فوائد عديدة كسبتها الحسكة من العاصفة المطرية
تشرين – خليل اقطيني :
بين العاصفة المطرية الأولى التي شهدتها محافظة الحسكة في التاسع عشر من أيلول الماضي، والعاصفة المطرية الثانية التي شهدتها المحافظة أمس الأحد، ومازالت تداعياتها مستمرة، نتيجة لاستمرار الأحوال الجوية المسببة لها بالسيطرة على أجواء المحافظة، ثمة قاسم مشترك لا يخلو من شيء من الطرافة وهو الدجاج.
فمن أبرز الأضرار التي خلفتها العاصفة الأولى تدمير مدجنة تضم 6000 دجاجة في قرية السجوة في ريف الحسكة الشمالي.
في حين أدت العاصفة الحالية إلى انقلاب شاحنة محملة بشحنة من الدجاج على طريق الحسكة- أبيض الذي يربط محافظة الحسكة -حالياً- بمحافظة الرقة، ما أدى إلى نفوق أكثرها. وذلك من بين 3 حوادث مماثلة تسببت بها العاصفة المطرية على هذا الطريق.
وربما حدث هذا القاسم المشترك – الدجاج – ليشير إلى أن الأضرار الناجمة عن العاصفتين هي في “الريش” وهو مصطلح يستخدمه سكان المنطقة للتعبير على أن الأضرار كانت طفيفة.
الجاسم : بددت قلق الفلاحين وشجعتهم على زراعة حقولهم
مبشرة بموسم وفير
وإذا كانت عاصفة أيلول أعلنت أن المحافظة مقبلة على شتاء مطير، من خلال الأمطار المبكرة التي هطلت فيها على بعض مناطق المحافظة، وهي ما يطلق عليها سكان المنطقة اسم “الوسم”، فإن العاصفة الثانية حدثت لتؤكد بغزارة أمطارها على ذلك.
وأمطار “الوسم” – حسب مدير الزراعة المهندس علي خلوف الجاسم – هي الأمطار المبكرة التي يبدأ سكان المحافظة بترقبها على أحر من الجمر ما إن ينتصف شهر أيلول، لأنها إن هطلت فلا تهطل إلا في موسم “سهيل” من كل عام، وهي محببة لديهم لأنها تَسِمُ الأرضَ بالنباتات الخضراء، ولأنها تبشرهم بموسم مطري غزير وإنتاج زراعي وفير.
ورغم أن الأضرار التي خلفتها العاصفة المطرية أمس، طفيفة، وهي إضافة إلى الحوادث المرورية الثلاثة على طريق الحسكة – أبيض والتي انحصرت خسائرها بالماديات، انهيار عبّارة لتصريف المياه في منطقة أم مدفع جنوب غرب الحسكة، وتوقف القطفة الثانية من القطن – إن وجدت – في مواقع هطولها، وطوفان المياه في شوارع مدينة الحسكة والأحياء التابعة لها وولوجها إلى عدد من الأقبية، يؤكد الجاسم أن فوائدها ستكون كبيرة. وأول هذه الفوائد أنها تعد الريّة الأولى التمهيدية للحقل، والتي يسميها المزارعون هنا “التربيص”، وهي ضرورية من أجل دفع الأعشاب والنباتات الغريبة للنمو والظهور فوق الأرض، تمهيداً للتخلص منها بالفلاحة الميكانيكية، قبل أن تستمر بالنمو وتشارك النباتات الأصلية للقمح أو الشعير غذاءها، ما يؤدي إلى ضعفها وتدني مردودها.
ومشجعة على الزراعة
أما الفائدة الثانية – حسب الجاسم- فهي إنهاء ترقب الفلاحين للأمطار، وتبديد قلقهم من قلتها في الشتاء، وتشجيعهم للإقبال على زراعة محاصيلهم الشتوية، وخاصة محصولي القمح والشعير. ولاسيما أن المساحة المخططة في الموسم الحالي من هذين المحصولين البالغة نحو 875 ألف هكتار، لم يزرع منها بعد إلا النذر اليسير.
مؤكداً أنه كلما طال انتظار الفلاحين للمطر، تأخرت زراعة القمح والشعير، وهو ما يسمى فنياً “الزراعات المتأخرة” التي تكون عادة ذات إنتاج أقل من الزراعات المبكرة، التي مازال ثمة متسع من الوقت المناسب لها حتى نهاية كانون الثاني من العام القادم.
ويلفت الجاسم إلى أن فلاحي المحافظة بدؤوا قبل أكثر من شهر بالاستعداد لزراعة محاصيلهم، وذلك بتأمين البذار، وتهيئة الأراضي المخصصة للزراعة، مشيراً إلى أن فلاحة الأراضي الزراعية وتعريضها لأشعة الشمس بهدف القضاء على الفطريات والحشرات وكل ما هو ضار في التربة، هي المرحلة تسبق مرحلة نثر البذور والزراعة.
أمين : شكلت مخزوناً لري المزروعات والثروة الحيوانية
ومعززة للمخزون المائي
والفائدة الثالثة، فهي حسب مدير فرع الموارد المائية المهندس عبد العزيز أمين، أن المياه التي جرت من جراء العاصفة المطرية في وديان الحسو والرضوان وكشكش في المنطقة الجنوبية من المحافظة، أو التي تخزنت في المسطحات المائية في مناطق أم مدفع وعدلة ومركدة، ستعزز من المخزون المائي في المنطقة، وهو ما سيتيح الفرصة للفلاحين لسقاية مزروعاتهم وحيواناتهم من أبقار وأغنام وماعز، وخاصة في البادية الجنوبية.
ومن المتوقع أن هذه الفوائد ستزداد في الأيام القادمة، مع استمرار الأمطار بالهطل، وشمولها جميع مناطق المحافظة.