«حطلة».. عينُ خدمات مجلس مدينة دير الزور عليها «رمدة»!

يشكو أهالي حطلة بريف دير الزور الشمالي من غياب الخدمات البلدية عن واقع المنطقة التي تتأرجح بين الحي حسب التوصيف الإداري وتتبع لمركز محافظة مدينة دير الزور، وبين طابعها الريفي الذي ما زالت تغلب عليه مساحات واسعة من الأراضي الزراعيّة غائبة بالمطلق عن عين التخديم من قبل مجلس المدينة.

شوارع مُتآكلة
رغم مرور 4 أعوام على تحريرها كما بقية قرى وبلدات ومدن محافظة دير الزور، إلا أن الحي أو القرية التي ناهز عدد سكانها 40 ألف نسمة قُبيل الأحداث وعاد منهم قرابة 30 ألفاً، لم تصلها يد التخديم البلدي بشكلها الأمثل، لتبقى مفاصل خدميّة فيها خارج حسابات عمل المجلس البلدي.
خلف حنادة الهلال (من سكان الحي) يقول لـ«تشرين»: «لا جديد قدّمه مجلس مدينة دير الزور لمنطقتنا خلاف الكثير من الجهات الخدميّة التي ساهمت في توسعة أعمالها، فأعادت محطات المياه الثلاث إلى عملها، كما هو حال التيار الكهربائي، وتأهيل المدارس، مروراً بالمركز الصحي ومجموعتي الري اللتين جرى تأهيلهما وتشغيل إحداهما، بينما الأخرى جار العمل عليها، في حين لا عمل يُذكر للمجلس المذكور، فالشوارع المُتآكلة على حالها، لا مُد فيها قميص إسفلتي ولا حتى (ترقيعات)، أما الصرف الصحي فالمُنفذ منه منذ سنوات ما قبل الأزمة لا يُغطي ربع مساحة الحي، وكل ما فعله المجلس هو تعزيل جزء من خط الصرف المُنفذ واستبدال مسافات أخرى، ناهيك بانعدام الإنارة الأمر الذي يُخلّفُ ظلاماً دامساً لمنطقة مُحاذية، بل على تماس مباشر مع مناطق سيطرة الاحتلال الأميركي وميليشياته».
ويتساءل أصحاب محال وبقاليات وفعاليات تجارية في الحي المذكور عن جدوى الضرائب التي يدفعونها كرسوم بلدية تصل إلى 12 ألف ليرة كل ربع سنة، فيما لا مُقابل خدمياً إزاءها؟

الهاتف والجسور
وطالب علي الزغير بتفعيل مركز الاتصالات وتشغيل الهاتف الأرضي وتزويده ببوابات إنترنت قائلاً: “المركز مبنى ومعداته جاهزة بالكامل، ويحتاج فقط إلى المبادرة من فرع الاتصالات لتشغيله، وما نتمناه أيضاً أن تُبادر شركتا الخليوي (سرياتيل، إم تي إن) بتأمين تغطية للاتصالات ورفدها بأبراج تُحقق هذا الهدف، فمعاناة الأهالي بهذا الأمر كبيرة، لاسيما طلبة الجامعات والمعاهد والشهادات ممن يتطلب وضعهم التعليمي التواصل لمعرفة أي مستجدات، ولا ننسى المعاناة الأكبر ألا وهي الجسر المدني الذي دمره العدوان الأميركي، فالعبّارات النهريّة حلٌ إسعافي ولا حل سوى بإعادة إعمار جسر حطلة الرابط بمركز المحافظة أو أن تستمر معاناة غياب الجسور ومخاطرها صحياً وتعليمياً واقتصادياً بالنسبة للمرضى والطلاب لمجمل الوضع المعيشي وما تُمثله الجسور عامةً من شريان حياة لكل مناطق المحافظة بكل ما للكلمة من معنى».

الخطط
رئيس مجلس مدينة دير الزور المهندس رائد منديل أكد لـ«تشرين» أنه جارٍ تنفيذ استبدال خطوط الصرف الصحي في الحارات الفرعيّة طولياً ولمسافة تصل إلى 800 متر، إضافة إلى تعزيل الشبكة الرئيسيّة المنفذة منذ سنوات ما قبل الأزمة وتنفذها حالياً منظمة الإسعاف الأولي، مشيراً إلى إمكانية تزفيت شوارع في حي حطلة بعد الانتهاء من البنى التحتيّة، وذلك في مراحل قادمة، معولاً على إنشاء الجسر البديل الذي تُنفذه الهندسة العسكريّة لتأمين إمكانية نقل الآليات الثقيلة لغرض كهذا، كما جرى تزويدها بعشرة أعمدة مُركبة عليها أجهزة إنارة بالطاقة الشمسيّة.
ولم تُفلح اتصالات مكتب «تشرين» في استيضاح رأي مدير الاتصالات المهندس رمضان الضللي مع أكثر من محاولة، لكننا علمنا من مصادر في المؤسسة عن نية لتزويد المركز ببطاريات لتشغيله، ليبقى الأمر على ذمة المصادر إلى حين رؤية الفعل على أرض الواقع!
يُذكر أن مخطط حطلة التنظيمي تصل مساحته لقرابة 850 هكتاراً، بينما مساحة أراضيها الزراعيّة المروية ستصل مع الانتهاء من تنفيذ مجموعة الري الشرقية فيها إلى 13 ألف دونم.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار