أكد وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد أن تقارير منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية بشأن سورية مسيسة خدمة لمصالح الغرب لافتاً إلى أن مواصلة الولايات المتحدة والدول الغربية ضغوطاتها في هذه المرحلة مرتبط بشكل أساس بالاستحقاقات الدستورية المقبلة.
وفي حوار مع قناة «الإخبارية» السورية مساء اليوم شدد المقداد على فشل الغرب في مخططاته كما فشل في ضغوطاته العسكرية والإرهابية خلال السنوات السابقة لافتاً إلى أن الشعب السوري قرر أن يعيش بكرامة وعزة وأن يحكم نفسه بنفسه وألا يستجيب لتلك الضغوطات.
وأوضح الوزير المقداد أن فرنسا تقود الآن معسكر العداء ضد سورية بطريقة جنونية ومبنية على الأكاذيب والتضليل وأن منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية تعمدت إصدار تقريرها في هذا التوقيت للمضي فيما يسمى «محاسبة سورية».
وقال وزير الخارجية والمغتربين إن تقارير منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية تثبت أن خبراءها ليسوا نزيهين ولا حياديين ولا مهنيين ولا علميين وموقفنا في سورية كان ولايزال قويا لأننا نستند إلى الحقائق، مؤكداً أن علماء المنظمة مستأجرون ويخافون على وظائفهم مشيراً إلى أن خوسيه البستاني وهو الرئيس الأول لمنظمة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية تبرأ في تقرير له من كل ما قام به من أجل إنشاء هذه المنظمة.
وبين الوزير المقداد أن هناك خبراء بريطانيين وأمريكيين وأستراليين وفرنسيين ونيوزيلنديين يؤكدون في كل يوم في مقالات على أن ما تقوم به المنظمة ليس صحيحاً وهو مسيس ولا يعكس حقيقة ما يجري في سورية موضحاً أن تعاون الحكومة السورية مع المنظمة يعتمد عليها وعلى ابتعادها عن التسييس.
وأكد الوزير المقداد أن سورية تخلصت من برنامجها الكيميائي عام 2014 وسلمت المواد الكيميائية لمنظمة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية ليعرف العالم كله أنها قامت بتسليم ما تمتلكه من مواد كيميائية للمنظمة ولم يتبق لديها أي شيء وهي لا تؤمن لا أخلاقياً ولا علمياً باستخدام أسلحة الدمار الشامل.
ولفت وزير الخارجية والمغتربين إلى أن سيغريد كاغ رئيسة البعثة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة قدمت تقريرها النهائي إلى مجلس الأمن بتدمير سورية لبرنامجها الكيميائي ولو لم تكن متأكدة لما قدمته موضحاً أن المنظمة هي فنية يجب ألا تتعامل مع الدول إلا من خلال الوقائع والبراهين.
وأشار الوزير المقداد إلى أن كل التحقيقات التي جرت وخاصة في حادثة «سراقب» مؤخراً لم تتم على أرض الواقع بل تم الاعتماد فيها على ما يسمى «مصادر مفتوحة» ما يعني أن أي «إرهابي» يكتب تعليقا على الإنترنت يصبح وثيقة، متسائلاً.. أن الكذبة الكبرى هي أن هذه الحادثة حصلت منذ فترة طويلة فلماذا لم يأت تقرير منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية إلا قبل خمسة أيام من مؤتمرها لافتاً إلى أن المنظمة خرجت عن حياديتها ومهامها بشكل كامل.
وبين الوزير المقداد أن هناك دولا كثيرة وفي مقدمتها الصين وروسيا قامتا بالاحتجاج على تسييس عمل المنظمة لأن «البراهين» التي تقدمها خرجت عن الاتفاقية وأنشأت هيئات من خارج الاتفاقية بهدف تلبية مخططات الدول الغربية ووضع هذا العالم تحت تصرف الدول الغربية للتحكم بها كيفما تشاء حيث بات يمكن للمنظمة أن تتهم أي بلد وتضغط عليه عبر استخدام السلاح الكيميائي من قبل «تنظيمات إرهابية» ثم اتهام حكومات تلك البلدان إذا كانت تمانع السياسات الأمريكية.
وأكد الوزير المقداد أن سورية تعاونت مع منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية منذ عام 2013 وحتى هذه اللحظة لكن إصرار قيادة المنظمة على تأجيرها للغرب وتسييسها لخدمة المصالح الغربية سيدعونا لإعادة التفكير بالتعاون معها.
ولفت وزير الخارجية والمغتربين إلى أن هناك عدداً كبيراً من الدول تؤمن بموقف سورية وتقف إلى جانبها وأصبحت تشكو من تسييس منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية وقامت بتوجيه رسائل إلى وزراء خارجية دول العالم بما في ذلك الكثير من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي وسينضم إلينا حلفاء آخرون قريباً.
«سانا»