تجارب احترافية فاشلة
عندما يقترح المجلس المركزي للاتحاد الرياضي العام الذي عقد اجتماعه قبل أيام تشكيل لجنة لدراسة مقترح الاحتراف الجزئي بلعبتي الكرة الطائرة وكرة اليد، فهذا معناه أنه يعمل لإرجاع رياضتنا إلى الوراء بدلاً من العمل على تطويرها ودفعها إلى الأمام في ظل قانون احترافي شامل ومثالي يضمن الحقوق ويؤكد على الالتزام بالواجبات، فكيف يقنعنا المجلس المركزي باحتراف الكرة الطائرة وكرة اليد وهي شبه غائبة عن العديد من الأندية؟ ومعظم نشاط هاتين الرياضتين يتشكل في الأندية الريفية، وغائبة عن معظم أندية المدن؟
وكما هو معلوم فإن الاحتراف الرياضي بمعناه الحقيقي هو أن تكون الألعاب بخير في الأندية التي تعاني صعوبات جمة، سواء في تأمين الصالات، أو حتى الأدوات اللازمة للتطوير كتأمين الكرات واللباس والشباك المهمة للعبة الكرة الطائرة التي تعاني صعوبات لا تعد ولا تحصى، وما ينطبق على هاتين اللعبتين يكاد يندرج على بقية الألعاب الجماعية الأخرى ككرة الطاولة التي حتى الآن لا يوجد لها دوري، وكرة القدم التي تعاني من عدم فهم حقيقي للاحتراف في ظل النزف الحاصل للأموال المجمدة في الاتحاد الدولي لكرة القدم والصرف على منشآت رياضية تم ترميمها وإصلاحها رفع عتب من دون أن تصل إلى الحد الأدنى من الطموح، ومن يشاهد ملاعبنا التي تقام عليها مباريات الدوري سيتأكد من ذلك .
ولعل أغرب ما وصلت إليه قيادات الألعاب ما تفتق به رئيس اتحاد كرة السلة عن تجربته الجديدة لتطوير سلتنا باتجاه نحو إسبانيا وبالتحديد إلى ريال مدريد من أجل التعاقد معه لتطوير سلتنا التي أثبتت فشلها في العديد من الاستحقاقات. فلذلك وقبل أن تشكل لجان لمثل هذا نأمل من القيادة الرياضية إعداد دراسة متأنية وحضارية لقانون احتراف جديد يضمن الحقوق والواجبات، وباختصار شديد رياضتنا الاحترافية لم تعد تحتمل تجارب فاشلة، وتفادياً لتجارب كهذه ما على القيادة الرياضية إلا الاستفادة من التجربة الدانمركية التي طبقها الفنان عادل أمام في فيلمه الشهير لعل وعسى تصل إلى تطوير ألعابها.