ضعف البصر عند الأطفال.. يؤثر في قدرتهم على القراءة والتعلم واكتشاف العالم

تشرين- رصد:
يُعد ضعف البصر من المشكلات الصحية الشائعة التي تواجه الأطفال، إذ يؤثر ذلك في قدرتهم على القراءة والتعلم واكتشاف العالم من حولهم، وتقدر منظمة الصحة العالمية أن عدد الأطفال (أقل من 15 عاماً) الذين يعانون من ضعف البصر يبلغ حوالي 19 مليون طفل في جميع أنحاء العالم، منهم 1.4 مليون طفل فقد الرؤية تماماً.
ما المقصود بضعف البصر عند الأطفال؟

يُعرَّف ضعف البصر عند الأطفال بأنه مشكلة صحية تواجههم في سنوات حياتهم الأولى، تؤثر في القدرة البصرية وتؤدي إلى فقدان الرؤية الجزئي أو الكلي، وله العديد من الأسباب:

مد البصر: هو أحد الأخطاء الانكسارية، يؤدي إلى صعوبة في رؤية الأشياء القريبة، ويحدث بسبب كون العين أقصر من الطول الطبيعي، ما يعني سقوط خيال الأجسام المرئية خلف الشبكية بدلاً من سقوطه عليها، وهو أكثر مشكلات الرؤية شيوعاً عند الأطفال.
قصر البصر: عكس مد البصر، ويؤدي إلى صعوبة في رؤية الأشياء البعيدة.
الأعين الخاملة: قد يعاني بعض الأطفال من ضعف في الرؤية بعين واحدة بسبب ضعف التنسيق بين الدماغ والعينين.
تدلي الجفون: يؤدي إلى تغطية العينين بشكل جزئي وقد يكون سبباً للعين الخاملة.
إعتام العدسة: حالة تصبح فيها عدسة العين عاتمة بشكل جزئي أو كلي، ويمكن أن يكون خلقياً أو تتم الإصابة به لاحقاً بعد الولادة، وغالباً ما يكون وراثياً نتيجة عوامل جينية، ويظهر بصورة ضبابية الرؤية وازدواجها والحساسية تجاه الضوء والعشى الليلي وعمى الألوان.
جفاف العين: أحد أبرز أسباب ضعف البصر عند الأطفال التي تجعلهم يشعرون دائماً بالرغبة في فرك العين، وعادة ما يحدث نتيجة العديد من الأسباب، مثل حساسية الضوء أو التهاب الملتحمة أو خلل بالقناة الدمعية أو التعرض لأضرار الشاشات الإلكترونية أو التعرض للأدخنة وأشعة الشمس دون حماية.
الزرق (الجلوكوما): أو ما تعرف بالمياه الزرقاء، من الأمراض العينية التي قد تصيب الرضع والأطفال، والتي عادة ما تكون نتيجة عيب خلقي بتكوين العين فترة الحمل، وذلك ما يجعلها تؤثر على النظر بشكل كبير، وتحتاج إلى خضوع الطفل للعلاج للوقاية من تطورها وفقد النظر الكلي على المدى الطويل.
التهابات الشبكية: أبرز أسباب ضعف النظر عند الأطفال الناتجة عن وجود خلل بإشارات العصب البصري للمخ، وهي العملية المسؤولة عن تمييز الأشياء ورؤيتها بشكل واضح، وهي من الأمراض التي يمكن أن يصاب بها الرضع نتيجة نقص نمو الأوعية الدموية للشبكية، كما يصاب الأطفال بها في مراحل متقدمة نتيجة الإصابة بأمراض الشبكية، مثل التهاب عنبية العين أو انفصال الشبكية الجزئي.
إصابات العين: الأطفال هم الأكثر عرضة للضربات على العين والسقوط عليها في أثناء الحركة اليومية، وذلك ما قد يعرضها للخدش والتضرر بصورة سريعة، فهي من أكثر أسباب ضعف النظر عند الأطفال عند إهمال علاجها وإجراء الإسعافات الأولية فور احمرارها نتيجة الاصطدام.
المهق العيني: وهو من الأمراض الوراثية التي تصيب العين، وتظهر في مراحل مبكرة منذ ولادة الطفل في صورة لون العيون الفاتحة والرموش البيضاء، وتؤثر في حدة البصر، وصعوبة الرؤية عند التعرض للضوء المباشر وأشعة الشمس، وذلك ما يجعله بحاجة دائمة لارتداء النظارات الشمسية.
ضعف البصر القشري: يحدث بسبب عيوب في الجزء البصري من الدماغ، ما يؤدي إلى ضعف دائم أو مؤقت في الرؤية، وقد يكون بسبب نقص الأوكسجين الذي يصل إلى الدماغ أو ضربة قوية في الرأس.

ما الأعراض؟

تظهر أعراض ضعف البصر عند الاطفال في صورة مجموعة من المؤشرات الواضحة، والتي يعبّر عنها الأطفال دائماً بوجود صعوبة في الرؤية بوضوح، ومن أشهر الأعراض المرافقة:
احمرار العين وفركها: من الحركات اللاإرادية التي يقوم بها الطفل، اعتقاداً منه بأنها ستحسن الرؤية، وتساعده على رؤية الأشياء بوضوح، كما يلجأ إليها نتيجة الجفاف الشديد للعين، والشعور بوجود جسم خارجي داخلها.
الاقتراب من الأشياء لرؤيتها بوضوح: عند إصابة الطفل بضعف النظر، عادة ما يصعب التعبير عن صعوبة رؤيته للأشياء عن بعد، وذلك ما يجعله يقترب من الأشياء لرؤيتها بوضوح، خاصة الشاشات الإلكترونية والتلفاز.
الصداع المتكرر: يؤثر ضعف النظر على الدماغ بشكل مباشر، وذلك ما يظهر في صورة صداع تكرر خاصة عند تركيز النظر على المؤثرات البصرية لفترات طويلة، وهو من أشهر الأعراض التي يعبّر عنها الطفل بشكل متكرر، ويظنها البعض طريقة للتهرب من الأعمال اليومية والدراسة.
حساسية الضوء: عند التعرض للأشعة الضوئية يعاني الطفل صعوبة في فتح العين، والرؤية بشكل واضح، وعادة ما يشكو من رؤية ضوء أسود أو أبيض بمنتصف الصورة، تجعله يعمل على غلق العين بشكل جزئي لمحاولة الرؤية.
صعوبة الرؤية عن البعد: أحد الأعراض المتطورة، والتي تنذر بإصابة الطفل بقصر النظر، وهي من الأعراض التي تظهر بوضوح عند السير في الطرقات، فعادة ما يصعب عليه تمييز الوجوه عن بعد.
التعرقل في أثناء السير: التعرقل خلال السير من أعراض طول النظر، ويعود ذلك لتشوش رؤية الأشياء القريبة.
صعوبة التحصيل الدراسي: يعتمد التحصيل الدراسي بشكل أساسي على النظر، فهي الحاسة التي تعمل على تحصيل المعلومات، وإرسالها للدماغ سواء عند القراءة، وعادة ما يعاني الطفل المصاب بضعف النظر بتشوش الرؤية عند القراءة والكتابة.

كيف يتم الكشف عن ضعف البصر عند الأطفال؟

يتم الكشف عن ضعف البصر عن طريق بعض الاختبارات لمعرفة مدى قدرة الطفل على الرؤية، ويقوم بذلك طبيب العيون الذي يفحص العين بدقة ثم يجري الفحوصات اللازمة لتحديد المشكلة التي تسبب ضعف بصر الطفل، ومن هذه الاختبارات:

قياس الرؤية: أساس هذا الاختبار هو السماح للمريض بقراءة مخطط معين لاكتشاف الرؤية على مسافات مختلفة، وعلى هذا الأساس يمكن للطبيب تحديد مدى خطورة المشكلة.
قياس المجال البصري: يمكن لهذا الاختبار تحديد مدى قدرة الشخص على رؤية الجانب أو المحيط.
قياس ضغط العين: من خلال هذا الفحص يمكن للطبيب تحديد درجة ضغط السائل في العين لتحديد ما إذا كان هناك زرق (جلوكوما) أم لا.

ما العلاجات المتاحة؟

عادة ما يسهل علاج ضعف البصر عند الأطفال بالعديد من الطرق، وتتمثل طرق العلاج المتاحة بما يلي:

النظارات الطبية: النظارات الطبية للأطفال من الحلول المثالية لتصحيح الأخطاء الانكسارية في العين والمساهمة في تحسين الرؤية، وتتميز بسهولة استخدامها في عمر مبكر، حيث يمكن وضعها للطفل بدءاً من عمر 3 سنوات فما فوق، كما يتوفر منها العديد من الأشكال التي تناسب الطفل وتشجعه على تقبل ارتدائها من دون الشعور بالانزعاج.
العدسات اللاصقة: يأتي استخدام العدسات اللاصقة في مراحل الطفولة المتقدمة، والتي قد تناسب بعض الحالات المرضية ولا تناسب بعضها، وهي ليست من الحلول المرجح استخدامها للأطفال، لصعوبة التعامل معها، وحاجتها لعناية خاصة لتجنب أضرارها المحتملة.
علاجات جراحية: في حالة عدم تحسن النظر بعد استخدام النظارات والعدسات اللاصقة، يتم اللجوء إلى العلاجات الجراحية، والعمليات الجراحية المتاحة للأطفال تشمل الجراحة التقليدية كاستبدال عدسة العين والرباط البلوري، أو عن طريق الليزر بإزالة طبقة معينة من القرنية سواء كانت من الأطراف السطحية أو العلوية، ولكن لا يمكن الخضوع لليزر إلّا بعد ثبات النظر وذلك بعد بلوغ عمر 18 سنة.

نصائح لوقاية الأطفال من ضعف النظر

على الأهل اتباع التوصيات التالية لتجنيب أطفالهم ضعف البصر:

التغذية السليمة: يلعب اتباع نظام غذائي صحي دوراً مهماً في الوقاية من ضعف البصر لدى الأطفال، يجب أن يتناول الأطفال الأطعمة الغنية بفيتامينات A وC وE، مثل الجزر والبروكلي والفلفل الحلو والبرتقال والعنب والبيض والحبوب الكاملة، إضافة إلى ذلك، يجب تناول كميات كافية من البروتين والعناصر الغذائية الأخرى لتحسين وظائف العين والحفاظ على الصحة العامة.
الحد من استخدام الأجهزة الإلكترونية: يمكن أن يؤدي التعرض المفرط للشاشات الإلكترونية إلى إجهاد العين وجفافها ومشكلات أخرى في الرؤية، لذلك يجب التحكم باستخدام الأجهزة الإلكترونية من قبل الأطفال وتحديد فترات زمنية لا تتجاوز ساعتين في اليوم لاستخدام هذه الأجهزة مع تشجيع الطفل على أخذ فترات راحة متكررة.
تشجيع الأنشطة الخارجية: تساعد ممارسة الرياضة والأنشطة الخارجية في الضوء الطبيعي على تحسين صحة العين والجسم بشكل عام وتقليل خطر الإصابة بقصر البصر.
توفير الإضاءة المناسبة: يمكن أن تساعد الإضاءة المناسبة في تقليل إجهاد العين وإرهاقها، خاصة في منطقة الدراسة الخاصة بالطفل.
إجراء فحوصات منتظمة للعين: يمكن لفحوصات العين المنتظمة اكتشاف مشكلات الرؤية في مرحلة مبكرة ومنع تطورها.
توفير نظارات واقية: تعد إصابات العين شائعة بين الأطفال خاصة في أثناء ممارسة الرياضة والأنشطة الخارجية الأخرى، لذا ينصح بأن يرتدي الطفل نظارات واقية خلال هذه الأنشطة لمنع إصابات العين.
تعليم عادات القراءة الجيدة: يجب تشجيع الطفل على القراءة في أماكن جيدة الإضاءة وعلى مسافة مريحة، وتنبيهه لعدم القراءة في الإضاءة الخافتة أو بوضع الاستلقاء ما قد يجهد عينيه.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار