وقفة احتجاجية في الحسكة تنديداً بجريمة الاحتلال التركي قطع المياه عن الأهالي

طالب أهالي الحسكة بالعمل على إيجاد حل مستدام لاستمرار ضخ المياه من محطة عللوك وعدم توقفها وذلك عن طريق تحييدها عن أي صراع عسكري أو سياسي.

كما طالب الأهالي في الرسالة التي قدموها لنائب رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سورية روب روين باللغتين العربية والإنكليزية أثناء الوقفة التي نظموها اليوم أمام مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة الحسكة احتجاجاً على استمرار المحتل التركي بقطع مياه الشرب عن مليون إنسان في منطقة الحسكة وضواحيها وناحية تل تمر وقراها بالسماح لعمال مؤسسة المياه بالدخول إلى المحطة وتشغيلها ، والعمل على إدانة جريمة قطع المياه التي يرتكبها المحتل التركي وأدواته والتي ترقى لجريمة حرب منتهكة في ذلك كل المواثيق الدولية والاتفاقات الخاصة بحقوق الإنسان.
ودعا الأهالي المنظمات الدولية والهيئات الأممية (وبشكل خاص اللجنة الدولية للصليب الأحمر) إلى العمل وبالسرعة الكلية مع المجتمع الدولي لوضع حد لمعاناة أهالي الحسكة وإيقاف الكارثة الإنسانية وتأمين مياه الشرب، مؤكدين أن هذه الجريمة النكراء اللاإنسانية تهدد حياة أكثر من مليون مواطن سوري موجودين في مدينة الحسكة وناحية تل تمر والريف الغربي، حيث لا مصدر مياه شرب لهم إلا ما يتم ضخه من محطة علوك.
وعلى هامش هذه الوقفة تحدث عدد من المشاركين فيها لـ”تشرين” فقال رئيس مجلس المحافظة أحمد عويد السعيد: إنّ أبناء محافظة الحسكة ينفذون اليوم هذه الوقفة الاحتجاجية للتعبير عن استنكارهم وإدانتهم جريمة الحرب الموصوفة التي لا يزال يقوم بها المحتل التركي ومليشياته والمتمثلة بإيقاف تشغيل محطة مياه عللوك في ريف مدينة رأس العين في محافظة الحسكة وللمرة الخامسة والعشرين على التوالي منذ تواجده اللاشرعي على أراضي المحافظة واستمرار انقطاع المياه الأخير لليوم الرابع والثلاثين حتى تاريخه.

وأكد الأمين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب المحامي الأستاذ عبد العزيز جاويش لـ”تشرين”: إن إقدام النظام التركي والجماعات المسلحة التابعة له على قطع مياه الشرب عن مليون إنسان لا يعتبر مخالفة واضحة وصريحة للقانون الدولي فحسب، بل هو جريمة موصوفة بحق الإنسانية، الأمر الذي يستوجب مساءلة هذا النظام ومحاسبته على ذلك بموجب القانون، مبيناً أنه استناداً إلى القانون الدولي يتوجب على الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التابعة لها العمل على منع المحتل التركي من انتهاك الحق في الماء للأفراد والمجتمعات في بلدان أخرى كسورية ومنها محافظة الحسكة، وإلزام هذا النظام المحتل باحترام هذا الحق من خلال الوسائل القانونية والسياسية، وفقاً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي الواجب التطبيق.
وبَـيّـن مفتي الحسكة فضيلة الشيخ الدكتور عبد الحميد الكندح أن المياه نعمة عظيمة من نعم الله عز وجل التي لا يستغني عنها أحد، وهي أساس الحياة، قال الله عز وجل في الآية 30 من سورة الأنبياء: (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ)، وفي الإسلام الحنيف لا يجوز لأحد أن يمنع غيره من الماء، لأن منع الماء عن الناس والعبوسة في وجوههم مناف للأمر بالإحسان إلى الناس والسعي في قضاء حوائجهم ومساعدتهم على طاعة الله تعالى ومراعاة حقوق الجار. وتساءل: أين نظام أردوغان ومرتزقته مما يسمى “الجيش الحر” التابع لتنظيم “الإخوان المسلمين” من الإسلام؟ وذلك لأن ما يقومون به من أفعال إجرامية إرهابية بحق الناس لا يمت للإسلام بصلة، والإسلام منهم ومن أفعالهم الخسيسة براء.
وقال نيافة المطران مار موريس عمسيح مطران الجزيرة والفرات للسريان الأرثوذكس: إن تعمد النظام التركي محاربة أبناء الشعب السوري في أبسط مقومات الحياة ومنع تدفق مياه الشرب لمليون إنسان مدني أعزل في ظل الظروف المناخية القاسية وانتشار مرض كوفيد 19 (كورونا ) يهدد حياة المواطنين بشكل مباشر كما أدى إلى ظهور وانتشار بعض الأمراض المعوية والجلدية نتيجة استخدام مياه الآبار السطحية للشرب والاستعمالات الأخرى ناهيك عن المعاناة الكبيرة التي أرهقت كاهل الأهالي لتأمين مياه الشرب بشكل يومي.

وأوضح نيافة المطران مار أفرام أثنيل راعي أبرشية كنيسة المشرق للطائفة الآشورية الكريمة أنه إدراكاً من المجتمع الدولي أن الماء عصب الحياة، ولا غنى عنه للحفاظ على الصحة والحياة الكريمة للإنسان، نصت العديد من المعاهدات والمواثيق الدولية صراحة على ضرورة حصول السكان على مياه الشرب المأمونة وخدمات الصرف الصحي ضمن إطار يقوم على حقوق الإنسان، ومن هذه الاتفاقيات اتفاقية حقوق الطفل، واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، واتفاقية حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، وغيرها من الاتفاقيات.
لهذا يطالب أهالي محافظة الحسكة المنظمات الدولية والهيئات الأممية ومنها (بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر العاملة في المحافظة) بالتدخل الفوري للقيام بمسؤولياتها الإنسانية والأخلاقية أمام هذه الجريمة.
وأكدت عضو المكتب التنفيذي لمجلس المحافظة نبراس لحدو أن النظام التركي العثماني الجديد يضرب بإقدامه على قطع مياه الشرب عن سكان الحسكة بالمعاهدات والمواثيق الدولية، التي تضمن حصول جميع السكان على المياه النقية الصالحة للشرب وخدمات الصرف الصحي على قدم المساواة عرض الحائط، الأمر الذي يهدد حياة هؤلاء السكان ويعرضها للخطر، وهو ما يفرض على الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المنضوية تحت لوائها أن تقوم بالواجب الملقى على عاتقها بموجب القانون الدولي أولاً والقانون الإنساني ثانياً وتتحرك لمنع هذه الجريمة الموصوفة بكل ما تعنيه هذه الكلمة معنى، والمتمثلة بتعطيش مليون مدني أعزل غالبيتهم من النساء والأطفال والشيوخ والعمل على محاسبة مرتكبها.
من جانبه وعد نائب رئيس بعثة اللجنة الدولة للصليب الأحمر في سورية بنقل رسالة أبناء محافظة الحسكة إلى المقر الرئيسي للجنة في جنيف من أجل التواصل مع المنظمات الدولية والأمم المتحدة بخصوص قيام النظام التركي بقطع مياه الشرب عن سكان الحسكة وتل تمر، مشدداً على أن اللجنة ستبذل أقصى الجهود لمعالجة هذه المشكلة ووضع حد لمعاناة سكان المحافظة من جراء قطع مياه الشرب عنهم بأسرع وقت ممكن.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار