أحلام الغرب بالضغط على روسيا سقطت.. قوات كييف تتقهقر في كورسك.. موسكو: الهجوم الأوكراني سيوقف مفاوضات السلام لفترة طويلة
تشرين:
رغم أن التفاؤل الغربي ليس كبيراً بالهجوم الأوكراني على مقاطعة كورسك الروسية، في ظل أن روسيا ستتمكن سريعاً من احتوائه، إلا أن الغرب خصوصاً أميركا يعول على الأثر المعنوي/السياسي، فهذا هو الهدف من دفع نظام كييف للإقدام على هذه الهجوم على قاعدة إن تكرار الهجمات من هذا النوع وفي فترات زمنية متقاربة سيجعل روسيا ترضخ لمسار تفاوضي وفق الشروط الغربية.
وإن كان الغرب يخطئ في التقدير والتحليل مرة أخرى، إلا أنه بالمقابل لن يتوقف تصعيد الميدان الأوكراني، وفي حال لم ينجح الهجوم على كورسك فإنه سيدفع باتجاه توسيع الميدان من جهة، والسماح بصورة أكبر لنظام كييف باستخدام الأسلحة الغربية.
وفي هذا الإطار كان هناك تصريح لافت للرئيس الأميركي جو بايدن مساء أمس، بخصوص أن «التوغل الأوكراني في مقاطعة كورسك الروسية يخلق معضلة حقيقية» لروسيا، مشيراً إلى أنه يحصل على معلومات حول الوضع في كورسك كل أربع إلى خمس ساعات.
ويعد هذا أول حديث علني لبايدن حول كورسك، ودائماً ما تجاهل البيت الأبيض التعليق على ما تورده وسائل الإعلام الأميركية بخصوص أن الهجوم الأوكراني على كورسك حظي مسبقاً بتأييد ومباركة أميركية.
في الأثناء أكدت وزارة الخارجية الروسية أن نظام كييف بهجومه على كورسك أوقف مفاوضات السلام لفترة طويلة. وقال سفير المهمات الخاصة في الوزارة، روديون ميروشنيك، في مؤتمر صحفي اليوم الأربعاء: من خلال هذا العمل الإرهابي باتجاه كورسك على وجه التحديد فإن أوكرانيا أوقفت المسار المتعلق بمفاوضات السلام على المدى الطويل.
وفي وقت سابق، قال السفير الروسي لدى بريطانيا أندريه كيلين، إن كلمات فلوديمير زيلينسكي حول إمكانية إجراء مفاوضات سلام مع روسيا لا ينبغي أن تؤخذ على محمل الجد، مشيراً إلى أن موضوع مفاوضات السلام مع روسيا «غير محبذ» في الأوساط الرسمية في لندن.
ميدانياً، أكد قائد قوات «أخمات» الروسية الخاصة، اللواء أبتي علاء الدينوف، أن حرب فلوديمير زيلينسكي الخاطفة، التي تم التخطيط لها بالاستيلاء على محطة الطاقة النووية في كورتشاتوف، والدخول في مفاوضات مع إنذار نهائي لنا بالمغادرة في مكان ما والقيام بشيء آخر.. هذه الحرب فشلت في تحقيق هدفها.
ونوه علاء الدينوف بأن وحدات من القوات المسلحة الروسية متواجدة في مدينة سودجا في كورسك، والعدو لا يسيطر على المدينة، وهناك اشتباكات يومية.
وأضاف: اليوم هناك وحدات من وزارة الدفاع الروسية في سودجا. هناك عدو حول وفي بعض أجزاء المدينة. وهناك اشتباكات نشطة كل يوم. لا يستطيع الخصم أن يقول إنه يسيطر تماماً على سودجا، لأنه لا يتحكم فيها حقاً.
وأكد علاء الدينوف أن طرد القوات الأوكرانية من مقاطعة كورسك يقترب، ولم يبق إلا قوة واحدة.
وكانت وكالة «تاس» الروسية، أكدت انسحاب القوات الأوكرانية من بعض مواقعها على محور بوكروفسك في دونيتسك.
ونقلت عن مصادر عسكرية أن « العدو لا يبدي مقاومة كبيرة على محور بوكروفسك، إنهم يغادرون ببطء مواقعهم في غرودوفكا ومحيطها، كما يتراجعون في منطقة نوفوغرودوفكا».
وأكدت المصادر أن وتيرة عملية التحرير لا تترك للقوات الأوكرانية الفرصة لبناء دفاعات قوية.
بالتزامن، أفادت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأربعاء، بأن منظومات الدفاع الجوي تمكنت من اعتراض وتدمير 117 مسيرة أوكرانية و4 صواريخ من طراز «توشكا-يو» فوق عدة مناطق روسية. وقالت: خلال الليلة الماضية، حاول نظام كييف تنفيذ هجوم إرهابي باستخدام طائرات دون طيار وصواريخ تكتيكية من طراز «توشكا-يو» ضد أهداف على الأراضي الروسي.
وكان حاكم مقاطعة بيلغورود الروسية، فياتشيسلاف غلادكوف، أعلن اليوم الأربعاء، حالة الطوارئ الإقليمية في المقاطعة، نظراً لتصاعد الوضع الأمني نتيجة القصف اليومي من قبل القوات المسلحة الأوكرانية.
وقال في منشور عبر تطبيق «تليغرام»: لا يزال الوضع في منطقة بيلغورود صعباً ومتوتراً للغاية. القصف اليومي من قبل القوات المسلحة الأوكرانية أدى إلى تدمير المنازل وسقوط جرحى وقتلى من المدنيين. لذلك، فإننا نتخذ قراراً مناسباً اعتباراً من اليوم بشأن كامل أراضي مقاطعة بيلغورود وذلك لحماية السكان بشكل إضافي، من خلال إعلان حالة الطوارئ على المستوى الإقليمي.
حول كورسك، كشفت وكالة «بلومبرغ» الأميركية، يوم أمس، أن نظام كييف درس عدة سيناريوهات لشن هجوم على الأراضي الروسية بعد تلقيه الموافقة الأميركية. وقالت نقلاً عما سمته مسؤولاً غربياً مطلع أن أوكرانيا درست عدة سيناريوهات قبل ان تهاجم كورسك الأسبوع الماضي.
وحسب المسؤول، فقد تم التخطيط للهجوم لبعض الوقت «بمباركة» بايدن والاتحاد الأوروبي.