من أنت أيها الشاعر؟
إليكم قصيدتي .. الذئب في قصص الكبار للصغار /ذئب يكون دائماً/ وراء أحجار / وراء أسفار/ وراء أشجار /وراء بستان من الأزهار /ويهجم الذئب /في قصص الكبار/ ليأكل الصغار / وذهب الكبار/ وأقبل الصغار /وذهب الصغار/ ويوم لم يعد /يأكلني الذئب لكي أنام /بكيت عشرين سنة / ومت من شوقي إليك /يا ذئب. ./من شوقي إليك !
أتأمل في شعره من أنت أيها الشاعر؟ فيجيب أنا لم أكن شجرة على قارعة الطريق لرسم ظلالي بنفسي على الأرض بل دخلت الغابة الشعرية عن طريق عاصفة خاطفة لكون الشجرة تأخذ من بقية النباتات الظلال والطبائع وأصوات أغاني الريح ..
قولوا هذا موعدي وامنحوني الوقت/ سوف يكون للجميع وقت فاصبروا. اصبروا علي لأجمع نثري/ زيارتكم عاجلة وسفري طويل/ نظركم خاطف وورقي مبعثر/ محبتكم صيف وحبي الأرض/ من أخبر فيدلني ناسياً إلى من أصرخ فيعطيني المحيط؟
كيف كنت أيها الشاعر؟ يقول : كنت جزءاً من حركة الأقيانوس المتداخلة مابين مياه الذات ومياه اللغة وطالما سعيت لإدخال القصيدة إلى المجرى الزمني المفتوح وربما نجحت إلى حد ما ..
هل غنيت شعرك ؟ يبين : لقد أدخلت صوت فيروز إلى شعري ليكون بمنزلة الجذر التكعيبي لكل حرف يتحرك في عموم النص حتى إنني تأكدت أن شعري ليس إلا ترديداً لذلك الصوت المنبعث من خلايا البلور أو الياقوت ..
ماهو طقسك عند الكتابة؟ يبتسم : كنت لا أمارس الكتابة كما يحدث عند الآخرين بل كنت أقفز و«أنط » وألعب السيرك على خيوط الكلمات، فالقصيدة التي كنت أنتجها لم تأتِ من القاموس فحسب بل من حركة الدم في الجسد ..
من هو الشاعر ؟ يوضح : الشاعر سفينة نفسه كما اعتقد وعندما رفضت الصعود إلى ظهر السفينة فذلك تعبير مني أن الشعر كائن استثنائي واحد ووحيد، كل كلمة عندي بمنزلة قميص يمكن الارتواء من عطره بالضد من الحرمان، وكل كلمة عندي بمنزلة منطاد يمكن الطيران به إلى أعلى نقطة من العدم .
شكراً لك أيها الشاعر ..شكراً .. أنسي الحاج .