الخضار تحلق في أسواق حلب …و (السورية للتجارة) تقرّ : تدخلنا محدود

فروقات طفيفة تكاد لا تذكر بين أسعار الخضار في أسواق المناطق التجارية والأسواق الشعبية، التي كان يلجأ إليها المواطنون عادة للحصول على احتياجاتهم بأسعار أقل، فالغلاء سيد الموقف في جميع أسواق حلب، وخاصة في الآونة الأخيرة بعد موجة الصقيع والبرد، على نحو تسبب في رفع أسعار الخضار إلى مستويات غير مقبولة ولاسيما أن أغلب هذه المنتجات المطروحة في الأسواق قادمة من الساحل كون الأراضي الزراعية في أرياف حلب، حسب تصريحات الجهات المعنية، لا تزرع هذه المنتجات حالياً.

خارج القدرة الشرائية
وفي جولة لـ(تشرين) على بعض أسواق مدينة حلب كسوق الشعبي في منطقة الرازي ومنطقة الجميلية التجارية، لاحظنا أن أغلب الباعة يضعون

التسعيرة وقلة آخرون يمتنعون عن وضعها مع وجود طلب قليل بسبب الارتفاع الكبير في أسعار الخضار، حيث تراوح مثلاً سعر كيلو البندورة بين ٢٣٠٠ -٢٨٠٠ ليرة، والباذنجان بين 3500 -3700، والكوسا بـ4000-4200 ليرة، والبطاطا بحدود 2500 ليرة،والفليفلة بـ٤٢٠٠ ليرة، في حين حافظت بعض الخضار الورقية على أسعارها كالسبانخ والبقدونس، لكن عموماً تبقى جميعها خارج قدرة المواطن الشرائية باعتبار أن (الطبخة) الواحدة باتت تكلف أكثر من 20 ألف ليرة في حال الاعتماد على الخضار من دون إضافة أي مواد أو سلع أخرى.

 

 

أسباب متعددة..والغلاء واحد.

وعن أسباب غلاء الخضار خلال هذه الفترة تواصلت (تشرين) مع مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بحلب أحمد السنكري، الذي بين أن كل صنف له خصوصيته ولا يمكن إرجاع غلاء جميع أنواع الخضار إلى عامل واحد فقط، مثلاً البطاطا هناك قلة في الكميات الواردة إلى سوق الهال ومعظمها من محافظة حماة وبعض المناطق في ريف حلب، علماً أن زيادة الإنتاج متعلقة بظهور العروة الربيعية في شهر أيار القادم، أما بالنسبة لمادة البندورة البلاستيكية فهي تستجر من منطقة الساحل حصراً كونها المحافظة المنتجة لهذه المادة، وبالتالي تسببت ارتفاع تكاليف التشغيل من (البذار-المبيدات الزراعية-المحروقات-أجور النقل-أجور اليد العاملة) في ارتفاع سعر مادة البندورة البلاستيكية بشكل عام وفي كل المحافظات، مع أن مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك سعّرت البندورة في نشرتها (٢٤٠٠) ل.س للمستهلك.

أما بالنسبة لمادة البقدونس، فأرجع سبب غلائها إلى موجة البرد الأخيرة التي أثرت في إنتاج هذه المادة بشكل مباشر مع التسبب في قلة الكميات الموردة إلى سوق الهال مع أن سعر ربطة البقدونس الرسمي في نشرة أسعار حلب (٢٠٠)ل.س للمستهلك، مشيراً إلى أن دوريات حماية المستهلك تقوم بشكل يومي بمراقبة أسعار النشرات الرسمية الصادرة عن مديرية التجارة الداخلية ومدى التزام الباعة بالسعر الرسمي المحدد بالنشرة وتنظيم الضبوط التموينية اللازمة بحق المخالفين، علماً أنه تم تنظيم 140 ضبطاً بحق بعض الباعة المخالفين فيما يتعلق بعدم الإعلان عن الأسعار وعدم إبراز الفواتير والبيع بسعر زائد.وفي السياق ذاته أرجع مدير التسعير في مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بحلب ممدوح ميسر غلاء أسعار الخضار إلى أن الفلاحين في مدينة حلب وريفها لا يزرعون هذه المنتجات في أراضيهم خلال هذه الفترة، وبالتالي أغلب الخضار المعروضة في أسواق حلب قادمة من الساحل، كونها المحافظات الوحيدة التي تزرع هذه

المنتجات في بيوت بلاستيكية، وبالتالي إنتاج هذه السلع يعد إنتاجاً موسمياً فقط، واضطر مزارعو الساحل، بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج بنسبة كبيرة، إلى بيع هذه المنتجات بأسعار مرتفعة لتعويض خسائرهم وخاصة بعد موجة البرد والصقيع والضرر الكبير الذي طال محصولهم مؤخراً، مشيراً إلى أن أسعار النشرة التموينية في حلب متقاربة مع أسعار النشرة التموينية في المدن الساحلية مع أن المفروض أن تكون أغلى كونه سيضاف إليها أجور النقل.

 

واعتبر ميسر أن قيام بعض الباعة برفع أسعارهم إلى حدود كبيرة كبيع مثلاً ربطة البقدونس بـ500 ليرة تعد جريمة توجب محاسبة من يبيع بهذا السعر بأقصى العقوبات، مشيراً إلى ضرورة قيام المواطنين بالشكوى إلى مديريات التموين من أجل محاسبة ومعاقبة أمثال هؤلاء الباعة المخالفين كون دوريات التموين غير قادرة على تغطية جميع المحال التجارية والباعة.

تدخل محدود
تحليق أسعار الخضار إلى مستويات جنونية لا يقدر على تحملها المواطنون ذوو الدخل المحدود، يفرض تدخلاً إيجابياً من قبل (السورية للتجارة) بغية خلق نوع من التوازن في السوق.. ولمعرفة ما تقوم به (السورية للتجارة) بحلب بهذا الخصوص تواصلنا مع مديرها طلال فاعور، الذي أكد وجود محاولات لكسر حدة غلاء هذه السلع عبر التدخل المباشر والشراء من المدن الساحلية التي تتوافر فيها هذه المنتجات،

وفعلاً تم استجرار 4-5 أطنان وطرحها حالياً في صالة الإكرامية، وبيعها بأسعار أقل من السوق بـ 150 – 20% ، مشيراً إلى الاستمرار في استجرار الخضار من الساحل علماً أن سيتم توريد قرابة 8 أطنان خلال الفترة القادمة إلى الصالات، مشيراً إلى أن التدخل في هذا المجال سيكون محدود بكميات معينة كونه لا يوجد سوى أربع صالات في حلب تبيع الخضار والفواكه على أن يتم التوسع لاحقاً وتأمين صالات إضافية لعرض هذه المنتجات.
وأشار في السياق ذاته إلى التواصل مع المعنيين في ريف دمشق لاستجرار تفاح نخب ثان وثالث، مع استمرار استجرار الحمضيات من الساحل كل يومين أو ثلاثة أيام حسب المتاح وحال الطرقات بسبب الأحوال الجوية لتصل الكميات المستجرة حتى الآن إلى 250 طناً.

ت- صهيب عمراية

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار