باب مفتوح للفساد
مشهد الازدحام الشديد يتكرر في كراجات جبلة واللاذقية وبقية المناطق يومياً، وكذلك مظاهر التدفيش والركض خلف السرافيس وباصات النقل الداخلي والكثير من التفاصيل المخجلة والمتخلفة التي تحدث نتيجة التدافع و التي تؤدي أحياناً لوقوع بعض كبار السن والنساء على الأرض، و تترافق مع المزيد من الصراح والمشاحنات والشتائم اليومية بين السائقين والركاب وبين الركاب أنفسهم والتي تصل أحياناً إلى الضرب.
الكثيرون يقضون ساعات طويلة في رحلة وسائل النقل “الصباحية والمسائية” للوصول إلى منازلهم، كما يضطر البعض للخروج باكراً قبل صياح الديك ليحظوا بالنصر المكلل بالحصول على مقعد في السرافيس علماً أن الناس يحشرون كالمكدوس أربعاً أو خمساً في مقعد بالكاد يتسع لثلاثة أشخاص.
هذا المشهد يتكرر يومياً في ظل تفاقم أزمة النقل، وفي ظل الحلول القاصرة التي تضعها الجهات المعنية بموضوع النقل،وستظل المشكلة قائمة ما دامت لا توجد حلول جذرية، فمن المعيب حقاً أن تعترف الجهات المسؤولة بأن سبب أزمة النقل هو انشغال السرافيس بنقل عمال قطاف الزيتون مثلاً، أو بسبب عدم التزام أصحاب السرافيس بالوصول إلى آخر الخطوط، وأن البعض يقوم ببيع مخصصاته من المازوت دون أن يعمل.
إذا كنتم تعرفون المشكلة إذا فالحل بأيديكم، فإذا عُرف السبب بطل العجب !!
بالطبع عندما يحقق السائق مبالغ كبيرة من بيع مخصصاته وهو مرتاح وجالس في بيته دون عناء الإصلاحات وتبديل الزيت والدواليب والمخالفات وغيرها، فإنه سيحاول بشتى الوسائل التهرب من العمل، فوجود سعرين لمادة المازوت سيظل باباً مفتوحاً للفساد والتهرب.
كان لزيارة محافظ اللاذقية إلى كراج جبلة واستبدال القائمين والمسؤولين عن عمل الكراج أثر جيد ،لكن هذه الزيارة والحلول ستبقى آنية وارتجالية، فهل سيتمكن المحافظ من زيارة الكراج بشكل يومي.
إذاً يجب أن تكون هناك آلية عمل إلكترونية تضمن مراقبة التزام السائقين في الوصول إلى آخر الخطوط المخصصة لهم ومتابعة عملهم، فوجود العنصر البشري في عملية المراقبة يعني أن هناك احتمالاً كبيراً للخلل والفساد.
تم اتخاذ بعض الإجراءات كتخصيص رحلات للقطار بين اللاذقية وجبلة وزيادة باصات النقل الداخلي وفتح منفذ للقطار بجانب جامعة تشرين وغيرها، هذا جيد لكن لن يحل المشكلة إلا بشكل جزئي، إلا أن مشكلة النقل في محافظة اللاذقية بحاجة إلى منظومة مراقبة صارمة لعمل كافة وسائل النقل لأن المعاناة موجودة في عموم خطوط النقل في المحافظة، فهناك بعض المناطق الريفية يعاني أهلها الأمرين في عمليات التنقل.