درجتان من السرطان الخبيث!!‌‌‏ ‏

‏‌‏ ‏العالم منشغل بالانتخابات الأمريكية، لا لأن أمريكا تقوم بعملها الطبيعي كدولة عظمى ‏في ‌‏إرسال الاستقرار والسلم والتعاون الدولي، بالعكس، الاهتمام الدولي بالانتخابات ‏الرئاسية ‌‏الأمريكية سببه أن الإدارة الأمريكية تتصرف تجاه الآخرين كـ«قرصان» ‏يريد نهب ‏ثروات ‏وموارد الأمم، ولأن هذه الإدارة تعمل كـ«سمسار» يستخدم الهيمنة ‏والسيطرة ‏لإبرام الصفقات ‏لمصلحته، وعلى حساب حياة ومعاش واستقلال وحرية ‏الآخرين، بالنسبة ‏لنا نحن العرب، فإن ‏ما يهمنا من الانتخابات، موقف الرئيس القادم ‏من قضايانا، وخاصة ‏القضية الفلسطينية، وما ‏سيفعله في الحروب الدائرة ضدنا في ‏غزة ولبنان، كتكثيف ‏للعدوان الإسرائيلي ضد منطقتنا ‏كلها.‌‌‏ ‏
‏‌لكن ما الفرق بين كامالا ‏هاريس ودونالد ترامب من ‏حيث التعامل مع منطقتنا وقضايانا؟، ‏هاريس أعلنت أنها ‏ستكمل نهج بايدن في ‏المنطقة، وهو النهج القائم على دعم «إسرائيل»، ‏والدفاع عنها، ‏واعتبار أمنها جزءاً من الأمن ‏القومي الأمريكي، وكما قال هو أي «بايدن» إنه ‏أكبر ‏صهيوني في أمريكا، فإن هاريس تكرر ‏وراءه تصميمها على دعم «إسرائيل»، وإذا ‌‏أخذنا ما صدر عن بلينكن عندما زار الكيان الصهيوني ‏مع بدء العدوان على غزة ‏انتقاماً من ‌‏«طوفان الأقصى»، حيث سأل بلينكن نتنياهو «ماذا ‏ستفعل بأهل غزة ‏الفلسطينيين؟» فأجابه ‏نتنياهو «سنطردهم أو نقضي عليهم»، فعقب ‏بلينكن بحماس ‌‏«نحن معكم، نحن معكم»، هذه ‏المحادثة أوردها الصحفي الأبرز بوب ‏ودوورد في ‏كتابه الأحداث «الحرب».‌‌‏ ‏
‏‌‏ ‏أما ترامب فقد أبلغ نتنياهو بإلحاح «عليك القضاء عليهم الفلسطينيين، وإنجاز مهمتك ‌‏هذه، ‏قبل أن أدخل البيت الأبيض»، ترامب مستعجل للقضاء على الفلسطينيين، ‏وتأكيداً ‏على هذه ‏المعلومة، فإن ترامب أنتقد إدارة بايدن مراراً، أنها لم تقدم لنتنياهو ‏و«إسرائيل» ما ‏يكفي ‏لإنجاز حربها بالقضاء على الفلسطينيين، صحيح ترامب وعد ‏بعض المسلمين بـ‌‏«إنهاء ‏الحرب»، لكنه لم يخبرهم بأي نتيجة سينهي الحرب ولمصلحة ‏من، أليس هو صاحب ‏تشريع ‌‏«القدس كعاصمة أبدية لإسرائيل»، وصاحب «صفقة ‏القرن» المضيعة للحقوق ‏الفلسطينية ‏والعربية؟!!‌‌‏ ‏
‏‌‏ ‏كامالا هاريس ستستمر بدعم «إسرائيل»، والحرب معها بالسلاح والمعدات ‏وبالسياسة، ‌‏للقضاء على القضية الفلسطينية، مع استمرار ادعاء العمل من أجل «حل ‏الدولتين»، ‏ترامب ‏من جهته مستعجل للقضاء ليس على القضية الفلسطينية فقط، بل ‏القضاء على ‏الفلسطينيين ‏أصحاب الأرض أيضاً، باختصار نحن أمام هاريس ‏وترامب، كأننا أمام ‏درجتين من السرطان ‏الخبيث، وكلاهما قاتل للحق الفلسطيني، ‏ومجرم بحق العرب ‏والعروبة، وخائن لدوره ووظيفته ‏كرئيس للدولة العظمى عليه ‏العمل لتحقيق استقرار ‏وأمن وتعاون العالم.‏

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار