أكد المدير الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان لؤي شبانة أن سورية يجب أن تبقى على سلم أولويات المانحين فالاحتياجات كبيرة والأزمة في البلاد لم تنته بعد.
وخلال مؤتمر صحفي اليوم في ختام زيارته لسورية أوضح شبانة أن سورية لم تخرج من دائرة الاحتياج رغم تحسن الأوضاع داعياً المانحين الذين قدموا بسخاء أن يزيدوا التمويل لأن الاحتياجات كبيرة.
وأوضح شبانة أن أعمال الصندوق في سورية تتوسع نظرا للتسهيلات التي تقدمها الحكومة في مجال الوصول للتجمعات السكانية المختلفة وافتتاح مكاتب له في أماكن متعددة من البلاد مبينا أن هناك تطورا إيجابيا من الناحية العملياتية ما سمح بالوصول إلى فئات أخرى من المحتاجين.
ولفت شبانة إلى أن الخدمات المقدمة من قبل الصندوق ازدادت هذا العام بنسبة 37 بالمئة عما كانت عليه عام 2019 إلا أن القلق مستمر بسبب ازدياد الحاجات على الأرض وازدياد مواقع انتشار المحتاجين لخدمات الصحة الإنجابية والجنسية ومناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي مشيرا إلى أهمية التوسع في طبيعة برامج الصندوق لتعزيز صمود المجتمعات التي تستضيف المهجرين.
وأعرب شبانة عن أمله بأن تتوصل الدولة السورية والجهات المانحة بأسرع وقت إلى تطوير وثيقة الإطار الاستراتيجي التي تنظم عمل الأمم المتحدة في سورية بهدف الوصول إلى كل الفئات المستهدفة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والسكانية والاغاثية.
وأوضح شبانة أن الاحتياجات على الأرض كثيرة وأكبر من حجم التمويل المتوفر مشددا على أهمية الوصول لحالة من التناغم في تقديم الخدمات ووضع الأولويات حتى تكون هناك كفاءة وفعالية في استخدام التمويل المتاح مبينا أنه مع نهاية العام الحالي سيكون الصندوق قد أنفق ما يقارب 45 مليون دولار في انشطته المختلفة وأن التقدير الأولي لاحتياجات الصندوق للعام القادم حوالي 60 مليون دولار يتوفر منها حتى الآن 10 ملايين دولار فقط.
واستعرض شبانة محطات زيارته لسورية حيث اطلع على سير البرامج التي يقدمها الصندوق وأجرى مباحثات تتعلق بتقوية الشراكات المحلية من اجل الوصول للمحتاجين عن طريق تحسين الخدمات وتخفيف المعاناة.
بدوره ممثل الصندوق في سورية إياد نصر أوضح انفتاح الصندوق على توسيع إطار حصوله على التمويل ليشمل القطاع الخاص والشركات الربحية التي ترغب في تقديم المساعدات للمحتاجين مستعرضا تجربة الصندوق مع إحدى الشركات التي كان لها دور أساسي في عملية الاستجابة للاحتياجات على الأرض بتقديمها في سورية 11 ألف مصباح يعمل بالطاقة الشمسية.
ولفت نصر إلى أن الصندوق يعكف منذ بداية الشهر الثامن على اعداد خطط العمل مع الشركاء قبل انتهاء السنوات التمويلية للمانحين وهو اجراء جديد ينتهجه الصندوق للانتهاء من الإجراءات اللازمة قبل نهاية العام الحالي بمحاولة الاستباقية للحصول على التمويل اللازم للبرامج وتلبية الاحتياجات.
يذكر أن صندوق الأمم المتحدة للسكان يعمل في سورية منذ العام 1971 ضمن أربعة مجالات تتعلق بالصحة الجنسية والانجابية والشباب والسكان والتنمية إضافة إلى مناهضة السلوكيات السلبية المتعلقة بالعنف المبني على النوع الاجتماعي.