المدرسة السومرية .. أبجديةٌ وفنونٌ وبيوتٌ للمعلمين منذ 2500 سنة!
كان نشوء المدرسة السومرية «بيت الألواح – أي دوبا» في العراق نتيجة مباشرة لاختراع طريقة الكتابة المسمارية وتطورها، ذلك الاختراع الذي يعد أبرز ما ساهمت به بلاد سومر في تقدم الحضارة، وقد كشف عن أول وثائق مكتوبة في مدينة سومرية اسمها (أوروك)، وتتألف هذه الوثائق من أكثر من ألف لوح صغير من الطين المنقوش بالكتابة الصورية، أكثرها يحتوي على أجزاء مذكرات اقتصادية وإدارية، ولكن وجدت من بينها جملة ألواح تحوي جداول بكلمات دونت لغرض الدرس والتمرين، وهذا ما يشير إلى أن بعض الكتبة في زمن موغل في القدم نحو 3000 ق.م كانوا يفكرون بعقلية وطرق التعليم والتدريس.
وفي مدينة (شروباك) السومرية «موطن نوح السومري في الأساطير» وجد في التقنيات التي أجريت بين عامي 1902- 1903 على عدد كبير من الألواح التي كان يدرس فيها تلاميذ المدارس، ويرجع تاريخها إلى 2500 ق.س على وجه التقريب، ومهما كان الأمر فإن النصف الأخير من الألف الثالث ق.م، هو الوقت الذي بلغ فيه نظام «المدرسة السومرية» طور النضج والازدهار، فقد كشف في التقنيات عن عشرات الآلاف من الألواح الطينية من ذلك العهد، وليس هناك أدنى شك في أن مئات ألوف أخرى لا تزال مدفونة في باطن الأرض تنتظر المنقبين في المستقبل.
وقد أشارت الدراسات الأثرية إلى أن بلاد سومر علّمت البشرية أبجدية الحرف السومري فانتشرت العلوم السومرية في كل أنحاء العالم قبل 7 آلاف قبل الميلاد في كتابة الشعر، وكانت الشاعرة السومرية «أوركاجينا» أول من نظمت الشعر العمودي في بلاد وادي الرافدين، إضافة إلى كتابة فصول التاريخ السومري، وكان للعلوم في الرياضيات والطب والفلسفة مدارس خاصة، ومن أشهرها مدرسة (أوروك)، إضافة إلى الألعاب الرياضية (الزورخانة) فانتشرت مبادئ سومر في التربية والتعليم والفن، وخصص للأساتذة دور يسكنون فيها لغرض الحفاظ على راحتهم، وكانت تزور سومر بعثات من الحواضر المجاورة لانتهال العلم والمعرفة، وإلى جانب سومر نهضت (أور) بمعالمها الحضارية في وادي الرافدين.