فنانو باريوتا .. من الـ«أنا» إلى الآخر المتفرّج

يُجمع فنانو «باريوتا» على أن الـ«الأنا» المنتقاة كعنوان لمعرضهم الثاني المستمر حالياً في فندق جوليا دومنا، تتجاوز ذواتهم إلى المتفرّجين، فهي ليست الفردانية بقدر ما يُفترض أن يلتقي عندها الفنان والمتلقي، يجمعهما اللون أو الخط أو الفكرة، وأي حوار تستطيع اللوحة أن تجعلهما طرفين فيه, «باريوتا» التي تعني في الآرامية الخلق والإبداع.
تقول التشكيلية نهى جبارة لـ«تشرين» حاولنا أن تجمع الـ«أنا» بين الفنان والمتلقي الذي نظن أنه سيجد أناه في جنبات اللوحات, من هنا اختارت لهذا العنوان ثلاثة أعمال، يعكس اثنان منهما حالة التخبط التي يعيشها إنسان اليوم.
تضيف جبارة: النور في داخل كلٍ منا، لذلك اخترت الألوان القاتمة، كثبات وأصل، يمكن الصعود إلى النور من خلالها، والذي يكشف بدوره كثيراً من التفاصيل, في العمل الثالث، رسمت جبارة والدتها، لكونها كما تشرح هي «أنا»، ساهمت بتشكيل شخصيتها بشكل كبير.
بدوره يرى الفنان عمار الشوا أن الـ«أنا» حصيلة قراءات وتجارب، يقول: أنا اليوم في الزمن والتجربة، لاحقاً سأصبح أحداً آخر، لأن الـ«أنا» تختلف مع تطور التجربة والمخزون المعرفي، وكلما كان الفنان قادراً على إبراز خصوصيته في لوحته وتفكيره، سيكون له أسلوبه وهويته للتواصل مع الآخرين، حتى إن أحد أجمل تعاريف الفن أنه «وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي»، من هنا اختار الشوا عملين للمعرض متكئاً على اللون البنفسجي الذي يستمتع بالاشتغال عليه وتوظيفه.
الفنان جمعة نزهان، كتب على صفحته الشخصية في «فيسبوك» داعياً إلى حضور المعرض «نلتقي لنحيي الأرض بعد موتها», يقول: نحن نبحث عن الـ«أنا» التي تمس الجميع, وتبعث فيهم شيئاً من الارتباط بموضوع اللوحة، سواء كان إنساناً أم موضوعاً يبث السرور أو الحزن، أحياناً تعطي اللوحة طاقة ما للناظر إليها، لذلك فالعنوان قادر على شد الانتباه والبحث فيما وراءه أيضاً, يشارك نزهان بعملين يصوّر فيهما جماليات المرأة.
أما الفنان غسان عكل، فيؤكد أن الـ«أنا» في المعرض مشتركة، ولا تعترف بالأنانية التي تلتصق بها معظم الوقت كالخصوصية تماماً، يسهل ادعاؤها بعكس امتلاكها فعلاً, وعلى ذلك اختار عملين هما الأقرب له، في الأول يحتفي بالحكواتي المتجدد والمتبدل مع الحياة، ميّزه بشاربين طويلين وسبحة حمراء، وفي الثاني رسم شخصية مومس، حاول إبراز جانب مختلف عن المعتاد في النظرة العامة لها، فهي تتأمل الطير والزهر كغيرها من البشر، تبكي وتضحك وتتأمل.
شارك في المعرض أيضاً الفنانون: إسماعيل نصرة، بشير بدوي، جان حنا، فارتكيس بارسوميان، شادية دعبول، نعمت بدوي، نور الزيلع.

تصوير: صالح علوان

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
الضفة الغربية تُعيد الصراع إلى جذوره.. تصدٍّ للاحتلال وتصعيد في العمل المقاوم.. الكيان أمام تحدٍّ خطر والكوارث تتفاقم أسعارها أخرجتها من قائمة المأكولات الشعبية.. المعجنات تسجل ارتفاعاً جديداً بحجة أسعار المواد الأولية تجفيف الخضار.. خيار ربّة المنزل لمؤونة الشتاء في ظل الانقطاع الطويل للكهرباء اليوم بدء صرف المستحقات المالية للمزارعين المتضررين في طرطوس ضمن إجراءات تحويله إلى مشفى.. «صحة الحسكة» تستعد للبدء بإعادة تأهيل الطابق الثالث في المركز الطبي بالمدينة «ورطة» الهدية في المناسبات.. أشخاص يقاطعون أقاربهم لعدم قدرتهم على أدائها وآخرون جابهوا واستمروا في علاقاتهم الغرفة الفتية الدولية تطلق بازار «حرفة وفنّ» في جبلة لتوفير دعم مستدام للشباب ألف مكتب سياحي رُخِص له خلال الأزمة لم يستطع تنظيم رحلة داخلية واحدة لدمشق من أساسيات المؤونة لفصل الشتاء.. "تين الهبول" حلوى تراثية شعبية ومورد رزق للكثير من العائلات في القرى الجبلية عائداتها الاقتصادية مغرية... "الاستوائية" بمواجهة السيادة الغذائية ما لم تقترن بالدراسة الممنهجة لأجواء الزراعة المحلية