نموذج معبر رفح في خطة «اليوم التالي» في غزة
موسى الأسعد:
إنّ الحل لإعادة فتح معبر رفح هو التنفيذ الفوري والممكن لنموذج «اليوم التالي»، والذي يمكن تطبيقه بالفعل من قبل إسرائيل وحماس، وقد يكون تطبيقه في رفح من وجهة نظر إسرائيل بمثابة الاعتراف الأول بأن هذا هو الإطار المناسب لنقل السيطرة المدنية من حماس إلى سلطة حاكمة بديلة.
يتألف النموذج من ثلاثة مستويات من التشغيل:
1- العمليات العملية على الأرض – في حالة رفح، فان إسرائيل هي المسؤول عن تفتيش البضائع والأمتعة والأشخاص، بالإضافة إلى امتلاك سلطة الموافقة على دخولهم وخروجهم.
2- السلطة الحكومية ــ هيئة حكومية بيروقراطية تدير محلياً السلطة السيادية والقانونية وفي حالة معبر رفح، يتولى ممثل للسلطة الفلسطينية هذا الدور، ولكن ماذا يفعل هذا الممثل؟ وفقاً للحكومة الإسرائيلية، فإنّ مهمته الأساسية هي «ختم جوازات السفر»، ووفقاً للمصريين، فإن هذا يشبه آلية مماثلة لترتيب عام 2005 الذي أدارت بموجبه السلطة الفلسطينية معابر غزة الحدودية.
3- مجلس وزراء دولي: وهو مشاركة عربية ودولية تضمن تحويل الأموال، ومراقبة الموازنات، وتوفير الحلول التكنولوجية، وتطبيق الشرعية الدولية المطلوبة.
فهل كان نشر النموذج مصادفة، أم هو تسريب، أم إنه مجرد مشروع تجريبي لاختبار نموذج يمكن تطبيقه على قطاع غزة بأكمله؟ هذا سؤال مفتوح، وحتى لو حدث ذلك مصادفة بسبب الضغوط المصرية، فما زال من الجدير فحص فعالية النموذج الذي يتم تنفيذه في معبر رفح بمرور الوقت، لماذا؟
من ناحية، لأن هذا هو النموذج الوحيد في نظر إسرائيل الذي لا يستوعب الأوهام حول سلطة فلسطينية جديدة ستأتي وتتولى السيطرة وتنظم وتقاتل حماس، ومن ناحية أخرى، فهو نموذج لا يترك السيطرة على قطاع غزة في أيدي حماس باعتبارها صاحبة السيادة ويدفع أي منافسة في المجال المدني.
تذكير مهم: سواء في نموذج معبر رفح الذي يتم تنفيذه حالياً أو في جميع النماذج المقترحة للـ «اليوم التالي»، فإنّ السلطة الأمنية لتحليل التهديدات ومنع عودة حماس إلى الظهور تظل النهاية أوهاماً إسرائيلية.