عندما ينسى المعنيون رجال إطفاء الحرائق وعناصر الحراج.. هل من تحفيز وتكريم لهم ؟
تشرين – محمد فرحة :
الكل تحدث عن الحرائق وشدتها وما ألحقته بالغابات، وتداعياتها، وما ستتركه من أثر بيئي سيئ على الطبيعة ومواردها، وكيف تم إخمادها وكيف حضر المعنيون وتابعوا عمليات الإخماد والتبريد.
لكن لم نسمع أو نقرأ بأن أحداً أشاد وأبرز دور عناصر الحراج وكيف أبلوا بلاء حسناً وتآكلت أحذيتهم من جراء مرورهم فوق رماد النار، وأحياناً بالنار نفسها، بل تم نقل البعض منهم إلى المشافي.
فماذا سيقدم لهم غير رواتبهم وأجرهم؟ وهل من صلاحيات مديريات الزراعة أن تمنحهم المكافآت المحفزة تقديراً لجهودهم وهم الذين ناموا وسهروا في مواقع الحرائق ؟
أسئلة عديدة تدور وتطرح حيال كل ذلك ، يجيب عنها مدير زراعة حماة المهندس أشرف باكير وقد ساهمت بدورها عناصر حراج حماة بإخماد حريقي حمص واللاذقية فيقول : بداية لابد من توجيه الشكر لكل من ساهم بإخماد الحرائق التي طالت غاباتنا وتطولها بين الحين والآخر ، في الوقت الذي احتفلنا فيه بيوم البيئة الوطني يوم أمس الأول ، ونحن الذين نشهد كوارث الحراج بشتى أنواع الطرق احتطاباً وتفحيماً وحرائق.
بيد أن الدور الأبرز في إخماد هذه الحرائق هو لعناصر الحراج والدفاع المدني وتعاون الأهالي في بعض المواقع عندما اقتربت النار من المنازل.
وزاد باكير بأن عناصر الحراج وخفراءها يستحقون التقدير، بل والتكريم ، مضيفاً : لكن كمديري زراعة ليس بوسعنا أن نقدم الحافز المادي الكبير ، لذلك كثيراً ما نقدم لهم التكريم المعنوي ضمن الصلاحيات و الإمكانات المتاحة.
كما تطرق باكير إلى أهمية دعم عناصر الحراج ورجال الإطفاء الذين ساهموا بشكل فعال وكان لهم الدور الأبرز في عملية إخماد حرائق الغابات.
وساق مثالاً بأن الكثيرين منهم “فقدوا أحذيتهم” من جراء إصرارهم على المرور وسط لهيب النار والأرض المشتعلة ، فأي تعويض يمكن أن يمنح لهم لا يساوي ثمن حذاء رياضة كان بأرجلهم.
ومن نافل القول، ولا يزال الكلام لمدير زراعة حماة، أن نشير إلى أن تكلفة الإنذار المبكر كدراسة قد تتعدى تكلفة الاحتياجات المهمة لهؤلاء العمال بكثير .
وأوضح أن دراسة الإنذار المبكر للحرائق تحتاج إلى تكلفة كبيرة ، آملاً صرف تعويض لعمال الحرائق والدفاع المدني وتقديم مكافأة مجزية تقديراً لجهودهم دائماً فيما يتعلق بإخماد الحرائق والحرص على سلامة الغابات.
في هذا السياق تحدث عدد من عناصر الحراج في مجال زراعة حماة بأن عملية إخماد حريق واحد تعادل إرهاق شهر وتزيد على ذلك.
وتطرقوا إلى أن زميلاً لهم طالت النار بنطاله، وآخرون طالت أحذيتهم، زد على ذلك سهرهم في مواقع الحرائق ومراقبة مجريات ما يحدث فيها ، سواء كان قبل الإخماد أو عند عملية التبريد.
الخلاصة : هل تفكر وزارة الزراعة بصرف مكافأة لهؤلاء العناصر وما قدموه من تضحيات خلال الأسبوعين الماضيين من جراء الحرائق المتواصلة، نأمل ذلك تحفيزاً وتشجيعاً لهؤلاء الرجال.