لا حديث يعلو فوق الحديث عن «كورونا»، ما أفضى لاختلاط الحقائق بالشائعات التي قد تكون نتيجة الفزع أو تناقل بعض الأخبار بطريقة غير دقيقة علماً أننا نريد وعياً ولا نريد ذُعراً، فالمسؤولية في التعامل مع فيروس «كورونا» مسؤولية مشتركة من الجميع، وصحة وسلامة المواطنين تأتي أولاً، فالحكومة استنفرت بكل قطاعاتها لأنها تدرك خطورة ما قد يحدث، في ظل تنامي القلق الدولي مع تسارع تفشي هذا الفيروس، هذه الأزمة أثبتت صحة العولمة الاقتصادية وأن الدول وحتى الأفراد تتأثر بما يجري في العالم، وقد يتأثر الفرد تأثيراً مباشراً في حياته اليومية، لكن على الرغم من الجدل الدائر تجاه العديد من التفسيرات إلا أن الوضع في سورية يختلف، فهي آمنة من وقع الأزمة المباشر «والحمد الله»، ومع ذلك تعاملت الجهات الوصائية بالسرعة نفسها وكانت حازمة في كل إجراءاتها إلا أنه لا يمكن التنبؤ بسرعة انتشار هذا الفيروس خلال الفترة المقبلة. ما نحتاجه اليوم رسائل توعوية، تحذر من التجمعات واللقاءات والاحتفالات، وارتياد «المولات»، و..و.. لأن البعض مازال يكابر ومازال يستهتر في الأمر، وكأن «كورونا» مجرد تكهنات وضجيج إعلامي وتهويل للأمر علماً أنه لا مجال «للاستهتار»، فكلنا مسؤول عن انتشار الفيروس، ونشر ثقافة الالتزام، واحترام الأنظمة والقوانين، نحن الآن أمام تحدّ حقيقي لذواتنا مثقفين ومسؤولين ومربين وإعلاميين لأنه لا يمكن التهاون بالأمر.. والمطلوب اليوم خليّة أزمة حكومية لمواجهة «كورونا» أولاً، علماً أن همّ «كورونا» لم يلغِ هموم الموطن المعيشية المتراكمة، بل ضاعفها وزاد من حدتها، فغلاء الأسعار بلغ حدوداً قصوى وطاول مختلف السلع الأساسية والمواد الغذائية، ومواد التنظيف والتعقيم ولم يقف الأمر عند ذلك الحد، بل أصبح المواطنون يصطفون أمام المخابز يتدافعون ويتزاحمون لشراء الخبز ضاربين عرض الحائط بكل النصائح، ومع ذلك لم نجد أي تدخل حكومي، كذلك استغلال بعض التجار عديمي الذمة لحاجة الناس إلى المواد الأساسية وفرض هامش ربح خيالي مستغلين «الثقافة الخاطئة» «بتدافع» معظم الناس «بشراهة» على شراء السلع الغذائية بغية تخزينها أمر في غاية الخطورة… لذلك لابد من أن يكون شعارنا نشر الوعي، فالوقت ليس وقت الاستغلال والمصالح بل التمعن بالحرف والكلمة، بالمعنى والصورة والتعاون، فالأزمة ستمضي رغم قسوتها، ويبقى الوعي والالتزام بالحملات الوقائية هو الأساس والأهم «امكثوا في بيوتكم».
Hanaghanem@hotmail.com