص الملتقى على اعتماد فكرة التدريب في مرحلة الاستعداد له حسب تأكيدات رئيسة الاتحاد الوطني لطلبة سورية “دارين سليمان”، كما أن لكلٍّ دوره من رعاة وشركاء وغيرهم من الجهات الأخرى.
وتكمن الأهمية الكبرى للملتقى في دوره المهم على تنمية أفكار المشاركين به، وتوعيتهم بحقوقهم، وتعلم ثقافة النضج في التعامل مع المحامين، وإكسابهم مهارات التفاوض، التي تشكل خطوة مهمة في عالم ريادة الأعمال، لاسيَّما في حال تم تلقى الريَّادي عروضاً متعددةً من قبل المستثمرين والشركات الكبرى.
وما يميِّز هذا الملتقى وجود مؤسسات ممولة لهذه المشاريع، والتي اتخذت خطوات تجاه دعمها وتنفيذها ليتم الاستفادة منها على أرض الواقع.
كما أن لصعوبات العمل في ظروف ما بعد الحرب، وتخطي صعوبات العمل، والبحث عن خطط بديلة، أثبتت بأنهم رياديُّون برأي رئيس جمعية السورية لروَّاد الأعمال (سيا) ” لؤي المنجد”، كما أن قدوم أغلب المشاريع من الأرياف وبأفكار خيالية جداً، والتي ترقى لمستوى براءات الاختراع، يُثبت قدرة شباب اليوم على المُضي قُدُماً بكافة الاتجاهات.
الفجوة التعليمية
سابقاً كان الشيء الوحيد الذي يُدرَّس في مجال الريَّادة ومنظومة الأعمال الحرة هو “شايلوك” تاجر البندقية، ومايتوجب علينا فعله اليوم هو طرح الأفكار والبعد عن النقد غير البنَّاء، برأي “المنجد”، وماقام به الملتقى هو نشر ثقافة الريَّادة التي من المفترض تطبيقها وفق تجارب عمليَّة، وإعادة النظر بدراسة البيئة والمجتمع والتي تتطلب دعم عائلات الريَّاديين بالدرجة الأولى على حد تعبيره.
كما أن الدعم بكافة أنواعه لم يعد بقدرة أحد، وبات موجهاً لجهات محددة، لذا عمل الاتحاد الوطني لطلبة سورية على تهيئة بيئة مساعدة للبيئة الجامعية تتناسب مع أفكار وتطلُّعات وطموحات شباب اليوم حسب تأكيد رئيسة الاتحاد “دارين سليمان”، كما يهدف الاتحاد منذ بداية عمله باستراتيجيته الجديدة لتعويض ما فات الشباب في سنوات الحرب والحد من تفكيرهم بالهجرة، والتركيز على منهجية التفكير بالعمل والخروج من نمطية العمل الوظيفي إلى التفكير بمشاريع رياديَّة خاصة وربحية، تحول الشاب من باحث عن عمل إلى صاحب فرصة عمل.