المؤونة الشّتوية كابوس يرهِق الأسر بعد أن تجاوزت تكلفتها الثّلاثة ملايين ليرة

طرطوس- نورما الشّيباني:

يُعدّ الاستعداد لشراء وتحضير مؤونة الشّتاء من عادات جميع الأُسَر السورية، وقد تراجعت مؤخراً حتى باتت تلامس حد الانقراض بسبب الظّروف الاقتصاديّة الخانقة وضعف القدرة الشّرائيّة للمواطن و توقيتها غير المناسب والذي يأتي مع التّحضير للمدارس ومتطلباتها الكبيرة.
قامت “تشرين” بجولة في أسواق طرطوس رصدت من خلالها أسعار مستلزمات المؤونة حيث سجّل باذنجان المكدوس في سوق الهال بين ٢_ و و٣ آلاف ليرة، ويصل في محال المفرق إلى ٦ آلاف ليرة بينما الفليفلة الخاصّة بالمكدوس والدّبس سعرها يصل من ٥٥٠٠ إلى ٨٠٠٠ ليرة حسب نوعها وخارج سوق الهال قد يصل سعرها من ٩ _١٠ آلاف ليرة في حين سجّل الجوز المقشور بين ١٤٠ إلى ١٨٠ ألف ليرة و الجوز بقشره وصل سعر الحبّة الواحدة إلى ٨٠٠ ل. س.
وقد سجّل كيلو الملوخيّة اليابسة سعر يصل من ٦٠ إلى ٧٠ ألف ليرة.
و البامية بين ١٦ و ٢٠ ألفاً , بينما سجّلت فواكه مؤونة المعقود الشّتوية ارتفاعاً كالتّفاح الّذي تجاوز ٩آلاف والعنب بين ٦ و١٠ آلاف.
التقت “تشرين” خلال الجولة عدداً من المواطنين حيث أكّدت أمّ محمّد أنها عزفت عن تجهيز المؤونة بعد أن قامت منذ حوالي الشّهر بترويجة مكدوس ١٥ كيلو باذنجان مع لوازمها لتكن التّكلفة الباهظة التي دفعتها والتي وصلت إلى ٤٥٠ ألف ليرة عائقاً ولاسيّما أنّ مؤونة الشّتاء لا تقتصر على المكدوس فقط، فهناك مادة الكشك التي كانت من ضمن أساسيّات المؤونة للأسرة والّتي بات تجهيزُها عصيّاً بسبب ارتفاع أسعار مستلزماتها وشحّ ذات اليد، فلقد وصل سعر كيلو البرغل الواحد بين ١١ و١٢ ألفاً وكيلو اللبن ٨ آلاف.
كما بيّنت سلمى حسين الّتي تعمل موظّفة أنها كانت تحضّر مؤونة الشّتاء من مكدوس و دبس فليفلة و دبس بندورة و كشك إضافةً إلى الّلبنة المدعبلة بالزيت و تقديد البامياء و الملوخيّة وصولاً إلى مونة الزّيت والزّيتون و مؤونة المربيّات بأنواعها لكن اليوم لم يعد بإمكانها تجهيز هذه المواد بسبب ضعف الدّخل مقابل الغلاء الفاحش، و تابعت سلمى: تجهيز المونة كان طقساً مميّزاً يُضفي سعادةً وبركةً على جميع أفراد الأسرة وعلى المحيط الاجتماعيّ، حيث كانت النّسوة يتنافسن في إعدادها و إتقانها والآن يتنافسن على الصّبر في ظلّ شحّ الجيوب.
بدوره أكد عضو لجنة تجّار سوق الهال نزار بشارة الّذي أوضح أن الأسعار عرض وطلب و أنه وبالرّغم من انخفاض الأسعار عن العام الفائت فإن المبيع قليل ويعود ذلك لقلّة الطّلب بسبب الأوضاع الاقتصاديّةِ الصّعبة وضعف الدّخل مقابل ارتفاع مستلزمات مواد المؤونة؛ وتابع بشارة أنّ المزارع من حقه أن يحصل على ربح تفوق تكلفة الإنتاج، وعندما لا يحصل هذا المزارع على مردود جيّد سيتّجه نحو الزّراعاتِ الاستوائيّةِ لأنّها أكثر مردوداً وأقلّ تكلفة.
وأكّد أيضاً أنّ ارتفاع سعر الثّوم سببه قلّة زراعته حيث كان العام الفائت معروضاً بسعرٍ قليلٍ ولم يتم تصديره ما أدّى لتلفه و خسارة المزارع.
ولفت بشارة إلى أنّ التّعامل في سوق الهال يتم وفق فواتيرٍ نظاميّةٍ و هناك تعاونٌ جيّدٌ بين مديريّة التّموين و لجنة تجّار سوق الهال.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار