تعزيز التعاون بين الأشقاء
في توقيت ذي دلالة كبيرة جاءت زيارة السيد الرئيس بشار اﻷسد إلى دولة الإمارات العربية المتحدة واللقاءات الأخوية التي جمعت سيادته مع قيادة دولة الإمارات الشيخ محمد بن راشد، وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد.
لقد استأثرت الزيارة باهتمام لافت في التوقيت والمضمون والرسائل التي حملتها والتي تذهب كلها باتجاه تأكيد مسار جديد بدأ يتضح على ضوء مجريات الأوضاع الدولية وانعكاس ذلك على منطقتنا وساحاتها.
زيارة على غاية من الأهمية، وتأتي في إطار العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين.
لقد حفلت الزيارة بحفاوة لافتة وجرى تأكيد المواقف الثابتة للبلدين وخاصة ما أعلنه الأشقاء لجهة وقوفهم مع سورية وشعبها إلى أن يعم الأمن والسلام كافة أرجائها، وأن يسودها وعموم المنطقة الاستقرار والازدهار بما يعود على الجميع بالخير والنماء.
لقد شكلت الزيارة مناسبة لمراجعة وتقييم مسيرة العلاقات بين البلدين وآفاق توسيع دائرة التعاون الثنائي لاسيما على الصعيد الاقتصادي والاستثماري والتجاري، بما يرقى إلى مستوى تطلعات الشعبين الشقيقين.
لا يمكن النظر إلى هذه الزيارة إلا في إطار الحرص المشترك على مواصلة التشاور والتنسيق الأخوي حول مختلف القضايا وهذا ما أكده الشيخ محمد آل مكتوم، حيث جدد قوله إنّ سورية تُعَدّ ركيزةً أساسيةً من ركائز الأمن العربي، لذلك فإنَّ موقف الإمارات ثابتٌ في دعمها لوحدة أراضي سورية واستقرارها، مشدداً على ضرورة انسحاب كلّ القوات الأجنبية الموجودة بشكلٍ لا شرعي على الأراضي السورية، كما أعرب عن حرص دولة الإمارات على تعزيز التعاون مع سورية في المجالات التي تحقق تطلعات الشعبين الشقيقين.
موقف لا لبس فيه، كان عنواناً بارزاً للسياسة الإماراتية سبق أن أكده وزير خارجية الامارات خلال زيارته إلى دمشق قبل عدة أشهر .
موقف إماراتي يحتذى به كان لابد من مقابلته بالمثل، حيث جدد الرئيس الأسد تأكيد أن دولة الإمارات لها دورٌ كبير في قضايا المنطقة عبر سياسة متوازنة عرفت بها و تنتهجها تجاه القضايا الدولية.
العالم اليوم يمضي بشكل متسارع إلى تغيير بعد وقت ليس بقصير من عدم الاستقرار ،لذلك فإنّه ولحماية منطقتنا علينا الاستمرار بالتمسك بمبادئنا وبسيادة دولنا ومصالح شعوبنا فما هو قادم يحتم على الجميع قراءة الأحداث والنتائج جيداً فالعودة إلى الاتفاق النووي ستوفر بيئة إقليمية وبيئة دولية، مساعدتين لسورية ، كما سيكون لهذه العودة الغربية الى الاتفاق النووي انعكاس مباشر على اليمن .
بمعنى أن اللهيب الذي يضطرم في المنطقة سوف يخف ما يفسح المجال للعمل والإعمار خلال الأعوام المقبلة. وهذا يحتاج إلى تغيير جذري عميق وهادئ، كي يتناغم مع إيجابيات المحيط الإقليمي المتغير بالتدريج، وهذا رهن بوعي دولة المنطقة وإرادتهم لإعادة بناء ما هدمته الحرب بأيديهم، والتي يمكنها أيضاً أن تكون أداة عودة بلدانهم إلى الحياة من جديد، من خلال ردم الفجوة فيما بينهم.
باختصار لن يطول الوقت لظهور نتائج هذه الزيارة وكما كانت سورية ولا تزال تحظى بمكانةِ الأخوّة، سواء في قلب القيادة الاماراتية التي لم تدخر جهداً في استثمار علاقاتها الدبلوماسية المرموقة بين القوى للوقوف إلى جانب سورية ،فإن سورية تكن للإمارات كل التقدير على مواقفها وتحرص دائماً على تعزيز هذه العلاقات الأخوية بما يلبي تطلعات وطموح الشعب العربي في البلدين.