هذه المرة «البصل»!
مجدداً كما – الحمضيات- كميات من محاصيل البصل التي مضى على تخزينها حدّ الوقت المطلوب، نراها ترمى كنفايات على قارعة الطريق في ريف حماة في السقيلبية والشراشير وغيرهما من المناطق، حسب صور تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي، لتتراكم خسائر الفلاح موسماً تلو الآخر وهي نتيجة طبيعية لعدم بيع الفلاح بأسعار دون حد التكاليف أي بـ«خسارة» ومن ثم تخزينها على أمل البيع بسعر أفضل.. لكن بعد تجاوز فترة التخزين يعود ويتكبد أجوراً إضافية كأجور النقل والعمال لرميها أو التخلص منها بأي طريقة كانت!
بالعودة إلى الفترة الماضية كانت الحمضيات هي إنتاج خاسر للفلاح، وهي خسارة تتكرر كل عام، كما أنه أمر اعتاد عليه الفلاحون ويؤخذ بالحسبان ولاسيما بالتزامن مع ضخ كميات كبيرة من فاكهة الموز، ليبدو الأمر كأنه لعبة بعض التجار والهدف تحقيق مصالح على حساب الفلاح الذي مُني بالخسائر عاماً بعد آخر، لكن مع تكرار المشهد في موسم البصل في الوقت الذي نشتريه من السوق بسعر مرتفع تجاوز (الألف ليرة للكيلو الواحد ) كما هي بقية الخضار بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج التي قصمت ظهر كل من يعمل بالزراعة، لكن في المقابل رمي موسم بأكمله يعني تعب أسر بأكملها لموسم علقت عليه آمالها سواء بتأمين مصاريف الدراسة لأبنائها أو حتى تأمين تكاليف الشتاء، ما يؤشر إلى أن السياسات الزراعية أو الصناعات الزراعية لدينا ما زالت قيد الدراسة أو شبه غائبة، وإلا ما معنى موسم نرميه كنفايات على الطريق أو آخر يباع علفاً للحيوانات؟!
ويبقى السؤال: ترى أين هي مديريات الزراعة أو الجهات التي لها دور في رسم سياسات زراعية لكل قرية أو أراض زراعية حول ما يناسبها من زراعات أو ما هي المحاصيل الأكثر احتياجاً مع تقديم ضمانات للفلاح للترويج لها وبيعها وفق الأسعار الرائجة . .؟
أيضاً أين هو دور الجهات المعنية في تسويق المحاصيل الزراعية وشرائها من الفلاح من دون وساطة التاجر، حتى لا تكون النتيجة التخلي عن الزراعة التي لم تعد تجدي نفعاً في ظل ارتفاع تكاليف الإنتاج، والأخطر تراجع أمننا الغذائي في ظرف نحن أحوج إليه لزراعة أي مساحات حتى لو كانت بضعة سنتيمترات؟!